آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مني أمين
  5. الرجل ذو الوجهين الجزء الخامس و الأخير
كانت علا كعادتها أول من يأتى إلى مكتبها ثم طلبت من الفراش أن يأتى لها بقدح من القهوه فقد كانت تعانى من إرهاق شديد نتيجة الأرق الذى أصابها فى الليله الماضيه أيضا ولا تدرى لما كل هذا الأرق الذى يعتريها هذه الأيام , لماذا تؤرقها صورته هكذا إنها تقضى ليلتها كله تستعيد على الرغم منها كل موقف حدث بينها وبينه كل كلمه دارت بينهما , تماما كالذى تتعلق أغنيه فى عقله ويستمر العقل يعيدها مرارا وتكرارا حتى يكاد ينفجر ويستمر العقل يعيد على قلبها سرد الأحداث والمواقف التى تحدث بينهما وكأن عقلها وقلبها خصمان فى معركه يريد كل منهما أن يكسب الآخر تكون نتيجته أن تقضى ليله بلا نوم .
(صباح الخير يا علا) . . إنتبهت علا على صوت حنان , فإبتسمت لها فى شحوب : صباح الخير ياحنان
نظرت إليها حنان بإنزعاج : مالى أراكى متعبه هكذا ووجهك شاحب ؟!
تنهدت علا كمن يفيق من نوم عميق : لاشئ مجرد إرهاق وعدم نوم فقد تملكنى الأرق هذه الأيام حتى يكاد أن يفقدنى عقلى .
إبتسمت حنان فى خبث : آآآآآآآآآه . . . هل حدث ؟
- ما هذا الذى حدث ؟! - كيوبيد يا عزيزتى . . هل أصابت سهامه قلبك حتى جفاك النوم .
- كيوبيد ماذا ؟! أنا فقط مرهقه من ضغط العمل . . مجرد أرق عادى .
تمت
- أحبه !! هل تعتقدين أن أحب أنا هذا المأفون المستهتر !
إقتربت منها حنان قائله : علا يا حبيبتى أنت تعذبين نفسك وتعذبينه بدون داع كل شاب فى الدنيا له حكايات ومغامرات , لكن عندما يحب يصبح شخص آخر وخاصة من هو من نوع حازم . . نعم كان له مغامرات كثيره لكن هذا النوع بالذات عندما يحب يحب بكل مشاعره ويكون مخلص جدا فى حبه وصدقينى أنا أعمل هنا قبلك بفتره طويله وأعرف حازم أكثر منك ورأيته قبل أن يراك ورأيته أيضا بعد لقد أصبح إنسان آخر .
علا : يبدو أنه نصبك محاميه نيابة عنه .
حنان : أنا لا أدافع عنه , أنا فقط أحبك وأراك تضيعين منك حبا صادقا , ثم سكتت برهه وقالت وهى تربت على كتفها : إعطى نفسك فرصه لترينه على حقيقته أعطى قلبك فرصه لترينه على حقيقته . أعطى قلبك فرصه ليحب وصدقينى سترين ساعتها حازم إنسان آخر غير الذى فى خيالك . . فقط أزيلى الغشاوه التى على قلبك وعينيك وأنظرى إليه وهو ينظر إليك خلسه ستجدين نظراته يملؤها حب صادق . . فكرى مره أخرى ولا تقتلى حبك بأوهام لا وجود لها .
دخل عليهم المهندس يوسف وهو يبتسم لحنان إبتسامه رقيقه متبادلا معهم التحيه . , لفت نظر علا تلك الإبتسامه المحبه المتبادله بين حنان ويوسف فإبتسمت فى سعاده وقالت فى همس : هل حدث جديد ؟
قالت حنان فى سعاده : نعم عملنا معا خارج المكتب قرب كل منا إلى الآخر وجعلت أبا الهول ينطق أخيرا , أعتقد أن العمل الميدانى هذا له تأثير كبير . . عقبال ناس .
قالت علا وهى تهز كتفيها فى لامبالاه : ومن قال لك أنى أريد أن ينطق أى أحد .
قالت حنان فى نفاذ صبر : أعلم يا عزيزتى إن أبا الهول فى حالتك أنت المقصود به لا المهندس حازم .
هنا دخل حازم مبتسما إبتسامه جذابه وألقى عليهم التحيه ثم إلتفت إلى علا قائلا : هيا يا باشمهندسه .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - إستقلا المصعد معا وهى فى حاله من الإرتباك الشديد لوجودهما فى مكان واحد مغلق عليهما ولاحظ هو ذلك فوقف مواليها ظهره ولم يتفوه بكلمه واحده حتى وقف المصعد فخرج منه وخرجت وراءه ووصلا عند السياره ففتح لها الباب قائلافى إبتسامه بدت لها شديدة الجاذبيه : تفضلى . قالت فى إنزعاج : هل سأركب معك ؟!
قال فى دهشه : نعم !! أم أنك ستأتين ورائى عدوا !!
قالت : لا . . بل أقصد سأذهب فى سياره أجره .
قال : ولما ؟! لماذا أشعر أنك ستركبين مع أمنا الغوله أم أبو رجل مسلوخه ؟ لقد أصبحت لا آكل الآدميين .
إبتسمت قائله : أنا لا أقصد . . أنا . . حسنا هيا بنا .
قال : أخيرا إطمأننت فجأه هكذا . . إذا أكيد تذكرت إنك تحملين معك مطواه ولذلك يجب أن أخاف .
ضحكت وهى تدخل السياره : كفاك عبثا هيا .
جلست بجواره وإنطلقت السياره وشعرت بسعاده غامره داخلها ورهبه شديده وهى تجلس بجواره كانت تختلس النظرات إليه , أحست أنها ترى وسامته لأول مره بل أحست بجاذبيه شديده نحوه كما شعرت أنها ترى فيه رجوله شديده محببه إلى النفس . ويبدو أن قلبها قد إطمأن فإسترخت فى مقعدها ففوجئت به يقول وهو ينظر أمامه : يبدو أنك بدأت تشعرين بالأمان .
