علا : هه . . لا شئ أنا بخير يا أماه .
قالت والدتها : إنى أراك تعبثين بالطعام ولا تأكلين هل هناك ما يشغلك ؟
إبتسمت علا إبتسامه باهته قائله : لاشئ كل ما فى الأمر إننى متعبه بعض الشئ من ضغط العمل , وما أن أخلد للنوم حتى أكون على مايرام . . . لا تقلقى على .
ردت الأم فى طيبه : أعانك الله يا بنيتى .
نهضت علا من على المنضده فقالت لها والدتها : ألن تكملى طعامك ؟
علا : الحمدلله لقد شبعت وكل ما أحتاج إليه هو النوم . . تصبحين على خير .وإتجهت إلى حجرتها وأغلقت بابها خلفها وأستلقت فوق السرير محاوله النوم ولكن عبثا

نهضت علا جالسه وهى تقول : لا يا حبيبتى تعالى
جلست فدوى بجانبها و سألتها : ماذا بك ياعلا ؟ ليس التعب هو ما يجعلكى هكذا , وعلى فكره أمى لم تقتنع ولكنها كما تعرفينها تحب أن تترك كل منا على راحته , أما أنا يا أختى العزيزه , الفضول سيقتلنى وأريد أن أعرف ماذا بك ؟:)
قالت علا : صدقينى لاشئ محدد .
فدوى : علا . . نحن أصدقاء ولسنا شقيقتين فقط , إفتحى لى قلبك , ؟ أشعر أن هناك طارئ قد طرأ عليك قد أبدل حالك .
إبتسمت علا فى نفاذ صبر:) : أعلم أنك لن تهدئى إلا إذا عرفت ما تريدينه فأنت دائما هكذا لحوحه ولكن أقسم لكى أنه لاشئ محدد . . إحتمال أكثر شئ يحيرنى هو المهندس حازم .
فدوى : أليس هذا هو رئيسك فى العمل الذى طالما ما يحدث بينك وبينه صدام:D ثم غمزت فى خبث قائله : هل بدأ يطرق قلبك ؟

هتفت فى إستنكار و كأنها تنفى عن نفسها إتهاما : لا طبعا بل هو ضرب من المستحيل .
وإستدركت قائله : ولكن هذا لا يمنع إنه إنسان غريب عندما تتعاملين معه يتملكك شعورين أحدهما بالجاذبيه والإنبهار والآخر بالحنق والمقت الشديد

فدوى : عجيب ! كيف يكون ذلك ؟!
علا : فى نطاق العمل إنسان جاد ‘ مجتهد ومخلص فى عمله يعامل كل من حوله بتقدير وإحترام , أما لو فى غير ذلك فهو عابث لاه سخيف حتى إنك تكادين أن تنفجرى فى وجهه أو تقذفينه بأى شئ تصل إليه يديك .
ضحكت فدوى وقالت:p : يا له من شخصيه لذيذه .
إبتسمت علا

فدوى : نعم . . ولكن قولى لى أهو كذلك مع كل الموظفين أم معك أنت بالذات ؟
شردت علا بذهنها قائله : فى الواقع أشعر أنه معى أنا بالذات وكأن هناك ثأر بينى وبينه .
فدوى : فلتقطع يدى إن هذا الشخص يحبك .
لا تدرى لما رقص قلبها طربا:p لهذه الجمله بالرغم من أنها إستنكرته قائله : يحب ؟! هذا لا يعرف سوى العبث واللهاث وراء الفتيات .
فدوى : إسمعى كلامى فقط أعطيه فرصه وهدئى من تلك الحرب الشعواء التى تشعلينها ضده وسترين كيف سيتبدل حاله .
علا : هراء !!
نهضت فدوى وهى تقول : إسمعى نصيحتى وسأتركك الآن لتنامى ثم إلتفتت إليها قائله : مع إنى أعتقد أنك لن تستطيعى النوم فأنا أعتقد أنك أنت أيضا . . . ولم تكمل حديثها .
عادت علا تستلقى على الفراش ولكن يبدو أن كلام شقيقتها صحيح فإنها لم تستطع النوم فهل هى تحبه ؟! فعلا هى لا تنكر إنها تشعر بجاذبيه ناحيته بالرغم من كل شئ إلا أنها دائما تحاول وأد هذا الشعور إنها تشعر أحيانا من خلال كلماته العابثه بشئ من الحنان والكثير من الرجوله بالرغم مما يبدو عليه من اللهو , ظلت هكذا طيلة الليل بين الرفض والقبول حتى أشرق الصباح كانت لم تنعم من النوم إلا القليل:confused: .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كانت تطالع الأوراق التى أمامها فى تركيز شديد حتى أنها لم تشعر به عندما دخل المكتب .
ولم تنتبه إلا عندما سمعت صوته يقول فى رقه : صباح الخير يا باشمهندسه

