شهر خمسة من عام 2010
أجمل شهر في حياتي كلها لأنه لن أكون مبالغة عندما أقول أن في هذا الشهر حدثت نقطة تحول في حياتي كلها , ولكي أوضح كيف كان نقطة تحول في حياتي .. عليَّ أن أتحدث عن الفترة التي سبقت تلك الفترة .. بمعنى أوضح يجب أن أفتح بعضً من صفحات حياتي هنا .. لست أدري هل هذا صوابا أم خطأ .. لا أدري .. كل ما أعلمه أنني بداخلي رغبة في الحديث والفضفضة هنا وهنا بالتحديد .. ولذلك دون أن أحسبها وأجمعها وأطرحها سأتحدث هنا بكل ما يخطر ببالي وبراحتي دون حتى الاهتمام بالعربية الفصحى أو حتى الحرص على رفع الفاعل ونصب المفعول به ولا همزة الفعل الرباعي والخماسي .. سأتكلم هكذا على سجيتي هنا وهنا بالتحديد .. لأنه أقرب الأماكن إلى قلبي .. وطني الآخر الذي اخترته بكامل ارادتي .. ومهما بعدت عنه وطوتني الأيام والأحداث ولعنته بعشق زي الداء على رأي عمنا صلاح جاهين... أعود إليه وأنا أردد في داخلي (ما أحلى الرجوع إليه) .... أعود لموضوعي الأصلي الذي لا يبتعد كثيرا عما أقول ...
ماذا حدث قبل شهر خمسة هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما حدث ببساطة شديدة جدا أنني كنت وحيدة جدا جدا .. وحيدة بكل ما تحتويها الكلمة من معنى برغم بكل البشر الذين حولي .. ويالقسوة الوحدة بين البشر تشعر وكأنك حي بين أموات حتى أنك مع مرور الوقت تجد نفسك قد تحولت أنت أيضا إلى ميت بلا كفن ..
كنت متعلقة جدا بوالدي .. كان وحده رفيق ألمي وفرحي .. نجاحي وفشلي .. كان كلما أسعدني شيء يكون أول من يشاركني فرحي .. وأيضا أول من كنت أهرع إليه إذا أهمني شيء وكان يحتويه ويحتويني بحنانه وحبه ويجفف دمعي قبل حتى أن أبكي ..... بالتأكيد فقده هكذا فجأة زلزلني وجعلني أتحول إلى مسخ .. شبح إنسانة لا معنى لأي شيء في الحياة بداخلها .. بالبلدي كده مش فارق معاها أي حاجة .. لاشيء يسعد ولاشيء يحزن .. وخاصة أنني برغم حزني الشديد على والدي إلا أنني لم أبكي عليه قط قد تقابل الحزن والفرح معا في خط واحد لافرق بينهم وظللت هكذا على هذا المنوال حتى شهر 2 من عام 2010 .. (يعني بعد حوالي عشر سنين) سافرت القاهرة ومكثت فيها ثلاثة أشهر كنت تقريبا لا أخرج .. وكنت أقصد ذلك فلم يكن هناك من يمنعني من الخروج سوى أنا فقد كنت سئمت كل شيء في الحياة .. وكنت إذا خرجت أخرج بمفردي (كانوا ثلاثة أشهر استجمام) وفي نفس الوقت اعدت النظر في حياتي كلها .. ولمست حاجتي في الحديث إلى أحد قريب من قلبي .. وعندها اكتشفت كم أنا وحيدة .. شعرت وكأنني أفيق من غيبوبة انغمست بها لعشر سنوات .. شعرت بوحدة شديدة وافتقاد شديد للصداقة .. وعدت في شهر خمسة إلى المنيا وكانت في زيارتنا شقيقتي سنا البرق وابنتها دردرش أش (دكتورة هالة) وجلست تقلب في اللاب الخاص بي ووجدت قصة هي والأقدار وقرأتها واستحسنتها وكنت أبحث عن أغنية لفايزة أحمد ووجدتها في منتدى وكعادة أي منتدى يشترط التسجيل للتحميل وقلت لها أنا لاأهوي التسجيل في المنتديات وعندها قالت لي أن هناك منتدى جميل تشترك به الدكتورة فاطمة صديقتها وتدعوني للاشتراك به فرفضت وفوجئت بها بعد يومين تخبرني بأنها اشتركت لي فيه باسم برج الحظ وأنها حاولت الاشتراك باسمي منى أمين إلا أنه رفض واقترحت على أن أنشر هي والأقدار به ولقلة درايتي وقتها رالنت والمنتديات أدرجته في مستطيل الرد السريع وكمان في قسم الأعمال المنقولة لولا أن الدكتورة فاطمة راسلت الدكتوة نهلة أمساهم الله بكل خير جميعا ونشرته لي في بأقلام الأعضاء ويوم ورا يوم وجدت تشجيع واستحسان كانوا بمثابة البوابة التي عدت من خلالها للدنيا مرة أخرى .. ويوم بعد يوم بدأت أحب هذا المنتدى بل وأعشقه حتى الجنون لما وجدته من صحبه كنت أحوج ما أكون إليها وجدت فيه الصديقة الرائعة التي أحمد الله ليل نهار أن رزقني اياها .. وجدت فيه الأخت الحنون التي تستطيع بحنانها أن تحتوي الكون بأثره وجدت فيه الإبنة الرقيقة الشقية التي تسعد القلب بمداعباتها وبسؤالها الحنون أيضا وجدت البنت المصرية الأصيلة الجدعة اللي تشعر أنها بمية راجل .. وجدت الأم الحنون التي تنحني لها حبا وتقديرا واحتراما وجدت الأخ الذي يتمتع بشهامة ليس لها مثيل .... صبحة جميلة من المستحيل أن يجود الزمان بمثلها ... كنت بمجرد أن أغلق المملكة أرجع تاني وكلي لهفة وشوق لها ولساكنيها .. ولكن ويا ألف خسارة دوام الحال من المحال ... كل شيء بينتهي وبالذات الأسياء الجميلة بيكون دايما عمرها قصير ... أغلب تلك الصحبة ذهبت ولم تعود .. بالرغم من أنني على علاقة بهم عبر الهاتف إلا أنني أفتقدهم بشدة هنا .. أنا عرفتهم وحبيتهم وعاشرتهم هنا .. وبأقولكم وحشتوني ورجعت أنلمسكم هنا تاني أبحث في ذكرياتنا في مواضيعنا القديمة وردودنا الجميلة .. وحتى رسائلنا على الخاص .. أبحث عنكم من خلال خيوط العنكبوت المخيم على كل شيء هنا .. وأقول لكم رجاء ونداء أن تعودوا ثانية فأنا أفتقدكم بشدة ..