إلى متى سنظل هكذا إسلوب الشعب المصري تحيا من هو بيده الأمر وليسقط كل ما قبله .. أيام الملك فاروق كان المصريون يهتفون باسمه وبمجرد عزله من الحكم إلا وأصبح شيطان من شياطين الأرض وتعددت مساؤه وشوّه عهده وصُب عليه اللعنات صبّا حتى أن صورته في الأفلام يوضع عليها علامة سوداء وعندما توفي جمال عبدالناصر أصبح لايُذكر من الثورة سوى بيان السادات الذي ألقاه معلنا قيام الثورة وانتهاء زمن الرشوة والفساد وبعد وفاة السادات أصبح انتصار أكتوبر قاصرا على الضربة الجوية وتسجيل لمبارك وهو يقص علينا ما فعله بقيادته للنسور .. وكأن السادات لم يفعل شيئا بل كان متفرجا وظللنا ما يقرب من ثلاثين عاما أكثر ما يردد من أغاني أكتوبر هو (أول طلعة جوية فتحت باب الحرية) ولآعزاء لباقي من دفعوا دماءهم في تلك الملحمة الخالدة .. وبعد زوال حكم مبارك ونظامه .. وجدت أحتفال أكتزبر خاليا تماما من أي تلميح عن الضربة الجوية وكأنها أُلغيت من التاريخ وأصبح أكتوبر بلا ضربة جوية .......
إنني من أشد الرافضين لمبارك ونظامه ولكن ليس معنى ذلك أن ننكر تأثير الضربة الجوية في الحرب ...
قبل أن نتحرر من الظلم والفساد , يجب أن نتحرر من أفكارنا العقيمة .. يجب أن نكون منصفين إذا كنا نريد العدل والإنصاف ...
أتمنى يأتي اليوم الذي ننظر للأمور فيه بعين الإنصاف