منذ أن كنت طفلة وأنا أسمع من يقول عن البحر أنه غدار وأنه بالليل مخيف ومقبض .. أما أنا فأبدا لا أراه كذلك .. في الصباح كنت أتنسم ريحه ذو الرائحة المميزة فتمتلئ نفسي بالنشوة والسعادة والمرح .. وحين تأخذ الشمس في المغيب وتلقي بأشعتها على مياهه ليتعانقان في لوحة من ابداع الخالق كنت أشعر وقتها بسكينة عجيبة لا أشعر معها بالوقت أو البشر أو الحياة عامة ... وبالليل حينما يتناغم مع ضوء القمر لا أشعر بالرهبة أو بالخوف إنما بالغموض .. غموض جذاب يجعلني أطيل النظر اليه في هيام العاشقين وأسبح ربي وقتها وأقول : سبحان الله منذ بدء الخليقة والبحر تتلاحق أمواجة الواحدة تلو الأخرى بلا كلل أوملل ..
إن قصة حبي أنا والبحر كبيرة وعميقة ..
إني أحبك أيها البحر وبحر إسكندرية تحديدا .... وهو الشيء الوحيد الذي أغبط عليه الإسكندرانية