أحيانا يوسوس لك الشيطان وينتصر فتبيت ليلتك في معصية وهذا ماحدث لي لولا أن تدخلت رحمة ربي ....
فقد كنت البارحة أعاني من صداع شديد وإرهاق جعلاني لا أقوى تقريبا على الحركة وفقداني الرغبة في عمل أية شيء .. ليس هذا فحسب بل الأهم أنهما جعلا الشيطان ينتصر علي ويجعلني أتخذ قرار بألا أصلي العشاء وأنام وذلك بالطبع بعد مداولة بسيطة بيني وبينه لعنة الله عليه أقنعني فيها بأنني متعبة ولا ضير إن لم أصلي العشاء تلك الليلة فلن يختل نظام الكون ثم إن ربنا غفور رحيم وهيغفر لي وخاصة أن ليس على المريض حرج ... باختصار"ما أخدتش في ايد البعيد غلوة" واتخذت قراري بعدم صلاة العشاء و .... نمت
في حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف الليل رن هاتفي المحمول فنهضت مسرعة وفتحت الخط وأنا أردد " ألو .. ألو ..." ولكن بلا مجيب ...
في البداية اغتظت جدا لتلك المعاكسة السخيفة في وقت أسخف ولكنني قلت في نفسي " خير على كل حال لكي أصلي العشاء التي لم أصليها وأقيم الليل بالصلاة والاستغفار حتى الفجر ثم أصليه وخاصة إنه لم يبق على أذان الفجر الكثير"
باختصار تحولت الليلة من ليلة معصية .. إلى ليلة صلاة وذكر بكرم الله سبحانه وتعالى ....
في نهار ذلك اليوم عاودت نفس النمرة الاتصال بي وبالطبع لم يرد ... وكان من المنتظر أن أغضب أو أن أوجه إليه بعض السباب .. إلا أنني ابتسمت وقلت له : "لقد نويت بمكالمتك لي الأذى ولكن يشاء السميع العليم أن يحول إساءتك إلى حسنات فقد جعلك سببا في أن أصلي العشاء وأقيم الليل وأصلي الفجر .. أرأيت كم كنت جاحدا مع الله وكم كان هو كريما معك "
لم ينطق محدثي بكلمة وإنما أغلق الخط في هدوء
فقلت : سبحانك ربي لكم أحبك يا الله