على غرار مذيعات الربط ... سوف أتقمص شخصية مذيعة ربط وأقول
سيداتي وسادتي
كل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان المعظم
أعاده الله عليكم باليمن والبركات وسنقدم لكم الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي الرائع الفظيع المريع أنا والحيزبون للكاتبة الجبارة ذات القلم الذهبي العملاق منى أمين الشهيرة باسم برج الحظ وبظولة سارة وعمتها حليمة .. وننوه سيادتكم أنه نظرا لكسل الكاتبة الشديد جدا فقد أخذنا عليها تعهد بأن تلتزم معنا بموعد محدد لإذاعة المسلسل (وترفع المذيعة حاجب وتنزل حاجب وتقول :ما هو احنا مش هنتلطع لجنابها اليوم كله علشان مسلسلها اللي طالالنا بيه السما ..هأ ..هأ ..هأ .. كانت فلحت) وتعود المذيعة لترسم الابتسامة اللزجة مرة أخرى على شفتيها وهي تقول .. ولذلك سيكون موعد اذاعة المسلسل الساعة الحادية عشر تماما (يعني بعد ما نقدر نقوم بعد ما شربنا كولمان المية كله ونكون صلينا العشا والتراويح وأكلنا الكنافة والقطايف والخشاف بالمكسرات .. ناخد هدنة أما المسلسل لنعاود ونصلي التهجد قبل السحور .. تقبل الله منا جميعا)
أعاود أكرر المسلسل الساعة 11 مساءا (ثم تعاود المذيعة رفع حاجبها وتقول متخلية عن صوتها الأنثوي .. وعلى الله تتاخر)
.
.
.
إمضاء
برج الحظ
فأسرعت مهرولة اليها وأنا جزعة عليها .. فهي بالرغم من كل شيء عمتي ... قلت لها : مالك ياعمتي فيه حاجة تعباكي ؟ .. قالت : رجلي وجعاني مش عايزة تخف .... قلت : ما أنا قلتلك ياعمتي لازم يشوفها دكتور .....انتفضت وهي تقول : لالالالا أنا مش بأحب الدكاترة .. قلت بصوت خفيض : وطبعا معروف ليه ... قالت :هاه بتقولي ايه ؟ قلت : لا مش بقول حاجة؟
قالت : المهم بعد ما تجيبي الفطار عايزاكي تروحي السوق علشان تجيبلنا خضار ولحمة علشان نطبخ ....
رجرجت رأسي لتأكد أنني لااحلم وأنا أردد في هذيان خضار ولحمة , ثم التفت الى عمتي وأنا أردد : حضرتك تعبانة للدرجة دي
قالت : هاه بتقولي حاجة ........... قلت : لالالا ولاحاجة ..
قالت : هاتيلنا ربع كيلو لحمة وربع كيلو طماطم وربع كيلو فاصوليا خضرا .. ويبدو أنها لاحظت تعبير على وجهي .. فقالت : أنا عارفة انه كتير بس أهو نبر نفسنا وعلشان ماتقوليش عمتي مجوعاني ..
قلت : لا .. لاسامح الله .. ربع كيلو!!!!!عموما أنا كده اطمنت انك بخير
قالت : بس بصي اوعي تشتري من السوق اللي جنبنا أحسن دول جشعين وغاليين جدا جدا .. فيه سوق تاني كويس وأسعاره كويسة ومش بعيد اربع محطات بس وأهو بالمرة تمشي دمك وعلشان تخسي شوية ...
قلت في استنكار : أخس وهو أنا ناقصة .. هخس من ايه وهعمل ريجيم من اية دا أنا جهازي الهضمي شغال على الفاضي لما حاسة انه محتاج تشحيم ..