رفعت وجهها لتطالع وجهه فأصطدمت عينيها بعينيه النافذتين وشعرت وكأن ماس كهربائى قد لمس قلبها فقالت فى تلعثم : صباح الخير .
تلاشت إبتسامته فجأه وسألها : مالى أرى وجهك مرهق هكذا هل أرهقك العمل لهذه الدرجه ؟ إذا كان هذا هو السبب فيمكنك أن تأخذى أجازه .
شعرت فى كلماته بشئ من الحنان والأهتمام الصادق أو هكذا خيل إليها إلا أنه قالت فى هدوء : لا . . العمل ليس مرهقا , أنا فقط أصابنى بعض الأرق الليلة البارحه .
سألها فى إهتمام : هل هناك مشكله فى البيت ؟
ردت فى إقتضاب : لا . . بل هو مجرد أرق عادى
إقترب منها وقد إستعاد إبتسامته العابثه:D : إذا فإنك كنت تفكرين فى طوال الليل , ثم رفع يديه بشكل مسرحى قائلا : يا إلهى كم أشكرك أن تسهر أجمل الجميلات تفكر فى عبدك المسكين:D .
نهضت فى غضب قائله

تنهد قائلا : وماذا أفعل إن كان كلامى دائما يثير أعصابك حتى كلمة صباح الخير أأذبح نفسى ؟
ثم نظر فى عينيها بعاطفه صادقه هزت مشاعرها قائلا : مع إننى مستعد لذبح نفسى إذا كنت سأرى إبتسامه ودوده منك قبلها .
إبتسمت إبتسامة خجلى


ضحكت قائله : أنت إنسان غريب !
أردف : وتضحكين أيضا

تنهدت من خلال إبتسامتها:) قاءله : وبعد ؟؟
أشار بيديه قائلا : حسنا . . حسنا بالله عليك لا تفسدى المنحه العظيمه التى منحتنى إياها سأكف عن الكلام ولنتكلم فى العمل .
وضع حقيبته على المكتب وأخرج منها ملف وأعطاها إياه قلئلا : هذامشروع إسكان شباب سيقام على قطعة أرض مساحتها عشرة أفدنه أريدك أن تضعى بيناته على الكمبيوتر وتدرسينه جيدا وتضعين له دراسة جدوى على أعلى مستوى , فحجم هذا العمل كبير ومحتاج لمتابعه ودراسه شاملتين . علا : ولكن وضع دراسة الجدوى ليس تخصصى أنا فقط أصمم البرامج وأدون المعلومات والكمبيوتر هو صاحب القرار على ضوء تلك المعلومات .
حازم : إذا لم نختلف فهذا يعتمد على مهارتك فى تنظيم المعلومات , أنا بالطبع سأصدق عليه بالرفض أو القبول بمعنى أن لى الكلمه الأخيره المهم أريد تعاونك معى فى ذلك حتى نتفق على رأى ولعله يكون الشئ الوحيد الذى سنتفق فيه ولتعلمى إن مصير آلاف الشباب فى يدك , لعلنا نكون سبب فى أن الشباب الذى يحب أن يتزوج لعل الله يفتحها علينا معهم والقمر يرضى عنا:D .
قالت : ثانية !!
إبتسم قائلا : لا ثانية ولا ثالثه سأتركك لعملك وفقك الله . بإذنك .
تركها وإنصرف إلى مكتبه ولكنه تركها لمشاعر لذيذه تداعب قلبها وحمدت ربها أنها كانت بمفردها فى المكتب فحنان ويوسف كانا فى عمل خارج المكتب , فأطلقت لمشاعرها العنان .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
إنتهت علا من عمل الدراسه المطلوبه منها وبدأت فى طبع التقرير النهائى حينما سمعته يقول : هل إنتهيت من عملك ؟
إستدارت بمقعدها إليه : نعم . . انا أقوم الآن بطبع التقرير ةسيكون أمامك بعد قليل , نظر إليها نظرته الثاقبه التى تجمع بين الإعجاب والحب وشئ من العبث ذلك الخليط العجيب الذى تميزت به نظراته إليها وإستمر ينظر إليها وكلما أطال النظر توارت نظرة العبث حتى إختفت وتجلى الحب والإعجاب فى أبهى صوره حتى إنها إرتبكت إرتباكا شديدالم تستطع إخفاؤه ولاحظ هو إرتباكها فأشفق عليها محاولا الخروج من هذه الحاله قائلا وهو يتلفت حوله ويتنحنح دون مبرر : ألم ينتهى يوسف وحنان من عملهما الخارجى بعد ؟
قالت ولم يكن فارقها الإرتباك:confused: بعد : بلى ولكن أعتقد أن هذا هو اليوم الأخير لهم وسيعودون إلى الشركه غدا .
- لم تخبرينى بعد ما رأيك فى المشروع عموما ؟
- عظيم وأرباحه هائله إن شاء الله وسيتضح لسيلدتك ذلك بمجرد أن تقرأ حضرتك التقرير .
قال معترضا وهو يشيح بيده

