مسلسل
ليالي وأقدار
قصة وسيناريو وحوار
منى محمد أحمد جادالله
الحلقة الأولى
مشهد 1 نهار خارجي
طريق ترابي في قرية بصعيد مصر
_______________
تظهر على الشاشة ميت أبو اليزيد 1953
منظر لبعض الفلاحين الذين يظهر عليهم صوت خوار الماشية
رقة الحال وهم يجرون هنا وهناك صوت همهمات الفلاحين
وكأنهم يريدون اللحاق بشيء .
وبعض الماشية تسير ويقودها أصحابها
وهناك أحدهم وهو يسأل باهتمام
وهو يتلفت حوله شخص 1 : فيه ايه ياجدع أنت وهو؟
شخص آخر يظهر على وجهه اللهفة
والسعادة شخص 2 : الحاج يزيد دابح الدبايح وبيوزع لحمة
علشان طهور ابنه عبد العزيز
يرفع يديه بالدعاء ثم يجري شخص 1 : ربنا يفتحها عليه
بحق ما بيوكل الغلابة
لما أروح ألحق منابي
قطع
مشهد 2 نهار خارجي
منزل الحاج يزيد
____________
الساحة أمام المنزل وقد علقت
الذبائح ومنهم من يذبح أخرى .
بعض الفلاحين والفلاحات وهم
يتراصون في انتظار نصيبهم من صوت همهمات الفلاحين
اللحم , وبينهم الحاج يزيد رجل
الخامسة والأربعين من العمر
يرتدي عباءة وتظهر عليه علامات
الطيبة والرجولة وهو يتابع في
اهتمام حركة الذبح والتوزيع
يتقدم أحد الفلاحين من الجزار : اديني منابي من الكبدة الله يخليك
ينهره الجزار : خد اللي يقسملك واخرس عالم جعانة
يزيد غاضبا : اديله اللي عاوزه
يزيد يناول الفلاح اللفة وهو يربت على
كتفه : اثفضل
ابتسم الفلاح في سعادة وهو يتناول اللفة صوت الفلاح وهو يدعو ليزيد
يزيد موجها كلامه للجزار : أنا مش عايز من ورا اللي بأعمله
غير رضا ربنا ودعوات الغلابة دول
قطع
مشهد 3 نهار داخلي
بهو منزل الحاج بزيد
فلاحات هنا وهناك يساعدن زينب زوجة صوت همهمات السيدات
الحاج يزيد في اعداد طعام العشاء للضيوف
تظهر في الكادر زينب وهي تستحث هن على صوت الأواني
سرعة انجاز الطعام
تأتي سيدة من خلف زينب وتميل ناحيتها
وهي تهمس في أذنها مشاورة للباب
زينب تلتفت إلى حيث أشارت , ثم تبتسم مرحبة
وتتجه ناحيتها زينب : أهلا يامرحب يا اختي .. خير ..
قالولي انك عاوزاني .
السيدة وقد بدا عليها الهم السيدة أنا جيتلك قصداكي في
خدمة .
تبتسم زينب في طيبة وهي تربت على كتفها زينب : خير يا حبيبتي .. انتي ما
خدتيش نايبك من اللحمة .قولي
السيدة : تعيشي يا ست زينب يجعله عامر
يارب أنا جاياكي قصداكي في حاجة تانية
خالص .
زينب : خير .
بدأت السيدة تنتحب السيدة : سي إبراهيم أخو الحاج مارضيش
يدي جوزي أجرته بحجة انه راح
الغيط متأخر واحنا غلابة ياست
وعايشين يادوب على الأجرة بتاعته
وان كان راح متأخر علشان صحته على
قده , وعندنا كوم لحم
مالت على يد زينب تقبلها السيدة : أبوس ايدك قولي للحاج يقوله
وزينب تسحب يدها بسرعة لتمنعها زينب : حاضر .. اطمني الحاج ماريرضيهش
من تقبيلها وهي تربت كتفها كده .. استني لما أنادم عليه وأقوله
وبالمرة تاخدي نايبك علشان العيال
زينب تشاور لسيدة أخري لتنادي لها يزيد صوت السيدة وهي تردد الدعوات
زينب تجلس السيدة ارتاحي لما الحاج ييجي
السيدة تجلس على أقرب مقعد السيدة : ربنا يريح قلبك ويخليلك جوزك
وعيالك يارب .