بهتت لقوله وكأنه يقرأ ما بداخلها بالرغم من أنه لا ينظر إليها وتعجبت فكيف يراقبها وهو لا ينظر إليها .
عجيب هذا الرجل كلما إقتربت منه تجد نفسها تنجذب إليه إنجذاب شديد لا تستطيع مقاومته بالغم من تحفظها الشديد على تصرفاته , ولكن لا تنكر أنها بدأت تشعر أن ما كانت تعتقده عبث وإستهتار أصبحت تراه خفة ظل محببه إلى النفس حتى إنها مع كل تحفظها معه وصدها له لا تستطيع أن تمنع نفسها من الإبتسام لتصرفاته وعباراته , ولكنها فى الوقت نفسه لم تعترف لنفسها أنها تحب هذا الرجل .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - إستمر العمل فى هذا المشروع أربعة أشهر مابين الشركه والمتابعه الخارجيه و إقتربت هى منه ورأت فيه رجل آخر وجدته طيب حنون متواضع يعامل كل من حوله فى رقه وحنان وتواضع حتى إنه يشارك العمال مرحهم وأحيانا يعاونهم فى عملهم , وهذا لا يمنع شئ من الحزم عندما يلزم الأمر , كما لاحظت معاملته الرقيقه معها فى إنه لا يحاول مضايقتها بأى تصرف إلا من بعض المواقف الطريفه التى تفرضها طبيعته المرحه , فمثلا . . ذات يوم كانت فى الموقع وأرادت أن تهبط من على السقاله فهبط قلبها ومد يده إليها ليعاونها على الهبوط فأبعدت يدها عنه قائله : أنا سوف أهبط بمفردى !
قال : كما تريدين . وهبط أمامها وهبطت وراءه ولكن قدمها إنزلقت وإختل توازنها فوجدت نفسها تطير فى الهواء فتلقفها بين ذراعيه ووجدت نفسها فجأه بين أحضانه فإنتزعت نفسها فى سرعه وقالت فى إرتباك وهى تسوى هندامها : ما هذا الذى فعلته ؟
قال : ما ذنبى أنا ؟ لقد مددت يدى لأعاونك فرفضت , ثم غمز بعينيه : لم أكن أعلم أنك تريدين شيئا آخر !
قالت فى غضب : أنت مجنون !!
قال : أنا !! سامحك الله لولا ما حدث من ثانيه كنت عاتبتك على تلك الكلمه .
و أيضا يوم أن إلتوى كاحلهاولم تستطع السير عليها فتقدم منها فى إنزعاج محب قائلا : هل حدث لك مكروه ؟
قالت وهى تتألم : لا . . . وحاولت السير فلم تستطع فقال : إستندى على , فرفضت فقال : إنك لا تستطيعين السيرفإما أن تستندين على أو أن أحملك إلى السياره . قالت : ماذا ؟!!
رفع يديه فى خفة ظل قائلا : ماذا نفعل لايوجد غيرى والعمال فإما أن تستندى إلى إو إلى أحد من العمال ما رأيك ؟ هاه ما رأيك ؟
إبتسمت مستسلمه بالرغم من ألمها , فمد لها يده فوضعت يدها فى يده وكانت هذه هى أول مره تتلامس أيديهما فأحست برعده تسرى فى جسدها للمسته الحنونه ودفئ مشاعره وخاصة وهى تسير ملاصقة له , شعرت لحظتها أنها تحبه بل تعشقه , يبدو أن حنان صديقتها لديها الحق فقربها منه آذاب كل الجليد الذى بينها وبينه وقررت بينها وبين نفسها ألا تقاومه بعد الآن وأن تترك لقلبها العنان , حتى أنها فى ذلك الصباح وبعد إنتهاء العمل وعودتها إلى المكتب شعرت إنها تنتظره فى شوق شديد .
كان لا يوجد فى المكتب سوى يوسف وألقت عليه التحيهفى سعاده فقال يوسف : أراك مشرقه جدا هذا الصباح .
إبتسمت قائله : وكيف لا أكون سعيده وقد أنجزنا العمل على خير ما يرام والحمدلله .
يوسف : إنت إنسانه رائعه يا علا , لها كل الحق حنان فى انها تحبك كل هذا الحب .
علا : أشكرك . . وحنان أيضا إنسانه ممتازه , أليس كذلك ؟
إبتسم فى هيام : بلى . . إنى أشعر أن الله قد أهداهالى وأرجو أن يوفقنى الله أن أحافظ عليها وأصونها , بالمناسبه حنان كانت قد سجلت تقرير ليك عل الكمبيوتر وفى الواقع أريدك أن تطبعينه لى لأراجعه
قالت وهى تعتدل إلى الكمبيونر : فعلا وقد طلبت منى هى ذلك أمس وهذا ما كنت أنوى عمله , ولكن أين هو ؟
إقترب منها يوسف وجلس على طرف المكتب ومد يده يداعب أزرار الكمبيوتر يبحث عن التقرير وهما يتبادلان حوارا ضاحكا , . وهنا دخل عليهم حازم ونظر إليهما نظره شعرت هى أنها تقذف بحمم من بركان ثائر وقال : ماذا تفعلان ؟
وقف يوسف من على طرف المكتب وقال : الباشمهندسه علا كانت تطبع لى التقرير لسيادتك والذى طلبته منى لكى أراجعه قبل عرضه على حضرتك .
نقل بصره بينه وبينها ونظراته تحمل كل الشك والريبه و . . . الغيره , فقال فى إقتضاب : حسنا , وإنصرف داخلا مكتبه وصفق الباب خلفه فى عنف ,
تبادلت هى ويوسف نظرات حيرى حتى قال يوسف : ماذا حدث له , هذه أول مره يتعامل معى بهذا الأسلوب ؟!