قالت : على الفاضي !! أمال العشا اللي بتشتريه من بره كل ليلة دا
قلت : باتسحر يا عمتي علشان أتحمل الصيام تاني يوم ........ ونهضت من أمامها حتى لا تتحول مناقشتنا لخناقة كالعادة
وصلت الشارع وكنت أنوي أن أشتري الطلبات من السوق القريب من المنزل ولكن قلت في نفسي : يعني هجيب الطلبات وأرجع بسرعة من جمال البيت أوي .. يابنت روحي السوق البعيد حتى علشان أتفسح شوية .. كان صباحا جميلا والجو منعشا و وبقايا هواء البحر المتسلل من خلف المنازل ازاحوا ما نفسي من ملل وتوتر بسبب عمتي المبجلة .... وصلت إلى السوق واشتريت الميني طلبات التي طلبتها مني عمتي وأنا في طريق العودة وجدت طفلا يبيع المناديل الورقية وأصبح يدور حولي وهو يقول في تكرار ملح ممل : مناديل يا أبلة والنبي خدي مني مناديل والنبي والنبي خدي مني مناديل يا أبلة ... وعندما طفح مني الكيل صرخت في وجهه : مش عايزة .. مش عايزة ..
نظر لي الولد في انكسار قائلا : براحتك يا أبلة
شعرت بالاشفاق على الولد ولومت نفسي كثيرا وقلت : وأنا التي أنعت عمتي بالبخل .. شكلها بهتت عليا وبقيت بخيلة زيها .. آه ماهو من عاشر القوم .. فقلت : انتظر ووضعت الأكياس على الأرض وأخرجت كيس نقودي لأبتاع منه .. وفي لحظة انشقت الأرض عن طفل آخر خطف كيس نقودي , في حين خطف الولد الأول الكياس التي كانت بحوزتي واختفيا وسط الزحام واسقط في يدي .. نقودي وطلبات عمتي
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سرت في طريق البحر وقلت في نفسي أستغل هذا الوقت في التنزه على الكورنيش والتمتع بهواء البحر العليل , وبالفعل بدأت أسير الهويني حتى أخذني سحر البحر ونسيمه العليل ووقفت ووجهي كلي وقد وضعت احدى قدمي على الحاجز الحجري وسرحت بخيالي بعيدا .. وفجأة أفقت على صوت شجار وصراخ بين طفلين , فنظرت أسفل الحاجز الحجري ووجدت طفلين يتشاجران على اقتسام شيء سرقاه , للحظة الأولى تصورت أنهما نفس الطفلين وقلت في نفسي : ايه الأفلام العربي دي .. وبعد فترة اكتشفت أنهما قد قاما بسرقة حقيبة من سيارة بعد أن هشما زجاجها , وشدني حيثهما عندما سب أحدهم الاخر بأنه حرامي وابن حرامي , فثار الطفل الآخر وقال : ما تشتمش على أبويا .. فضحك الولد الأول وقال : وزعلان كدا ليه انت تعرف أبوك مين ؟
قال الولد الثاني : ياريت أنا لو كنت أعرفه ماكانش دا بقى حالي
الولد الأول وهو مستمر في سخريته : يعني كنت هتبقى داكتور...
الولد الثاني في مرارة : وليه لأ يعني فيه حد بيتولد حرامي ولا غاوي ما يبقاش محترم , بس هي الظروف اللي رمتني في طريق واحد ابن حرام زيك ........... وهنا عادوا للتشاجر .. ورأيت أن من واجبي أن أستدعي الشرطة وبالفعل ..
عدت إلى المنزل بعد أن تسلمت النقود التي أرسلها لي والدي وابتاعت طلبات عمتي مرة أخرى وسرت وأنا أفكر في ما قاله الولد .. حقا ليس كل حرامي أو قاتل كان يتمنى أو مستريح لهذا المصير يوجد من كان تهيأت له ظروف أفضل سيكون أفضل بكثير
- - - تم التحديث - - -
كنافة لذيذة يا جيجي
تسلم ايدك
تراقصت شبح ابتسامة حيزبونية على شفتيها وقالت : جدعة ياسارة , بدأت تعقلي .. , ثم مالت تحت الترابيذة وهي تئن لتتناول شيئا حتى ظننت أنها ستلفظ أنفاسها , فقلت : على مهلك يا عمتي عايزة ايه بس وأنا أجيبهولك ...