بينما صوت يزيد (من خارج الكادر) يزيد : خير يا أم عبد العزيز
قطع
مشهد 4 نهار داخلي
منزل ريفي بسيط
سيدة في أواخر الخمسينات تضع عيش
وبطة محمرة في سبت فلاحي ويقف
بجوارها شاب في العشرينات يرتدي
ملابس الجيش وبجوارهما رجل في
أوائل الستينات طيب الملامح الرجل الكبير : همي شوية ياأم مرعي
أحسن مرعي كده هيتأخر
أم مرعي مستمرة في تغطية السبت أم مرعي : أهو يا حاج مليجي خلاص .
مرعي يتناول منها السبت وهو يقبل
يديها ويد والده مرعي : أشوف وشك بخير ياأما .. أشوف
وشك بخير يابا .. وابقوا استسمحولي
الحاج يزيد لولا سفري للجهادية كنت
وقفت معاه .
مليجي : هقوله يعني هوه مش عارف ظروفك
ولا هو يعني غريب علينا دا أخويا وحبيبي وصحبي
مليجي يصطحب ولده ويشير لزوجته مليجي : يلى أعمليلك همة يا أم مرعي وروحي
لأم عبد العزيز إنت إتأخرتي عليها قوي
أم مرعي : أهو ياحاج حالا .. بالسلامة يا ولدي
قطع
مشهد 5 نهار داخلي
منزل الحاج يزيد
يد الحاج يزيد وهو يخرجها من جيب
جلبابه ويضمها على بعض النقود
ويضعها في يد السيدة الشاكية وزينب يزيد : خدي دول أجرة جوزك لمدة أسبوع
تقف بجواره مقدم علشان يقعد في البيت لحد ما يتعافى .
السيدة تميل مقبلة يد الحاج يزيد السيدة : ربنا يباركلنا فيك ياحاج ربنا يخليلك
مراتك الست الطيبة ويخليلك ولادك .
يزيد يزيح يده سريعا متمتا يزيد : أستغفر الله يا ست
انصرفت السيدة وهي تدعو لهما ص (دعاء السيدة)
يزيد يقف شاردا حزينا زينب : مالك يا حاج .
يزيد وكأنه يحدث نفسه يزيد : مفيش فايدة في إبراهيم مفيش في قلبه
رحمة دايما ييجي على الضعيف .
زينب مواسية زينب : هون هلى روحك يا حاج بكرة ربنا
يهديه إنت بس اللي قلبك طيب
يزيد : أنا مش عارف أخرتها ايه معاه دا
بيشاكل طوب الأرض .
زينب : أقعد معاه وانصحه .
يزيد : ييييه يا قلت ونصحت ولا هو هنا
زينب : ادعيله بالهداية ياحاج إنت راجل طيب وربنا ان شاءالله يستجيبلك
زينب تربت على كتفه مواسية زينب : يلى ياج شوف ضيوفك وسيبها على ربنا
ابتسم ترضية لها وخرج
زينب تنظر اليه ووجهها يحمل تعبيرا من
هو متيقن من سلوك إبراهيم السيء الذي لاأمل
من اصلاحه , وهي تهز رأسها متمتة زينب : لا حول ولا قوة الا بالله
من خارج الكادر ص(أم مرعي) : العوافي يا أم عبد العزيز
زينب تلتفت ناحية أم مرعي وتبتسم زينب : يامرحب يأم مرعي يعني إتأخرتي
أم مرعي تقبل زينب مهنئة أم مرعي : ألف بركة طهور عبد العزيز عقبال فرحه.