وإنصرف إلى مكتبه فى حين شعرت هى بغضبه المكبوت واحست بسعاده غامره لغيرته عليها كما شعرت بجرح لشكه فيها , لم تستطع الجلوس كانت تريد أن تدخل إليه فقامت بطبع التقرير وأعطته ليوسف ليراجعه وقالت له : راجعه وأعطه لى لأقدمه له أنا بنفسى .
قال يوسف : ولما ؟!
شعرت بحرج شديد وقالت فى تلعثم :أبدا . . إنى أراه متعكر المزاج اليوم وأردت أن أمتص غضبه بدلا منك .
كان تبرير واه ولم يقتنع به يوسف نفسه ولكنه راجع التقرير وأعطاها إياه ,
دخلت المكتب ووجدته جالسا خلف مكتبه ينظر إليها مباشرة إليها وكأنه كان يعلم من بالباب وإصطدمت نظراتها المتسائله بنظراته الغاضبه فقال فى جفاء لم تعتاده منه : هل هناك شئ ؟
قالت : التقرير الذى كنت تريده من المهندس يوسف .
قال فى تهكم : ولماذا لم يأتى هو به أم إنك أصبحت سكرتيره له !
قالت وقد شعرت بإهانه : ماذا بك يا باشمهندس ؟ لماذا تتحدث معى بهذه الطريقه ؟
إستمر فى تهكم : يبدو أن إسلوبى دائما لا يروق لك , أما إسلوب الباشمهندس يوسف فيسعدك للغايه .
شعرت بإهانه شديده فقالت : باشمهندس لوسمحت . .
حازم : أرجوكى تفضلى الآن , ثم إعتدل إلى الهاتف وكأنها غير موجوده , فخرجت وهى يكاد قلبها ينفطر حزنا وغضبا .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - إرتفع رنين الهاتف على مكتبه المهندسه حنان وبعد أن إنتهت المحادثه إعتدلت إلى علا قائله : عبدالحميد بك يطلبك فى مكتبه .
إندهشت علا وقالت : عبد الحميد بك بنفسه يطلبنى أنا ! لعله خير .
ردت حنان تطمئنها : ومالك إنزعجت هكذا ؟ عبدالحميد بك إنسان طيب جدا ولابد أنه يريد أن يكافئك على المجهود الذى بذلته فى الفتره الماضيه لإنجاز مشروع الإسكان .
علا : هل تعتقدين ذلك ؟
حنان : مؤكد .
نهضت علا وإتجهت على الفور إلى مكتب رئيس مجلس الإداره وما إن دلفت إلي المكتب حتى قابلها بإبتسامه حنونه مرحبا بها قائلا : أهلا بك يا باشمهندسه وأشار إلى المقعد المجاور لمكتبه قائلا : تفضلى بالجلوس , إطمأن قلبها وذهب عنها القلق فجلست وقال : أنا سعيد جدا بك وبإجتهادك إنك فى خلال هذه الفتره التى عملت بها فى الشركه أثبت جدارتك وتفوقك وقد أمرت بصرف مكافأه لك .
رقص قلبها فرحا لهذا الإطراء فإبتسمت قائله فى سعاده أشكرك جدا يا أفندم , أردف قائلا : فى الحقيقه أنا لم أرسل لطلبك لذلك فقط , ثم تناول ملف من فوق المكتب أعطاها إياه قائلا : هذه عمليه لإنشاء بعض الأبنيه التعليميه فى عدد من القرى التابعه لمحافظة المنصوره , من النظره المبدئيه أسعارها مناسبه ومربحه جدا , لكن فى الحقيقه لا أدرى لماذا لا أطمئن إليها وخاصة أنه قد جاءتنى أخبار أنها عرضت على شركتين مقاولات قبلنا ولقيت الرفض وكنت قد عرضتها على الباشمهندس حازم ووافق عليها ولكنى مازلت غير مستريح لها .
قالت :الباشمهندس حازم آراؤه دائما صائبه ثم إن هذا من صميم إختصاصه , هو مهندس مدنى وهو أدرى أما أنا فهذا بعيد كل البعد عن مجال تخصصى وبما أن هذا رأيه فهو مؤكد على حق فكيف أدرس شئ قد درسه وهو رئيسى فى العمل بل هو الذى يراجع وراءنا أعتقد أن هذا يكون تعدى عليه .
نظر إليها بتقدير وإعجاب برهه ثم قال : بالطبغ أنا أقدر إحترامك لرئيسك ولكن . .
ولكن حازم هذه الأيام ليس على طبيعته يبدو أن هناك ما يشغله لذلك لا أثق فى رأيه .
لا تدرى لما بدا لها أن وراء قوله هذا مغزى يقصده فنظراته جعلتها تشعر أنه يعلم ما بينها وبين حازم .
قالت فى توجس : أنا تحت أمرك ولكن لابد أن أزور الموقع بنفسى .
قال : حسنا . . ستخرجين بمرافقة المهندس يوسف زميلك وأردف وهو يخرج ورقه من من الدرج وأعطاها إياها : هذا نكليف رسمى منى شخصيا بذلك
قالت فى إنزعاج : المهندس يوسف ؟!!
عبدالحميد :ألديك مانع ؟
قالت فى حرج :لا . . . ولكن أخشى أن يغضب الباشمهندس حازم .
خيل إليها أن شبح إبتسامه ساخره تراقصت على شفتى عبدالحميد وقال : وما هذا الذى سيغضبه خروجك مع المهندس يوسف أم خروجك بدون إذن منه ؟
قالت وقد إعتراها الحرج الشديد : لا طبعا إن هذا حدث دون إذن منه .
قال : ولكنى رئيس مجلس الإداره أم هذا لا يكفى ؟
ردت : لا طبعا يا أفندم سيادتك رئيسنا جميعا ونحترمك ونقدرك .
إبتسم فى حنان أبوى قائلا : وأنا أيضا يا بنيتى أحترمك وأقدرك و أحترم كفاحك و إجتهادك ورعايتك لأسرتك خاصة وإنى علمت أن والدك متوفى وأنك المسئوله عن أسرتك , جزاك الله عنهم خيرا .
