عزيزتى ....
أرسلتى لى ذات يوم رسالة عبر بريدى الإلكتروني تسألين فيها عن حالي وصحتي فى عبارات رقيقة منمقة ، ووجدتني سعيده جدا بها لا أدرى لماذا بالرغم من إنها رسالة ضمن العديد من الرسائل التى وصلتني ...
ربما ما رأيته متاوريا خلف كلماتك المنمقة .
نعم لقد سمعت نداءا وكأنه يأتينني من جب عميق يتوسل إلى يستصرخنى : أحتاج إليك ....
أحتاج إلى صديقة أشكو إليها أحزاني أفزع إليها فى آلامي .... وهكذا وجدتنى مشدودة إليكى إنتظرتك تعيدي الإتصال لكنك لم تفعلي .. ولكن من داخلي شعرت أنكي صديقتي التى أمضيت عمري كله أبحث عنها ....

----------------------------------------
صديقتي ...
عندما طال إبتعادك عني قلت فى نفسي ربما تريدني أن أبحث عنها أنا ... وبالفعل أرسلت إليكي العديد من الرسائل فأنا لا أعرف عنوانك ولا رقم هاتفك ولا حتى إسمك ، أعرف فقط أنكي قلب يحتاج إلى وأحتاج إليه ... ربما من يسمعني يقول عنى بالتأكيد مجنونة ولا ألومهم فى ذلك فإن كنت أؤمن أنا بحديث القلوب فهذا ليس معناه أنه قانون عام يجب أن يؤمن به الجميع وهذا بالنسبة لي ليس مهما على الإطلاق المهم لدى الآن أننى وجدتك وتحدثتي إلىي وسمعت صوتك لأول مره ووجدته وحيدا حزينا كما توقعته ، سمعته وكأننى سمعته من قبل فلم يكن بغريب عل أذنى ، بل الأصح أنه لم يكن غريب على قلبى الذى شعر بكي وسمع صوت مناداتك قبل أن أسمعها أنا وفجأه وجدتني مشدودة إليكي ، إندمجت معكي .. إلتفت شجوني بشجونك حتى أصبحا كيان واحد و وجدتني أعيش ألمك .. جرحك .. وحدتك .. عذابك
فتحتي لي قلبك ونفسك وسمحتي لي أن أتجول بين دروب نفسك لأتلمس بعض من عذاباتك وأنت تقصين لى على إستحياء جزء منها مع تحذير شديد منكي لي ألا أقيم من الشفقة والعطف جدار بيننا
وأقسمت لكي أنني منذ البداية وقبل أن أعلم عنكي أي شئ وأنا مشدودة إليكي لسبب لا أعرفه ... قلبي منجذب إليكي تلبية لنداء قلبك
وسبحان مؤلف القلوب الذى ألف بين قلبينا وجعلنى أحبك ...

----------------------------------------

حبيبتي ....
كم أنتي طيبة القلب فى زمن أصبحت فيه طيبة القلب بله وغباء .
كم أنتي رقيقه فى زمن تمتد فيه يد غليظة تعصر قلوبنا وأنفسنا فتنزف جراحا تمتد من منبتنا إلى ملحدنا .
أحسست أنكي كالعصفور مكسور الجناحين مكسور النفس يبحث لنفسه عن مكان عن حضن عن عش يشعر فيه بالأمان .
طلبت منك أن تمنحيني الفرصه لأحاول مداواة جراحك أن تدخليني عالمك حتى آخذ بيدك لأعرفك على العالم وأجعلك تتحسسين خطاكي لتشيدين لنفسك مكان متغلبة بإرادتك الغريزيه التى منحك الله إياها كما منحها لكل البشر .
إستحلفتك بالله ألا تبتعدى عني وتتركيني فريسة للقلق عليكي ، رجوتك أن تنسبينني إلى عالمك الفطري الرقيق الجميل الحزين لعل ربي يوفقني لأكون سببا فى التخفيف عنك ، ودعوت ربي ألا يحرمني منك فقد ملأتي علي حياتي برغم كل عذاباتك وشجونك .....ووعدتني ألا تبتعدي ألا تتوارى ألا تتقوقعي فى خندقك وصدقتك
وخاصة عندما أستحلفتني ألا أكون ضمن ممن جرحوكي ..ألا أضيف ألما إلى آلامك .. أن أكون عونا لكى على الأيام ولا أكون مثل سابقي عونا للأيام عليكي .
ولقد وعدتك وعاهدتك وأصبحت أسيرة لكي ولحلم وحيد من خلالك هو أن أراكي سعيده ..
نصبتكي ملكه وجعلت من نفسى خادم فى بلاطك ليس له عمل ولا أمل سوى إسعادك

----------------------------------------

مولاتي ....
ولكنك رفضتي كل هذا وإخترتي أن تبتعدي وتتواري وكأنك ترفضين أن يقتحم أحد حياتك
رضيتي بالعذاب وبالوحده اللذان يلتفا حولك من جميع الجهات وكان لواءك فى ذلك الخوف ...
الخوف من أن أكون ما إلا رسول أتى إليكي محملا بالجديد والأليم من الجراح ....
رأيتكي تسيرين تتعسرين فى خطواتك البطيئه مواليني وكل شئ ظهرك عائدة إلى جبك رافضة لى ولكل شئ ...
صرخت هل أغضبتك فى شئ .. هل جرحتك دون قصد منى .. هل آلمتك دون أن أشعر ..
سألتك ولا من مجيب ..
فقد أغلقتي هاتفى مصفدة فى وجهي أى باب أنفذ منه إليكى ...
لقد أعدت على نفسي حديثي معكي مرات ومرات لعلي أكون قد أخطأت دون أن أشعر ولكن لم أجد جواب .....
ربما خشيتك من تكرار الجراج هو ما دفعك لذلك ، أو ربما أردتي الإنتقام ممن أذوكي في شخصي ، أو ربما وجدت الأن راحتك فى عزلتك ...
أى كان السبب سأنتظرك حبيبتي وملاكي الرقيق الحزين ،الذى أراه جوهرة بيننا لا يعرف من حولك قيمته سأنتظرك مولاتي...............
(من مذكرات صديقه لى توفاها الله)