معلش يا اختي على بال ما حطيت الحاجة لمرعي
عشان مسافر الجهادية ... وهو والله بيتأسف لكم قوي
بس ظروفه .... هاه , أنا عارفة ايه اللي خلاه يطوع
في الجهادية وهو مالوش جيش علشان وحداني
تبتسم زينب زينب : ابنك راجل يا أم مرعي اتطوع لما قامت الحرب
والراجل اللي زيي مرعي ما يتخافش عليه احنا يا ستي
عارفين عذره احنا بينا الكلام ديه يا وليه
أم مرعي تستدرك أم مرعي : ألا قوليلي بأسلم على الحاج لقيته
مسهم زي ما يكون فيه حاجة مكدراه
ردت زينب : آه .. إبراهيم أخوه
هزت أم مرعي رأسها لعلمها هي الأخرى أييوه يا اختي أكيد عمل مشاكل تانية ... هه ربنا يهديه
بخلق إبراهيم
قطع
مشهد 6 نهارخارجي
الساحة التابعة لمنزل الحاج يزيد
وجه عبد العزيز ابن الحاج يزيد وهو
يصرخ باكيا والمزين يعطي ظهره للكاميرا ص (صراخ الطفل)
ويتمم عملية الطهارة .. وتتحول الكاميرا
ناحية فوهات البنادق وهي موجهة للسماء ص(اطلاق النيران)
الفلاحون والمعازيم يقدمون التحية للحاج يزيد (مبروك ياحاج)
وهو يتقبلها منهم في بشاشة (ألف مبروك ياحاج
عقبال فرحه
قطع
مشهد 7 نهار داخلي
منزل الحاج يزيد
الفلاحات فرحات وبينهم زينب ص (طلقات النيران خارجا)
تبكي فرحا ومنهن من يزغرد
ومعهن زينب ص (زغاريد)
وهن يباركن لزينب (مبروك يا أم عبدالعزيز)
قطع
مشهد 8 ليل خارجي
أمام منزل الحاج يزيد
أنوار في كل مكان في الساحة الملحقة
بالمنزل التي أنيرت بماكينات النور
لأنه لم يكن دخل النور القرى
وقد تراص الناس على المقاعد ص (المنشد يمدح الرسول (ص) )
يستمعون إلى المنشد ص بعض الحضور وهم يرددون (الله)
صوت من خارج الكادر ص : ؟ألف مبروك يا اخويا عقبال ما تجوزه
يظهر على الشاشة وجه إبراهيم شقيق
يزيد ويزيد يتلقى منه التحية في برود
صواني العشاء تخرج لتتراص على الموائد
قطع
مشهد 9 ليل خارجي
الساحة أمام منزل يزيد
يزيد يقف على باب منزله الخارجي يودع الأشخاص يرددون عبارات التهاني
المدعوين متلقيا منهم التهاني وبجواره الحاج
مليجي ويتقدم إبراهيم ناحبة يزيد قائلا إبراهيم : طيب أستأذن أنا يا خوي
ينظر إليه يزيد في نظرة تجمع بين اللوم
والغضب قائلا في هدوء يزيد : لا استنى أنا عاوزك في كلمتين
يتنحنح مليجي ويقول مليجي : طيب يا حاج أستأذن أنا ما
يلزمكش مني أي خدمة
يزيد : كتر خيرك يا أبو مرعي نردهولك
يوم فرح مرعي انشالله
مليجي يربت على كتف يزيد مليجي : ربنا يبارك فيك يا حاج
قطع
مشهد 10 ليل داخلي
حجرة صالون به مكتب
في منزل يزيد
______
يشير يزيد لإبراهيم ليدخل الحجرة , ثم
يغلق عليهما الباب ثم يجلس أمام أخيه
وينظر مباشرة في عينيه , والآخر يقف
غير مبالي يزيد : وبعدهالك يا ولد أبوي
إبراهيم في ضجر : إبراهيم : فيه ايه بس يا حاج وبعدهالي
في ايه
يزيد : لغاية ميتى الناس تشتكي منك
ومن ظلمك
يغضب إبراهيم إبراهيم : مين دا اللي شكالك مني
يزيد : مرات عبدالعاطي جت وشكت انك
مارضيتش تدي جوزها الأجرة
ثار إبراهيم إبراهيم : دا راجل كسلي عايز ياخد أجرة
وهو نايم في بيتهم
يزيد : ما قالتلك انه تعبان
إبراهيم : التعبان يروح بعيد عننا ولا يشوفله تربة
يتاوى فيها احنا ما ناقصينش
وقف يزيد واتجه مقتربا منه وهو يقول يزيد : يا إبراهيم .. يا إبراهيم ياخوي وفين
الرحمة .. ارحم عشان ربنا يرحمنا
إبراهيم في ضجر : تلاقيها جتلك وقعدتت تندبلك وانت قعدت
تطبطب عليها وتركبها زي عواديك
يزيد في غضب : وكنت عايزني أعمل ايه يعني أسيبهم
يموتوا من الجوع هما وعيالها ....