تعجبت لقوله وقالت : أشكرك يا أفندم . حضرتك تعلم عنى كل شئ .
قال : أكيد هل تعتقدين أنى أجلس هنا ولا أعلم شئ خارج حجرتى ؟ أنا أعلم كل شئ . كل شئ يدور فى هذه الشركه وإلا لن أستحق موقعى .
للمره الثالثه شعرت أن كلامه يحمل معنى آخر وأفزعتها الفكره منهضت فجأه قائله : هل تأمرنى بشئ آخر ؟
إبتسم لها قائلا : أشكرك . . وفقكك الله ولاحظى أنى منتظر رأيك النهائى لأنى على ضوء رأيك سوف أقرر إن كنا سنقبلها أم نرفضها .
ردت فى إرتباك : هذه ثقه كبيره أرجو أن أكون عند حسن ظنك بى , ثم إستأذنت وخرجت .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فى صباح اليوم التالى حضر حازم إلى الشركه ودخل المكتب ووجد المهندسه حنان على مكتبها فقال بإبتسامته الجذابه : صباح الخير يا باشمهندسه .
تلفت حوله فلم يجد علا فقال وقد تلاشت إبتسامته : ألم تأتى المهندسه علا إلى الآن .
قالت حنان فى لهجه ذات مغزى : ليست علا فقط بل الباشمهندس يوسف أيضا .
رد مستدركا : آه . . نعم ألم يأتى بعد هو أيضا ؟
قالت : لقد خرجا معا فى معاينه .
هتف فى إستنكار : معا . . لم يأخذ أحدهم إذن مباشر منى !! ثم ما تلك المعاينه التى لا أعلم شيئا عنها . . ما شاء الله أليس لى وجود فى هذا المكتب ؟
حنان : إلعفو يا أفندم ولكن أعتقد أهما أخذا إذن من عبدالحميد بك شخصيا .
تنهد فى غضب قائلا : حسنا سأرى الموضوع بنفسى وأنطلق خارجا .
إبتسمت حنان فى خبث : يبدو أن الغيره تنهش قلبك نهشا يا باشمهندس .
إنطلق حازم إلى مكتب عبدالحميد وما إن دخل حتى سأله فى غضب مكبوت : حضرتك الذى أعطيت المهندسه علا إذن بالخروج .
رفع عبدالحميد عينيه عن الأوراق التى يطالعها أمامه قائلا فى هدوء: نعم .
قال فى غضب حاول أن يكتمه حتى لا يتعدى أصول اللياقه : لكن هذا لايجوز , المفروض أن تأخذ إذن منى بصفتى رئيسها المباشر .
نظر إليه عبد الحميد نظره ثاقبه هادئه كمن يعرف ما يور بداخله ويعرف السر الأساسى لثورته وقال : أنت لم تكن موجود فى الشركه البارحه ولذلك وبما أنى رئيس مجلس الإداره كلفتها بهذا العمل فكان من الطبيعى أن أعطيها الإذن .
إستدار فى حنق وهو يشيح قائلا : ولنفرض فما دخل يوسف فهل أعطيته هو أيضا إذن ؟!
وقف عبدالحميد من خلف مكتبه وإتجه مواجها له قائلا وهو ينظر فى عينيه مباشره : نعم إستأذنت منى هى أن تصطحب يوسف معها وقد أذنت لهما , هل لفديك مانع ؟قال فى ثوره : ماذا ؟ هى التى طلبت ؟!
عبدالحميد : وهل هناك فارق ؟
هم بقول شئ ولكن لم يجد ما يقوله فإستأذن فى عصبيه وخرج .
وما إن أغلق الباب حتى إبتسم عبدالحميد وقال محدثا نفسه : عظيم فأنت تحب تلك الفتاه الرائعه ليتها تكون من نصيبك , ثم ضحك وقال : عظيم لقد أتت من تعلمك الأدب.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - لم بستطع أن يظل فى المكتب كان يشعر ببركان ثائر داخله يكاد أن ينفجر ويرمى بحممه على كل كل ما حوله فخرج من المكتب وركب سيارته وسار بها على غير هدى تردد على مسامعه وتتخبط فى رأسه جمله واحده (هى التى طلبت أن يخرج معها يوسف). . كيف ؟!! هل تحبه ؟ هل بينها وبينه شئ ؟ مابك يا حازم هل تحبها إلى هذه الدرجه , كيف وأنت الذى آلاف النساء يلهثن وراءك تنزلق هكذا كالغر الساذج لتعبث بك هذه الفتاه ؟ من تكون هذه حتى تفعل بك هذا ؟ من هذه . . من هذه؟
هذه هى كل حياتك , كل حبك , كل عمرك . . نعم هى كل الحب , لم تشعر أن قلبك ينبض بالحب إلا لها , لم تشعر بالسعاده إلا فى وجودها مستعد لدفع عمرك كله نقابل كلمة حب تسمعك إياها , ولكنها برغم كل هذا الحب تعبث بك , ترى هل تحب يوسف ؟ لا . . لا أعتقد فكل تصرفاتها معى فى الفتره الأخيره تدل على أنها تبادلنى الحب . . أو ربما خيالى صور لى ذلك !! ظل هكذا طوال اليوم يحدث نفسه كالمجنون , وما أن إنبثق نور الصباح وأتى موعد العمل أسرع إلى الشركه وكله شوق ولهفه إليها وغضب منها وغيره عليها , كل هذه المشاعر المضطربه داخله جعلته متوترا للغايه . كان أول شخص يذهب إلى العمل , ظل يتحرك فى حجرته كالليث الثائر ذهابا و إيابا حتى أتت الساعه التاسعه والنصف , فقال لنفسه وهو ينظر فى ساعته : لقد تأخرت كثيرا , وفتح باب مكتبه فى عصبيه , فوجد حنان فقط فقال : ألم تحضر علا بعد ؟! قالت حنان : لا لقد حضرت هى ويوسف ولكنهما عند عبدالحميد بك منذ نصف ساعه . قال فى عصبيه : ما شاء الله لقد أصبح المكتب ملهى يأتى كل شخص كما يحلو له .
