أعشق دائما أغاني فيروز .. دائما ما يأخذني صوتها لعالم ساحر جميل ومهما كانت حالتي النفسية سيئة تتبدل تماما لمجرد سماعي لصوت فيروز وهي تشدو بإجدى اغانيها ولكن أكثر تلك الغاني تاثيرا في على الاطلاق هي "أعطني الناي وغني" بمجرد ان اسمعها واشعر بمس سحري قد لمس روحي فيجعلها ترفرف كطائر شدي في عالم سحري أشعر وقتها أنني انفصلت عن ذلك العالم للأنضم لعالم الأساطير حيث الطيور المغردة بشدوها الخلاب ممتزجا بصوت خرير ماء من جدول صاف رقراق
حقا اعشق تلك الأغنية بشكل مبالغ فيه .. ويملكني شعور كلما سمعتها أن نقسي كمجموعة من الصناديق المغلقة وما أن تنساب هذه الأغنية بكلماتها والحانها مع صوت فيروز حتى واشعر أن كل تلك الصناديق قد فتحت جميعا الصندوق يلو الآخر في نعومة مقتبسة من نعومتها .. ذلك حالي دائما كلما سمعت صوت فيروز وتلك الأغنية على وجه الخصوص واليوم وبعد أن صليت الفجر وفتحت "اللاب توب" لأتجول في عالم النت وأمسكت "بالريموت" وفتحت التليفزيون كعادتي أبحث عن النيل الثقافية وإذا بي أمر في طريقي على قناة ينساب منها لحن أعطني الناي وغني فتسمرت أصابعي على تلك القناة وإذا بها الأغنية وليست اللحن فسررت جدا وتركت الريموت زانتقلت بعيني للاب وأنا أستمع في الوقت نفسه للأغنية وانا في قمة انسجامي جاءت مني التفاتة للتليفزيون لأرى صاحبة الصوت الساحر وهي تشدو بالأغنية معشوقتي ...وليتني لم أفعل:D
كانت نفس النغمات نفس الحان نفس الصوت الساحر ولكن كل هذا على وجه جامد لا يحمل أية مشاعر على الاطلاق .. إنني أرى قيروز كثيرا ولكني لا أركز في شكلها كل ما يهمني صوتها ولكن نظرا لعظم قدر الأغنية هذه لدي فأردت أن أرى كيف تكون تعبيرات وجهها تعبيرات عينيها وهي تغنيها فوجدت وباختصار شديد جدا
هل هي حقا لاتنفعل بما تغني أم أنها لا تحسه .. لا لا من غير المعقول أنها لاتحسه والا لما صدقناه وهي تقول
منزلا دون القصور
فتتبعت السواقي
وتسلقت الصخور
هل تحممت بعطره
وتنشفت بنور
وشربت الفجر خمرا
في كؤوس من أثير
هل جلست العصر مثلي
بين جفنات العنب
والعناقيد تدلت كثريات الزهب
هل فرشت العشب ليلا
وتلحفت الفضاء
زاهدا فيما سيأتي
ناسيا ما قد مضى
أعطني الناي وغني
وانسى داء ودواء
إنما الناس سطورا
كتبت لكن بماء
وأصابتني الحيرة والدهشة وخاصة عندما تلن العنية أغنية "أنا وشادي" وظللت أتابع قسمات وجهها وهي تروي ذكرياتها مع شادي وهم يلعبوا على الثلج "ودون أي تعبير" حتى وصلت للجزء
وينك رايح يا شادي
اندهله ما يسمعني
و يبعد يبعد بالوادي
و من يومتها ما عدت شفته و ضاع شادي
أقسم بالله لو كان ضاع منها كيس لب كانت إتأثرت أكتر من كده:)
والسؤال الآن هل هذا هو طبيعة تكوينها أم أنها تمتلك القدرة على فصل مشاعرها عما تقول وتشدو