اديتها اللي فيه النصيب وراضيتها
تمتم إبراهيم بكلمات غير مفهومة إبراهيم : دلعك فيهم هو اللي هيطمع الناس
فينا ويخلي اللي مالنا نهيبة للي يسوى واللي ما
يسواش .
يزيد : لاحول ولا قوة الا بالله .. مفيش فايدة فيك
ياخوي ياخوي احنا عايشين ببركة دعوات
الناس الغلابة دول .
إبراهيم مستمر في تمتمته
اعتدل يزيد وهو يقول بلهجة ذات مغرى يزيد : مش الغلابة هما اللي هينهبوا مالنا .. أظنك
أظنك خابر مين اللي بينهب المال ومين اللي
نهب مالك بالخصوص .
ثار إبراهيم كمن لدغه عقرب مفيش فايدة لازم بمناسبة ومن غير مناسبة
تعايرني بفلوسي اللي ضاعت وإنك
شغلتني عندك
هتف يزيد في استنكار يزيد : أنا أعايرك ... أنا بس بأفكرك انك
ماتخدش الغلابة دول بذنب الغواذي اللي
اللي ضحكوا عليك ونهبوا فلوسك ..... إنما
أعايرك كيف .. وإنت اخويا يعني أنا وانت
ستر وغطا على بعضينا .. دا احنا مالناش
غير بعض
ثم قال في نفاذ صبر : ربنا يهديك يا خوي
تركه وانصرف سريعا في غضب يزيد : لا حول ولا قوة الا بالله ... حقيقي
ولكن الله يهدي من يشاء
قطع
مشهد 11 ليل خارجي
عشة من الخوص في الزراعة
يجلس إبراهيم عل كنبة فلاحي
وهو يدخن الشيشة وأمامه يجلس على
عويس (رجل تبدو عليه الشراسة)
وقد وضع البندقية جانبه
وهو منهمك في إشعال الفحم للشيشة ص (كركرة الشيشة)
وتغيير المعسل الممزوج بالحشيش ص (صراصير الغيط)
لإبراهيم الذي يبدو عليه الضيق
عويس يضع الفحم على الشيشة
ويقول وهو ينفخ النار عويس : مالك يابيه ؟؟؟
ابراهيم : ايه ؟؟ مالي
عويس : باين على حضرتك متكدر ومش طايق
روحك
إبراهيم بغضب وكأنه وجد من يفرغ
فيه غضبه إبراهيم : ليه يازفت .. شايفني بأجطع في هدومي
عويس : سلامتك يابيه بس أنا شايفك متكدر
وأنا يعني هتوه عنك
ابراهيم يوكزه في رأسه بطرف الشيشة إبراهيم : طيب خليك في اللي بتعمله واخرس
عويس يده على فمه عويس : أهه خرست يا بيه
إبراهيم ينفخ الدخان في الهواء ويحدث نفسه
وعينيه تجمع بين الغضب والحقد إبراهيم : مش ييجي اليوم اللي أذلك فيه كيف
ما بتذلني يا يزيد
آآآآآآآآآآآآه .. ميتى بس .. هانت يوم حسابنا
قرب .. قرب قوي يا يزيد .
إبراهيم يلتفت إلى عويس الذي كان منهمكا
في اشعال الفحم وهو يختلس النظر لإبراهيم
يريد معرفة ما يدور برأسه إبراهيم : انت رحت لأبو المعاطي واتفقت
معاه على التسليم
عويس : أيوه أمال ايه واتفقنا على بكرة عشية
ب .. بب... بس
إبراهيم في غضب : مالك فيه ايه ....بتقطع زي العربية الخربانة
اكديه
عويس في تردد :كان نفسي أسألك هو حضرتك ليه بتعمل إكديه
مع الحاج يزيد مع انه هو اللي وقف جنبك بعد
ما ضيعت فلوسك ع الغواذي .