حنان : إهدأ يا باشمهندس هذه أوامر عبدالحميد بك .
هم بقول شئ لولا أن دخلت هى ويوسف وعلى وجههما إبتسامة سعاده ,جعلت نيران الغيره تلتهم قلبه وعقله إلتهاما .
وعقد سأعديه أمام صدره وقال : مرحبا . . لا يزال الوقت مبكرا .
قال يوسف فى إرتباك فرضه عليه شخصيته المهذبه الخجوله : لقد طلبنا عبد الحميد بك لأنه كان يتعجل تقرير الأبنيه التعليميه .
قال حازم فى إستنكار : الأبنيه التعليميه !! لقد أعطيته رأيى وأشرت عليه بالموافقه أم سيادتكما لكما رأى آخر .
ردت علا فى رقه محاوله إمتصاص غضبه : لقد شعر عبدالحميد بك انك متعب فأراد أن يعيد النظر فى هذا الموضوع مره أخرى فكلفنا أنا ويوسف بهذا الموضوع وكان لابد من معاينة الموقع على الطبيعه وقذ أعطانا تكليف رسمى بذلك .
قال فى تحد : وماذا كان رأيكما يا ترى ؟
تلعثمت وهى تقول : لقد زرنا الموقع ووجدنا أن نسبة الخسائر ستكون كبيره , ولذلك أشرنا عليه بالرفض وقد أيدنى المهندس يوسف فى ذلك .
قال فى ثوره وتهور : بالتأكيد ما دام المهندس يوسف أشار عليك فسمعا وطاعه والمهم ان تضعينى فى صورة المخطئ أما رئيس مجلس الإداره طالما هذا يرضى المهندس يوسف ويرضى غرورك ايضا , وشجعك على هذا المكافأه التى أعطاها إياك عبدالحميد بك فتصورت نفسك مهندسه ذات عقليه فذه وصدقت نفسك , لكن فى الحقيقه إن عمى يعرف ظروفك فأراد ان يساعدك بإسلوب غير مباشر . . . . . أخرسه التعبير الذى بدا على وجهها وأحس أنه أهانها إهانه فظيعه إنفطر لها قلبه قبل قلبها وشعر بندم فظيع , فى حين بدت هى ممتقعة الوجه وقال بشفاه مرتعده من شدة إحساسها بالإهانه والغضب : أنا لم أقصد تلك الإتهامات المشينه التى تقذفنى بها , كل ما فى الموضوع إننا عندما زرنا الموقع رأيت أن الطريق المؤدى إلى المدارس ضيق جدا لاتستطيع معه الناقله التى تحمل المؤن أن تمر عليه وإلا ستنقلب وبالتالى ستضطر الشركه بنقلها إلى آخر الطريق الممهد ثم تنقلها بالكارو حتى موقع المدارس مما سيكبد الشركه مبالغ طائله وعماله زائده وبالتالى ستكون الخساره كبيره , وعرضت رؤيتى على عبدالحميد بك وهو أيدها ومع ذلك رجوته ألا يعتبر هذا رأى نهائى حتى يعرضه عليك .
ثم صمتت برهه وأكملت وهى تغالب عبراتها قائله بصوت خفيض : مراعاة لك وتقديرا لمكانتك , ولم أكن أتصور أبدا أن يكون فى المقابل إهانتى على هذا النحو , ثم تناولت ورقه من على مكتبها وخطت عليها شيئا وناولته إياها قائله : تفضل هذه إستقالتى وغدا ستصلك المكافاه , فأنا لا أشحذ أنا وإخوتى .
ولم تستطع تكملة كلامها شعرت أن العبرات ستغلبها وهى دائما لا تحب ان يرى أحد دموعها , فإنطلقت خارج المكتب وخارج الشركه وخارج حياته كلها مقرره أنها لن تعود مهما كانت الأسباب حتى ولو كان الثمن موت حبها فهى تقبل اى شئ إلا الإهانه .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - وقف مكانه ممتقع الوجه تحمل كل خلجه من خلجات وجهه أقسى صوره من الألم والندم ولايدرى كيف طاوعه لسانه ان يتفوه بما تفوه به , كيف جرحها على هذا النحو وهى احب المخلوقات إلى قلبه .
أراد أن يلحق بها ولكن لك يستطع فبأى حق بها وماذا يقول لها ؟, كل ما فعله أن دخل مكتبه فى خطوات ثقيله وأغلق الباب خلفه كمن يغلق قلبه على جبال من الأحزان .
أطبق على الحجره صمت مقبض لم يقطعه سوى يوسف وهو يقول : لا أدرى ما الذى أغضبه إلى هذا الحد الذى يسمح لنفسه أن يحرجها على هذا النحو .
تنهدت حنان قائله : الغيره . . نعم الغيره إنه يغارمنك .
يوسف فى دهشه : يغار منى !! أمجنون هذا هل يتصور أنى بينى وبينها شئ , إنها مجرد زميله عزيزه
حنان : ولكنه يفهم غير ذلك .
يوسف : وعلى فرض أن بينى وبينها علاقه , ماذا يعنيه هو فى ذلك ؟!
حنان : ألا تعرف ما يعنيه فى ذلك ؟ كيف إذا تقول إنك تحبنى . . ألا تفهم ؟؟
يوسف : تقصدين أنه يحبها !!
حنان : وهى أيضا تحبه ولكنه لا يفهم مثلك , يبدو ان الرجال جميعا قليلوا الفهم , ثم أردفت فى إصرار : ولكنه يجب أن يفهم .
وطرقت باب الحجره ودخلت دون إنتظار إجابه منه , وجدته جالسا خلف مكتبه حزينا متألما .