نظرت إليه محاوله التغلب على مشاعرها : منى أنا ؟! لماذا ؟!
إقترب منها قائلا فى همس : لأنك غير كل البشر عندى .
علا : باشمهندس حازم . . أرجوك !!
حازم : ترجونى ماذا ؟
علا : كفاك محاولة تحويل الحديث بيننا دائما إلى هذا الإتجاه .
حازم : أى إتجاه هذا الذى تقصدينه ؟ّ! هل هو محرم أن تكونى عزيزه على ؟!
علا : أرجوك يا باشمهندس أنا أحترمك و أقدرك كأخ .
قال حازم كمن صدمته الكلمه : أخ


إبتسمت علا : لا . . لا يوجد مانع .
قال لها فجأه : وبصفتك أخت ما رأيك فى الحله التى أرتديها أليست أنيقه

إندهشت لسؤاله ولم ترد فأردف : وشعرى أليس مصفف جيدا ؟
إ ستمرت فى صمتها وهى تتطلع إليه فى عجب فقال : لم تجيبينى فأنا فى الواقع فى إنتظار عميله ( وعض شفته السفلى فى صبيانيه ) مثل القمر:D .
قالت فى عصبيه

لاحظ عصبيتها فإستمر فى إغاظتها قائلا : وكيف لا شأن لك ألسنا متفقين أنك فى منزلة أختى ؟ وأنا ليس لى أم ولا أخت كى أسألهم ولذلك أسألك : هه ما رأيك ؟:D
قالت فى عصبيه

حازم : إذا على ما يرام . . يعنى سوف أروق لها فأنا لا أخفى عليك فهى فاتنه ورقيقه و . . .
قاطعته فى عصبيه زائده

ضحك بشكل أستفزازى:D وقال : حسنا . . حسنا سأذهب إلى عملى وعندما تنتهين من عملك أرسليه لى مع عم حسن الفراش وتقدم إلى حجرة مكتبه ثم إستدار إليها قائلا : أرجوكى عندما تأتى العميله أدخليها على الفور ثم أضاف فى توسل مسرحى : أرجوك .
تركها وهى تكاد تنفجر غيظا

وتعجبت من نفسها ما الذى يثير غضبها إلى هذا الحد , ما الذى يثير غيرتها ؟! . . غيرتها !!! أحقا تغارين يا علا . . كارثه إذا كنت تغارين , فانت تحبينه . . . أتحبينه حقا ؟! كيف تحبين رجلا هذه الشخصيه الغريبه . . . آآآآآآآآآآه يا علا لو أنك تحبينه حقا سيجعلك تلهثين غيره وراءه طيلة الوقت فهو زير نساء . . لا . . عابث . . أحمق .



ثم نفضت رأسها قائله بصوت عال : لا . . لا هذه تهيؤات.
إنتبهت على صوت ناعم يأتى من خلفها قائلا : لو سمحتى باشمهندس حازم موجود ؟ وإلتفتت إليها وكادت أن تشهق


تمالكت نفسها قائله : نعم . . مو . . موجود .
وهنا فتح باب مكتب حازم وخرج منها قائلا : مدام فاتن مرحبا بك وتناول كفها ولثمه فى رقه قائلا : كنت فى إنتظارك تفضلى:D .
وإلتفت إلى علا قائلا : عندما تنتهين من التقرير أرسليه مع الفراش حالا , وأغلق الباب خلفه وجلست تفكر ياترى ما علاقته بتلك الفاتنه:confused: ؟! هل عميله حقا أم إنهاواحده من الكثيرات اللاتى يلهثن وراءه ؟ ياترى ما الذى بينها وبينه !!
وجلست الأفكار تنهش عقلها نهشا