يثور إبراهيم ويركل الشيشة
بقدمه فيتناثر الفحم إبراهيم : إخرس لأقطع خبرك .. وإنت مالك اللي
يشوفك يقول إنك ما تلهفش مني حاجة كل عملية
عويس ينفض الفحم المتطاير على جلاليبه عويس : حقك عليا يا بيه ما قصديش .
إبراهيم وهو يمسك بتلابيبه : تبقى تخرس وتحط لسانك في خشمك والا
أقطعهولك
عويس وهو يضع يده على فمه : أهه يا بيه سكت خالص
يتركه إبراهيم ويهم بالانصراف غاضبا
يستوقفه عويس قائلا : مش هتكمل الحجر
إبراهيم : مش هكمل حاجة .. قلبت مزاجي
داهية تقلب مزاجك .
عويس وهو يرتجف : حقك عليا يا بيه
إبراهيم : خلاص غور من خلقتي دلوك ..
ولا أغور انا
وينصرف غاضبا
قطع
يعرف مكان المخزن التاني ...
إبراهيم يهب واضعا يده على فم عويس إبراهيم : إوعاك تكون جلتله حاجة أجطع خبرك
عويس يبتسم في خبث عويس : عيب يابيه دا أنا دراعك اليمين
يميل ناحيته ابراهيم وهو ينفخ الدخان في
وجه عويس إبراهيم : بس اللي ماتعرفوش اني ممكن أجطع درعاتي
الإتنين لو فكروا يتعبوني
عويس : كده برضو يابيه دا خدامك ..
يعتدل إبراهيم مرة أخرى متكئا على
الكنبة إبراهيم : هاه واتفجت معاه على الميعاد .
عويس : بكرة بعد نص الليل .
إبراهيم : عظيم .. حلو جوي
ينهض إبراهيم وهو يضع الشيشة جانبا ابراهيم : هقوم أروح .
عويس : مش هتشربلك حجرين تانيين .
إبراهيم وهو شبه مترنح إبراهيم : لع كفاية أكديه .. يلى جوم روح انت كمان
ينهض عويس مسرعا محاولا الإمساك
بذراع إبراهيم عويس : طيب أسندك لغاية البيت
إبراهيم غاضبا وهو ينزع ذراعه من يد
عويس إبراهيم : تسند مين يا حمار شايفني بأطوح جدامك
ونهره ................ غور
قطع
مشهد 12 ليل داخلي
بهو منزل إبراهيم
إبراهيم يدخل من الباب ويسير شبه مترنح
ويأتيه صوت زوجته من خارج الكادر : إيه اللي آخرك إكديه يا إبراهيم
يلتفت إبراهيم خلفه في فزع ويقول بغضب : جرى ايه ياولية إنت مش هتبطلي
العادة الفقرية بتاعتك ديه دايما قاعدالي
زي اللي لابد لحد في الدرة
زوجته : وااااه .. إكديه برضك يعني الحق علي
إني مش جايلي نوم الا لما اطمن عليك
إبراهيم : إطمني يا اختي يعني هتاكلني البسة
زوجته : يعني أني غلطانة إني بأقلق عليك
إبراهيم : إيوه غلطانة وميت مرة قولتلك
لا تستنيني ولا تقعدي وانا أروح وارجع
كيف ما انا عاوز
ثم يوكزها في راسها بقرف إبراهيم : يلا .. يلا يا أختي روحي نامي
تتركه وتسير كمن اعتادت
تلك المعاملة السيئة زوجته : طيب تتمسى بالخير يا أبو كامل
إبراهيم في قرف إبراهيم : وإنت من أهله يا اختي
ثم يتمتم في صوت خفيض إبراهيم : أهي دي كمان أكبر دليل على حظي
الفقري ناس ليها زينب وناس ليها فتحية
بوذ النحس دي .. عويس طير الحجرين
وإنتي كماتي عليهم
ثم يزفر وهو ينظر ناحية السلم
الذي صعدت علية لتذهب لتنام إبراهيم : قبر يلمك
قطع
مشهد 13 نهار داخلي
شونة الحاج يزيد
يزيد يجلس خلف مكتبه في شونة الغلال
التي يتاجر بها وهو يطالع بعض الدفاتر
التي أمامه ويدخل عليه مليجي وهو يلقي التحية مليجي : سلاموعليكم
يزيد يرفع وجهه عن الدفاتر ويقابله بابتسامة ودود يزيد : وعليكم السلام ورحمة