فقالت : باشمهندس حازم . .
أشاح بيده قائلا : أرجوك ياحنان لا أريد أن أسمع أى كلمه . أتركينى بمفردى , لا أريد أن أقابل أحدا .
قالت فى إصرار : ولكن لابد أن نتكلم ولابد أن تسمعنى لعل فيما أقوله لك مايريحك ويشعرك كم أخطأت فى حقها .
أراد أن يمنعها من الكلام إلا أنها لم تبالى قائله : لقد تعودنا جميعا أن نعتبرك زميل وأخ عزيز , لا رئيس لنا فى العمل وهذا ما يجعلنى أقول لك إنك لاتفهم حقيقة الأمور .
حازم فى ثوره : أى حقيقه هذه . تتعدانى وتخرج بدون إذنى , بل وتسمح لنفسها أن تجعلنى مخطئا دون الرجوع إلى وكأن لاقيمة لى .
نظرت إليه نظره ثاقبه وقالت : أهذا هو ما يغضبك ؟ . .كلنا يعرف علا ويعلم كم هى مجتهده ومخلصه فى عملها ودائما آرائها تكون صائبه , ثم إنها لم تتعداك لقد طلب منها رئيس مجلس الإداره بنفسه هذا العمل , وعندما ذهبت إليه لم تكن لديها أى فكره عن ال1ى ستكلف به ووجدته منظا كل شئ .
ثم ضغطت كلامها وهى تقول : حتى إذن خروج المهندس يوسف .
حازم : ماذا تعنين ؟
حنان : أعنى أنها لم تطلب أن تخرج مع المهندس يوسف بل عبد الحميد بك هو من أمرها بذلك , أليس هذا ما أغضبك فى الموضوع كله ؟
صمتت برهه ثم قالت : إذا كنت لا تصدقنى فإسأل عبدالحميد بك وستفهم أن يوسف فُرض عليها وهى كانت رافضه لذلك لأنها كانت ترى ان ذلك سيغضبك
حازم : تقصدين انها كانت حريصه ألا تغضبنى ! لما؟!
حنان :حاول ان تخمن , غير انى أعلم أنك تعلم جيدا .
بدا الإرتياح يتسلل إلى ملامحه وهم بالخروج فقالت له : باشمهندس حازم . نسيت أن أقول لك شيئا , إن خطبتى أنا ويوسف الخميس القادم وقدمت له بطاقه وهى تقول : وهذه بطاقة الدعوه كنت سأعطيها لك لولا ما حدث .
تناولها منها وتهللت أساريره وقال : أنا آسف جدا يا حنان , لاأدرى ماذا أقول لك ؟
حنان : تقول مبروك , أما آسف هذه فليست لى تفهمنى طبعا.
أومأ برأسه وقال : لقد أعمانى الغضب و . . ثم إنتبه كمن تذكر شيئا وقال : ولكن لماذا أفهمنى عمى أنها هى التى ألحت فى طلب الخروج مع يوسف ؟ّ!
حنان فى حيره : لا أدرى إسإله .
خرج على الفور من مكتبه وإتجه إلى عمه وما إن دخل عليه حتى سأله : أريد أن أسألك سؤال واحد : علا من طلبت منك أن يرافقها المهندس يوسف أم هذا تكليف منك؟
عبدالحميد فى هدوء : وهل هناك فارق ؟
حازم : فارق كبير .
وقف عبدالحميد من خلف مكتبه وإقترب منه قائلا : أنا الذى كلفتها بذلك وهى كانت تريد أن ترفض لولا أنى لم أعطها فرصه .
حازم فى دهشه : ولماذا تعمدت أن تفهمنى غير ذلك ؟
عبدالحميد : كنت أريد أن أتحقق من شئ وتحققت منه , أنت تحب هذه الفتاه أليس كذلك ؟
حازم فى ألم : أحبها حب لا أصدقه أنا نفسى .
تهللت أسارير عبدالحميد : مرحى مرحى , ها أنت قد إنزلقت على وجهك أخيرا جاءت من تصلح من شأنك وفيما الإنتظار هيا إذهب وحدد موعدا لنخطبها .
جلس على المقعد وهو يقول فى أسى : لقد جرحتها جرح غائر , لا أعتقد أنها ستغفره لى .
عبدالحميد فى إنزعاج : ماذا فعلت أيها المتهور؟
قص عليه حازم ما حدث مما أثار ثورة وغضب عمه وقال : هكذا أنت دائما متهور فكيف تجرؤ على إهانتها بهذا الشكل , منذ متى ونحن نعير الناس بظروفهم ؟ لا أدرى ممن أخذت طباعك المستهتره هذه ؟ لقد كان أبوك رحمه الله دمث الخلق ووالدتك ايضا رحمها الله كانت طيبة القلب كريمة النفس , فمن أين أتيت بطباعك الغريبه هذه ؟ ولكن ليس الحق عليك أنا الذى أستحق اللوم والعتاب لأنى تعاطفت مع ظروف يتمك وحبى لشقيقى رحمه الله وما طوق به عنقى حينما ربانى بعد وفاة والدنا , فأسرفت فى تدليلك ولم أقسو عليك فأصبحت مستهترا لا تهتم بأى شئ ولا تقدر أى شئ . حازم : عمى . .
عبدالحميد : لا تنطق بكلمه واحده , ثم شده من ساعده وهو يردف فى غضب : إذهب إليها وأطلب السماح منها لعلها تتنازل وتسامحك ولا تعود للشركه إلا وهى معك أتفهمنى .. . ووالله أنا لا ألومها حتى لو بصقت فى وجهك .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -- - - - - ظلت علا فى حجرتها تبكى حتى تورمت عيناها , كانت تبكى حبها وكرامتها , كانت لا تصدق أن تتعرض للإهانه فى يوم من الأيام وعلى يد من ؟؟ الإنسان الوحيد الذى أحبته ولم تحب غيره .
