مضت السيارة التي تقلها تنهب الأرض نهبا وهي تتجة بها نحو البلدة التي تعبش بها شقيقتها , كانت السيارة تمضي وكأن شياطين الأرض تطارها وكلما زادت من سرعتها ازدادت ضربات قلبها , فالعلاقة بينهما كانت خاصة للغاية بخلاف أية علاقة بين أختين , كانت تشعر كل واحدة منهن أنها تعيش بقلب الأخرى , حتى أنهما كان موقع حسد لكل من حولهما .. وصلت للباب الخارجي للمنزل تطلعت بعينيها لنهاية المدخل متخيلة أنها تنتظرها عند باب المنزل كعادتها كلما زارتها ولكن المفاجأة أنها لم تجدها .. تضاعفت ضربات قلبها وكأنه طفل يضرب الأرض بقدميه ويديه ليخرج خارج صدرها وهي تدلف للداخل باحثا عنها قبلها ... بحثت عنها في كل غرف المنزل وهي لا ترى من هم أمامها فقد كانت هي كل الناس .... لم يبقى غير تلك الحجرة التي في أقصى المنزل .. أبطات خطواتها وهي تسير في توجس ... هل تكون بالفعل في تلك الحجرة كما أخبروها .. سارت غير مصدقة , فهي تعلم أنها تكره تلك الحجرة بشدة ولا تدخلها تقريبا , لما تحمله لها من ذكريات كئيبة ......
مدت يدها المرتجفة لتزيح الباب الذي كان شبه مغلق وهم يفسحون لها الطريق و.... ووجدتها مستلقية على تلك الطاولة الكثيبة ... طاولة الغسل .........................................
وهنا أفاقت على الحقيقة المرة التي كان عقلها وقلبها يرفضان وبشدة تصديقها منذ أن جاءها الاتصال فجر ذلك اليوم يخبرها بخبر وفاة شقيقتها وأنهم بانتظارها لتقف على غسلها كما وعدتها