الله وبركاته مرحب يا حاج مليجي
كيفك
مليجي : الحمدلله فضل ونعمة من ربنا
يزيد يشير اليه ليجلس يزيد : اتفضل ارتاح
يزيد ينادي على العامل في الشونة يزيد : شاي عمك مليجي يا بكر
يطل وجه شاب في أواخر العشرينيات بكر : عينيا يا حاج
يزيد محدثا مليجي يزيد : هاه يا حاج جهزت العربيات
مليجي : كله تمام يا حاج .. أنا فوت على
الأسطى رجب وأنا جاي في طريقي
واكدت عليهإن فيه طلبية النهاردة عشية
رايحة إسكندرية وقولتله يقول للأسطى
رزق كمان
يزيد : إنت اللي فوت عليه ماكنا بعتنا بكر
مليجي : وجرى ايه يا حاج يعني دا في طريقي
وبعدين أنا بحب أتمم على الشغل بنفسي
يزيد : ربنا يبارك فيك يا خوي
مليجي : ألا قولي ياحاج إنت هتحتاج العربيتين في
النقلة دي ولا كان كفاية عربية
يزيد : لا ما هو أصل المعلم بدوي طلب مني 50
طن وفلوسه حاضره هيبعتهملك النهاردة واهو يطلعوا
مع بعض يونسوا بعض وانت هتطلع معاهم هتسلموا
المعلم بدوي وتكملوا على إسكندرية للمعلم مرسي
وتاخد منه الفلوس وتعاود بالسلامة على هنا
مليجي في استنكار : بالفلوس دي كلتها يا حاج .
يزيد : وماله يا حاج قدها وقدود
مليجي : طيب ما أحطهملك في البنك يا حاج
يزيد : احنا على بال ما نشون العربيات هنكون بقينا
عشية هتتوكلوا على الله على الظهر وعلى بال ما تفضوا
العربيات هتكون البنوك قفلت وهترد تاني يوم الصبح
هتكون بالسلامة بقيت هنا
مليجي : هاه بك يسترها
دلف إبراهيم إلى داخل المكتب وقال
وهو ينفل بصره بين مليجي ويزيد
حيث انه كان يكره مليجي لأن أخوه
يستأثره عليه إبراهيم : سلاموعليكم
يزيد ومليجي : وعليكم السلام ورحمة الله
يزيد موجها كلامه لإبراهيم يزيد : جيت في وقتك .. نبه على الرجالة إن
عندنا شغل النهاردة بعد الضهر
إبراهيم : خلاص نويت تورد طلبية إسكندرية
يزيد : دول طلبيتين واحدة لإسكندرية والتانية
رايحة مصر
لمعت عينا إبراهيم إبراهيم : هايل .
يزيد : ايه اللي هايل في إكديه
إبراهيم : أبدا يا خوي يعني الحمدلله هترزق من وسع
يزيد : الحمدلله فضل ونعمة من ربنا .
اتجه إبراهيم بنظره إلى مليجي إبراهيم : وطبعا أبو مرعي اللي هيسافر
يزيد: أيوه إن شاء الله إنت عارف إنه هو اللي بيعرف
يتعامل مع تجار مصر وبعدين إنت عارف إني
مقدرش أستغنى عنك هنا
إبراهيم غير مصدق إبراهيم : عارف .. عارف يا حاج بلإذن انا
مليجي : أنا حاسس إن سي إبراهيم بيزعل لما بتبعتني
أنا بداله
يزيد : إنت عارف معاملته مع الناس شكلها كيف وانا
مش عايز أخسر الناس اللي بأتعامل معاها .. هو
فاكر إني مش مستامنه على الفلوس
هاه .. سيبك من الكلام ديه وقوم دلوك عشان ترتاح
شوية وتستعد للسفر .
وقف مليجي وهو يقول : ماشي يا حاج ما تؤمرنيش بحاجة تانية
يزيد : المر لله وحده كتر خيرك يا حاج أقصد باب كريم
مليجي : طيب بلإذن انا
يزيد : بالسلامة
قطع
مشهد 14 نهار داخلي
المخزن الداخلي للشونة
إبراهيم يقف في وسط المخزن بمفرده
ويتجول بعينيه في المكان وعيناه تحملان
بعض الحقد والكراهية وهو يقول إبراهيم : بقى مش مستامني على فلوسك
يا يزيد ومستامن مليجي الغريب ..