وقالت لنفسها من خلال دموعها : أنت يا قلبى السبب فى كل هذا الألم , ظللت تلح على حتى خارت مقاومتى ووقعت فى حبه ولم نجنى من وراء هذا الحب سوى الألم والإهانه , أرأيت يا قلبى ما فعلته بى كيف سمحت له بل كيف سمح لنفسه هو أن يعاملنى على هذا النحو ؟ تبا لك ياقلب وتبا له .
ظلت تبكى وتنتحب حتى سمعت طرقات وصوت شقيقتها تقول : علا .
قالت وهى تقاوم دموعها وتواليها ظهرها فكانت دائما لا تحب أن تبكى أمام أحد : أرجوك يا فدوى أريد أن أجلس بمفردى .
شعرت فدوى بعطف شديد عليها ولكنها لم ترد أن تشعرها أنها تشعر بدموعها فقالت بلهجه حاولت أن تطبع عليها روح المرح : هناك شخص وسيم كالبدر يطلب مقابلتك إسمه المهندس حازم .
إنتفضت وهى تقول فى غضب : من ؟ ! كيف يجرؤ ؟! إذهبى وأخبريه أنى نائمه لا أريد ان أرى وجهه .
ربتت فدوى على كتفيها فى عطف : إهدئى يا علا وحاولى أن تقابلينه , أنا لا أعرف ما حدث ولكن يبدو أنه تسبب فى ألم لك وأعتقد من هيئته أنه جاء ليعتذر فأعطيه فرصه فلعل لديه أسبابه .
علا فى عناد : أيا كانت أسبابه فلا أريد سماعها .
فدوى : هذا لا يليق إنه فى بيتك وهو يصر أنه لن يغادر المنزل دون أن يقابلك .
علا : إذن فهو الجانى على نفسه .
جففت دموعها فى عصبيه وخرجت له , قابلته بنظرات جامده تخلو من أى مشاعر سوى الغضب , أما هو فقد ملأالشوق قلبه وعينيه بالرغم من الخجل والأسف الشديد البادى على وجهه .
قالت فى جفاء : خيرا يا باشمهندس .
نهض فى حرج قائلا : علا لا أدرى ماذا أقول لك ولا ماذا أفعل فأنا أشعر بندم وأسف شديد واعتقد أنى لو وضعت وجهى فى كل حوائط الدنيا فلن أكفر عن ذنبى .
علا : أى ذنب ؟؟ أنت قلت رأيك فى وكل إنسان حر فى رأيه .
قال فى توسل : أرجوك يا علا سامحينى أنا لم أقصد أى كلمه مما قلتها , غيرتى عليك أعمتنى فلم أدرى ما أقول .
علا فى إستنكار : غيره !! ومن أعطاك الحق فى هذه الغيره ؟!
حازم فى حب : قلبى . . قلبى الذى يحبك حبا لو قُسم على أهل الأرض جميعا لأكفاهم جميعا .
علا فى تهكم : هذا ما تجيده أنت دائما الكلام المسعول الذى تصطاد به الفتيات ليقعوا فى شباكك .
حازم : لا أكذب عليك كذلك حتى رأيتك وأحببتك . إنى مستعد لفعل أى شئ حتى تصدقين أنى أحبك وأننى آسف جدا على ما فعلت علا :شئ واحد أريدك أن تفعله .
حازم فى لهفه : ما هو وسأنفذه فورا .
علا : أن تكف عن هذا الكلام وتتركنى الآن , فأنا لا أطيق أن أسمع كلمه واحده منك .
تألم ألما شديدا لكلامها وقال فى أسف : هكذا !! كما تشاءين ولكن كلمه أخيره أريد ان أقولها لكى .
تنهدت علا فى نفاذ صبر , فقال : أنا لم ولن أحب أحد غيرك .
دغدغت الطريقه التى نطق بها كلامه شئ فى داخلها إلا أنه أصرت علىعنادها فهى لا تستطيع إبتلاع الإهانه فظل وجهها جامدا برغم النيران التى تتأجج بداخلها .
أصابته خيبة امل وإستدار مغادرا منزلها فإستوقفته قائله : لحظه واحده من فضلك , ودخلت حجرتها وخرجت ومعها رزمه من النقود وقدمتها له قائله :
هذه الحسنه التى منحتونى إياها لا حاجة لى بها .
مط شفتيه فى أسف وإبتلع ريقه فى حرج ثم قال فى هدوء : أنا لم أعطك شيئا إن أردت أن تردينها فإعطيها لعمى فلا شأن لى بذلك , . . وإنصرف .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - دخلت علا مكتب عبدالحميد رأفت وإستقبلها هو بترحاب شديد وسألها قائلا : هل هناك شئ يمكن ان أقدمه لك ؟
أخرجت من حقيبتها النقود ووضعتها أمامه وهى تقول فى هدوء : تفضل هذه وأنا أشكرك جدا . عبدالحميد : وما هذه ؟
علا : النقود التى منحتنى إياها على سبيل المكافاه فأنا لم افعل شئ أستحق عليه المكافاه ,هذا كان عملى وواجبى .
تقدم منها عبدالحميد وقال لها : تعالى يا علا إجلسى فأنا أريد أن أتحدث معك .
جلست على إستحياء وكانت تكن له إحترام شديد .أخذ نفس عميق ثم قال : لقد علمت بما حدث بالأمس فى المكتب وما حدث فى منزلك أيضا .
همت بقول شئ إلا أنه أردف قائلا : أنا معك فى كل تصرف قمت به ولكن ليس معك فى رد المكافأه , حقك يل بنيتى ولم أعطاها لك حسنه كما تتصورين , لقد تعودت هذا أن أعطى مكافأه لكل من يخلص فى عمله وأنت تستحقين هذا وأكثر .
علا : أرجوك يا عبدالحميد بك أنا . .