قالت : نعم ولكن سأدخله أنا تفضل أنت .
رد حسن فى لامبالاه : حسنا يا باشمهندسه بإذنك .
قتلها الفضول فيما يحدث وراء الباب فأرادت أن تدخل بنفسها .
طرقت الباب ودخلت دون إنتظار جواب ونظراتها معلقه مباشرة بالمرآه التى أمامه وتنقله بينها وبين حازم . كانت تجلس وهى تضع قدم فوق الأخرى فى إغراء وكان هو يتظاهر بتفحص أوراق أمامه ثم قال : حسنا مدام فاتن سنذهب الآن لنرى الموقع على الطبيعه .
وقفت وهى تقول فى دلال : إذا سأنتظرك عند عبدالحميد بك . . لا تتأخر على .
قال فى مجامله : أنا لا أستطيع أن أتأخر عليك:D .
قالت فى دلال مبتذل : أنا لا أريد أحد غيرك ينفذ لى الفيلا:D .
إبتسم لها إبتسامه رقيقه قائلا : هذا يدخل على قلبى السرور وأرجو أن أكون عند حسن ظنك بى .
غمزت السيده فى وقاحه أو هكذا رأتها علا


أفاقت وكأنها كانت تحت تأثير مخدر قائله فى تلعثم : لقد أتيت لأحضر لك التقرير الذى طلبته .
قال وهو ينظر إليها فى خبث : فقط ؟!
قالت فى عصبيه : ما معنى كلمة فقط هذه ؟
قال : أقصد فقط أم أتيتى لترين ماذا أفعل انا وهى , ثم قال قاصدا إستفزازها : أتغارين على ؟؟
هتفت فى إستنكار


قال فى هدوء : ربما كنت تحبيننى , أما ممن تغارين فمعك كل الحق فلا أعتقد أن القمر يغار من النجوم .
قالت وهى مستمره فى ثورتها

قال : ولكنى طلبت أن يحضره لى عم حسن .
تلعثمت وهى تقول : أنا آثرت أن أحضره لك بنفسى لكى تعطينى رأيك فيه .
قال فى هدوء : أهو واجب مدرسى أتيت للمدرس لكى يصححه لكى , إنه تقرير يحتاج لدراسه بناء على دراستك أنت حتى أعطى الرأى النهائى وهذا يحتاج إلى وقت وأنت تعرفين ذلك جيدا .

إرتبكت وقد شعرت أن أمرها قد إفتضح ولكنها قالت فى تحد : أنا آسفه جدا إذا كنت أتيت لك بالتقرير بنفسى لن أفعل هذا ثانية وإستدارت خارجه فى عصبيه , فعدا إليها معترضا طريقها وقال فى رقه وحب بالغين : بل أنا الآسف إذا كنت تسببت فى أى ضيق أو إحراج لك فأقسم لك أنى لا أحتمل أن أكون سببا فى غضبك ولو لثانيه:) .
لم تستطع أن تتفوه بكلمه فإستغل هو هذه الفرصه وقد إجتاحته مشاعر جياشه فقالفى هيام : علا . . إنى أحبك حبا لم أحبه لأحد من قبل صدقينى أنت فى عينى وقلبى شئ كبير لا أستطيع وصفه .
نظرت إليه برهه ثم قالت : إياك أن تكون متخيلا أنى مثل الأخريات الساذجات اللآئى يقعن فى شباكك بمجرد سماعهم لكلماتك هذه .

صدمه كلامها فقال : يبدو أنك لا تتأثرين بأى كلام فى هذه الدنيا . . . أنا لا أدرى مما صنعت ؟
قالت فى تحد : أنا لست غريبه ولا شاذه فقط أنا أعرف إسلوبك هذا ولا أصدقه .
قال : ألن تتغير فكرتك عنى أبدا ؟ ماذا أفعل فى نفسى حتى تصدقينى ؟ أأقتل نفسى حتى تستريحى
إبتسمت على الرغم من إسلوبه الخفيف الظل:) .
قال : يا إلهى . . كم تشرق الدنيا عندما تبتسمين !!
بإذنك . . قالتها وهمت بالإنصراف فإستوقفها قائلا : ستبدأين معى من الإسبوع القادم ( وضغط على كلمة معى )حتى تتم المتابعه الميدانيه .
أجابته بإيماءه من رأسها وإنصرفت وهى لا تدرى ما هذه السعاده الغريبه التى لم تشع بها من قبل . . أهى تحب هذا الرجل ؟
نعم يا علا إنك تحبينه لا تكابرى , ولكن ماذا أفعل فى الخوف الذى يتملكنى منه ؟ أأترك نفسى أحبه وأشقى بهذا الحب أم ماذا , إلى متى ستظلين تتأثرين لكرامتك منه على ما حدث فى أول لقاء بينكما أحذرى يا علا فأنت تثأرين من نفسك وقلبك قبل أن تثأرين منه .
وإلى اللقاء فى الجزء الخامس والأخير.