لكن معلش انا أعرف ىخد حقي منك
كيف
ثم سار واضعا يده على احد الجولة
المتراصة وهو يربت عليها قائلا إبراهيم : أيواه انا عارف يا خوي يا ابن
امي وابوي
قطع
مشهد 15 نهار خارجي
منزل الحاج مليجي
أم مرعي تفتح الباب لمليجي
وهي مندهشة وتسأله أم مرعي : خير يا أبو مرعي يعني جيت
بدري النهاردة
يدخل مليجي من الباب ويجلس التي
في صحن الدار مليجي : أصلي هسافر النهاردة مصر وإسكندرية
مع العربيات عندنا طلبيات وجيت أريح شوية
وأجهز نفسي
أم مرعي : واه .. مسافر ميتى؟ وفجأه إكديه .
مليجي : لا فجأة ولا حاجة .. احنا كنا بنجهز
للطلبية دي من كام يوم وخلاص هنطلع
بالرعربيات النهاردة عشية
أم مرعي مستنكرة أم مرعي : بالليل إكديه
مليجي : واه يا أم مرعي يعني هي أول مرة
يسكت مليجي وهو يفكر ثم يقول مليجي : ولو إن المرة دي مش عارف ليه قلبي
مش مطمن
أم مرعي تجلس بجواره وتقول أم مرعي : مش مطمن كيف يعني يا حاج
مليجي : مش عارف فيه حاجة قلقاني من المشوار ده
ومش عارف هي ايه
أم مرعي : يبقى ما تسافرش يا خويا
مليجي : كيف يعني هقول للحاج لا
أم مرعي : إيوه قوله يعني هيسفرك بالعافية
يبتسم مليجي وهو يقول مليجي : ما تخديش في بالك يا أم مرعي يمكن
القلق دا عشان هرجع بمبلغ كبير .. يعني
هيحصل ايه يعني .. هيه نسيبها على الله هو
الستار
مليجي : المهم قوليلي هتبيتي كيف لوحدك
أم مرعي : لا من الناحية دي ما تشغلش بالك
هجيب البت مسعدة بت اختي تبيت معايا
وتونسني لغاية ما ترد بالسلامة
ثم تقف وهي تقول أم مرعي : لما أقوم اجهزلك لقمة تتقوت بيها
في الطريق
مليجي : ربنا يباركلي فيكي .
قطع
مشهد 16 نهار خارجي
عشة وسط الغيطان
يقف إبراهيم يتحدث لعويس إبراهيم : نبهت على الرجالة إن
يكونوا جاهزين النهاردة
عويس : إيوه يابيه ما قلت لحضرتك
من الليلة اللي فاتت إني أكدت وشددت
عليهم غنهم يكونوا جاهزين النهاردة
عشية ماتقلقش سعادتك كله هيبقى تمام
إبراهيم : مش عايز أي غلطة والا هخسر
كل حاجة وساعتها هقطع خبرك وخبرهم
عويس : ماتخافش يا بيه
إبراهيم : طيب لما نشوف
منظر من بعيد لعويس وإبراهيم
ويبدو في الكاميرا ظهر شخص
يتلصص عليهم
قطع
مشهد 17 نهار داخلي
منزل يزيد
يزيد يجلس لمائدة الطعام هو وزوجته
وأولاده .. هنية 10 سنوات .. جميلة
9 سنوات .. عبدالعزيز 8 سنوات
ويزيد يداعب ولده يزيد : كيف حالك يا عريس يا صغير
عبدالعزيز : انا مش صغير يا بوي أنا
راجل كبير .
يضحك يزيد يزيد : راجل وسيد الرجالة كمان .. آه
أمال ايه أنا بأبقى بره وخابر اني فايت
في البيت راجل
عبدالعزيز : بس البيت للنساوين يا بوي
مش للرجالة
يضحك يزيد وتضحك زينب وتقول زينب : ما هتخلصش من لاماضته يا أبو
عبد العزيز .
يزيد : لا يا أم عبدالعزيز هو عنده حق
بس يشد حيله ويطيب وأنا هخده الشونة
عشان يتعلم أصول الشغل من صغره
تحدثت هنية هنية : واحنا يا بوي مش هنساعدك
يزيد : لا يا حبيبتي الشغل للرجالة أما انتي
فتساعدي امك في البيت كل بني ىدم ربنا
خلقه للحاجة اللي يقدر يعملها
هنية : وغنت غكديه هتحبنا زي عبدالعزيز .
يزيد : طبعا يا حبيبتي كلكم عندي واحد بأحبكم
زي بعض ..
ثم يبتسم في رضا يزيد : ربنا يباركلي فيكم ويخليكوا لي
زينب : ويخليك لينا يارب .
يزيد يربت على يدها ويكمل طعامه ص (طرقات على الباب)
زينب : افتحي يا أم ناجي
تتجه السيدة لفتح الباب ليظهر بكر
على الباب بكر : بلغي الحاج إن الرجالة جاهزين
زينب : مين يا أم ناجي
أم ناجي : دا بكر بيقولك يا حاج إن الرجالة
جاهزة
يزيد ينهي طعامه بسرعة وينهض يزيد : قوليله يسبقني وانا جاي حالا .
زينب : غيه دا مش هتكمل أكلك
يزيد شبعت الحمدلله لازم أمشي دلوك
علشان نشحن العربيات
يتجه للحمام ليغسل يديه ثم يعود يزيد : عايزة حاجة يا أم عبد العزيز
زينب : عايزة سلامتك تروح وتيجي بالسلامة
يزيد يتناول عباءته وعصاه ويتوجه للباب يزيد : سلامو عليكم
قطع
مشهد 18 نهار خارجي
أمام شونة الحاج يزيد
عربيتان نقل تقفان أمام الشونة
والرجال منهمكون في تحميل العربيتين ص (الرجال وهم يعملون)
بالغلال
والحاج يزيد يقف مشرفا على عملية التحميل ص(الأجولة وهي تتراص فوق السيارات)
وعلى البعد يقف إبراهيم يراقب المشهد في
ترقب
قطع
مشهد 19 ليل داخلي
منزل مليجي
أم مرعي تعد سبت صغير به الطعام مليجي : ايه دا كله يا أم مرعي
دي هي ليلة وأكون هنا
أم مرعي : يعني يا أبو مرعي مش معاك
سواقين أهي لقمة بسيطة ليك وليهم
مليجي : تسلم ايدك .. طيب يلا إعمليلك
همة أحسن كده هتأخر
أم مرعي : أهو خلاص
مليجي : أمال فين مسعدة
أم مرعي : زمانها جاية
ناولته السبت أم مرعي : تروح وتيجي بالسلامة
تناول منها السبت وهو يهم بالخروج مليجي : الله يسلمك
فتح الباب وخرج أم مرعي : لا اله الا الله
مليجي : سيدنا محمد رسول الله
أغلقت الباب وقالت أم مرعي : ربنا يحميك ويحافظ عليك ويستر
طريقك يارب
قطع
مشهد 20 ليل خارجي
أمام شونة يزيد
يقف مليجي ويزيد .. ويزيد يلقي عليه التعليمات
السواقين يستعدون بركوب السيارات ص(مواتير السيارتين)
مليجي يودع يزيد ويركب السيارة
الأولى مليجي : سلامو عليكم ياحاج
يزيد يلوح له يزيد : في رعاية الله وابقى طمني
بالتلفون لو حاجة وقفت قصادك
السيارتين تحركا وتتابعهما الكاميرا برهة ص ( السيارتين)
قطع
مشهد 21 ليل خارجي
الطريق الترابي
مشهد للسيارة تلو الأخرى
ص( السيارتين)
مشهد22 ليل خارجي
الكاميرا على كابينة السيارة الأولى
يظهر مليجي وهو يتحدث مع السواق
مليجي : توكل على الله يا أسطى رجب
وامشي واحدة واحدة عشان ربنا يستر طريقنا
السواق : بفضل دعواتك يا حاج يا بركة
مستمرين في السير على الطريق والكاميرا
تتابع السيارات من الجانب
وفجأة يظهر امامهم سيارة تقف بالعرض
قطع
نهاية الحلقة الأولى
تيترات