عبدالحميد مقاطعا : أرجوك أنت دعينى أكمل كلامى أنا لم يشأ الله أن يرزقنى بالأبناء وإنى أقسم لك إنى أعتبرك فى منزلة إبنتى وأكن لك حب وإحترام شديدين , كما أيضا أعتبر حازم بمثابة إبن لى وأنا لا أنوى الدفاع عنه أو إلتماس العذر له ولكن صدقينى أنى أحدثك كأب . . حازم تغير كثيرا منذ أن عرفك وأرجو منك أن تعطيه فرصه أخرى فهو لم يفعل ذلك إلا لأنه يحبك بصدق شعرت بحرج شديد وشعر هو بذلك فقال : إنى لاأريدأن أحرجك أنا أحدثك وكأنى أحدث إبنتى وليس معنى كلامى إلا أن تسامحينه بالشكلالذى يعيد إليك كرامتك ويرضيك وأى كان قرارك أنا لن أغضب منك , أما هذه النقود فهى من حقك وسأغضب منك جدا إذا لم تقبلينها منى , أتريدين أن تغضبينى ؟
إبتسمت فى حياء قائله : أنا أحترمك جدا ولا أستطيع أن أغضبك ولكن سامحنى فلن أستطبع العوده إلى العمل .
تنهد قائلا : كما تشاءين ولكن على الأقل سلمى عهدتك لرئيسك .
علا : أرجوك أعفنى من هذا فأنا لا أريد . .
قاطعها : هذه أصول العمل .
علا بإستسلام : حسنا هل تأمرنى بشئ ؟
عبدالحميد فى حنان أبوى : إذا أردت أى شئ فى يوم من الأيام فلك ان تعتبريننى أبا لك ولا تترددى فى طلبه منى أتعديننى بذلك .
علا فى إمتنان : أعدك .
تركته وإنصرفت وما أن خرجت حتى قال محدثا نفسه : آه . . ليت الشباب يعود يوما , يا لك من غبى يا حازم .
رفع سماعة الهاتف متصلا بحازم : هى فى الطريق إليك كما إتفقنا أرنا شطارتك وإعلم لوتركت الشركه ستتركها ورائها لا تضيعها من يك يا غبى .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - إستقبلتها حنان فى لهفه شديده و إحتضنتها قائله : لقد أوحشتنى كثيرا لم أستطع مقابلتك البارحه لأنى أعلم أنك كنت فى حاله لا تسمح لك بإستقبال أى شخص .
علا : انت الشئ الوحيد الذى إكتسبته من هذا المكان وأرجو ألا تنقطع صداقتنا أبدا .
حنان : بالطبع ولكن لست معك فى اننى الوحيده التى كسبتها من هذا المكان , فكل من هنا يحبك ويقدرك .
ثم أردفت : وأيضا كسبت شئ آخر أرجو ألا تضيعينه بعنادك .
علا : لا أريد الخوض فى هذا الموضوع .
حنان : صدقينى لقد كاد أن يجن بعد ان غادرت الشركه , يا حبيبتى هذا من غيرته عليك فغطرحى هذا العناد جانبا .
علا : أهو بالداخل ؟
حنان : بلى أدخلى له .
طرقت باب الحجره وقبل أن تفتحه فتحه هو ووجدته يحمل على كلتا يديه قماشا أبيض وعليه سكين وهو يبتسم مقدما لها ما فوق يديه : تفضلى .
علا فى دهشه : ما هذا ؟!!
حازم : كفنى كما يفعلون الصعايده أقدمه لك امام حنان ويوسف فهم شهداء على البارحه وشهداء على اليوم , فإما أن تسامحينى او تذبحينى أمامهم إن كان هذا يرضيك .
لاحت شبح إبتسامه على وجهها وقالت فى حياء شديد : ما هذا الذى تفعله ؟ هذا أكبر دليل على أنك مجنون
حازم : نعم مجنون بك .
إحمر وجهها خجلا ولا تدرى ما تقول وهى تختلس النظر إلى يوسف وحنان فقال : أتشهد يا يوسف أنت وحنان ماذا أفعل لها تغضب منى إذا عاملتها بغبار يفرضه تصرفاتها معى .
يوسف ضاحكا : سامحيه إذن يا علا فلم أعتد أن أرى الباشمهندس على هذه الحاله أبدا .
علا فى حرج شديد : أنا جئت لأسلم العهده وسأغادر المكان على غير رجعه .
وهمت بالخروج فألقى ما بيده جانبا وإعترض طريقها قائلا : لن تخرجى ولن تتركى العمل وستعودى لعملك حتى ولو حملتك حملا .
علا فى دهشه : ماذا تقول ؟!
حازم : أقول هكذا , ثم حملها فجأه وسار بها إلى المكتب .
حاولت الخلص منه وهى تصرخ وتقول : أنت مجنون وضعها على الكرسى وركع فى شكل مسرحى قائلا : مولاتى الأميره إغفرى لى وإلا ألقيت نفسى من الشباك .
إنسحب يوسف وحنان من الحجره , وإبتسمت علا قائله : كفاك عبثا فقد أحرجتنى .إقترب منها قائلا : إذا سامحتينى .
علا وقد أشرق وجهها بإبتسامه جذابه : نعم سامحتك .
حازم : وهل تقبليننى زوج لك , فأنا لم أعد أطيق الحياه بدونك .
- عادى ؟! لا أدرى إلى متى ستظلين تعاندين نفسك يا علا ؟ إنه يحبك وأنت تحبينه أيضا فلماذا تضييع الوقت هذا ؟
وهنا أومأت برأسها موافقه .
علا : وستحافظ على ولا تخوننى أبدا ؟ قال فى حب صادق : أقتل نفسى ولا أغضبك أو أجرح مشاعرك فى يوم من الأيام .
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333613
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189410
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181124
4الكاتبمدونة زينب حمدي169698
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130919
6الكاتبمدونة مني امين116756
7الكاتبمدونة سمير حماد 107607
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97784
9الكاتبمدونة مني العقدة94904
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91502

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

376 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع