اعتدت منذ عامٍ تقريبا أن أجد نافذة أبوح لها بمكنون صدري وهي تاميكوم ....
والآن أجد نفسي في حاجة ماسة جدا لتلك الفضفضة
وبادئ ذي بدء .... سألقي لكم بعض الضوء عن طبيعتي الشخصية .. , فإنني قد أبدو لبعض الناس من النوع الذي يميل إلى الإنطوائية والعزلة ... وهذا في الواقع ليس كل الحقيقة ، فإنني أصمت أكثر مما أتكلم لكي أتعلم هذا بالإضافة إلى أنني أتمتع بمزاج فنان بعض الشيء ، حيث إن كل حياتي في كتاباتي ولوحاتي وهوياتي المفضلة وهي العزف على العود وهذه الأشياء لا يكتمل الاستمتاع بها سوى عندما نختلي بأنفسنا وخاصة عندما لا نجد حولنا من تستهويه هواياتنا وميولنا ، فوجدت نفسي أستمتع بمفردي بما أفعله ، بمعنى أن ما أكتبه لم أجد له قارئا سواي ، وما أرسمه عندما أنشأت له معرضا تعرضت للسرقة من وزارة الثقافة مما جعلني أقرر ألا أكرر تلك التجربة ثانية ، حتى دراستي للعود وبرغم حصولي على المركز الأول في العزف المنفرد على العود على مستوى الجمهورية إلا أن المشوار وقف عند هذا الحد لمجرد أنني لست خريجة معهد الموسيقى العربية أو الكونسيرفتوار.............
المهم ... أن نتيجة ذلك أصبحت هواياتي حبيسة حجرتي وأحلامي حبيسة صدري وأصبحت أنا حبيسة نفسي ، وسارت الحياة بي هكذا لا أحلام ولا أصدقاء ولا أخلاء حتى العام الماضي ...
ومن هنا تبدأ الحكاية
كانت ابنة شقيقتي هالة (دردش أش) في زيارة لنا ووقتها كنت حديثة العهد بالنت أدخل عليه لعمل بحثعلى أية شيء ، فجلست بجانبي وحدثتني عن المنتديات وبخاصة تاميكوم وأخبرتني أن صديقتها الدكتورة فاطمة مشتركة بمنتدي رائع وأنها (تعني نفسها ) أنها اشتركت به ووجدته منتدى رائعا ، في البداية رفضت الفكرة تماما ولكنها قالت لي : نعمل تجربة ونرفع قصة هي والأقدار ونرى رأي الناس ولتكن فرصة أمنحها لنفسي لكي يقرأ لي الآخرون ، وعندما وجدتني غير متحمسة للفكرة فاستغلت فرصة ابتعادي عن جهاز الكمبيوتر واشتركت لي هي وعندما عدت إلى الحجرة مرة أخرى قالت : لقد سجلت لكي بالمنتدى ويبدو إنه كان متضامنا معكي حيث إنه لم يقبل التسجيل بإسمك وإختار برج الحظ ، ثم قالت : ما رأيك فلنرفع القصة ونرى رأي الناس ؟
في الحقيقة استهوتني الفكرة ، وبما أنني كنت محدثة نت أكاد أكون أمية ، فقد رفعتها عبر مستطيل الرد السريع وفي مدينة الأعمال المنقولة ولأول مرة أرى قصة لي على شريط المشاركات وشعرت بنشوة لذيذة في قلبي وبعدها بحوالي الثلاثة أرباع الساعة حدث ما أثلج صدري ، فقد وجدت أول تعليق من الدكتورة نهلة أقل ما يقال عنه أنه كان بمثابة محقن حياة دب في أوصال نفسي فملأها سعادة ، سعادة جعلتني وستجعلني دائما ممتنة لها ما بقي لي من حياة ثم تلاه تعليق من الأستاذة صدفة سعيدة ورسالة خاصة من الأستاذة نهلة تخبرني بأنها حولتها إلى قسم بأقلام الأعضاء ومن يومها نشأت علاقة حميمة بيني وبين المملكة كوطن إخترته بنفسي وجدت فيه نفسي وخاصة بعد أن سجلت في السجل المدني الذي عبرت فيه عن حلمي الذي ظل سنوات حبيس صدري وكأنه قرر هو الآخر أن يستوطن المملكة حيث وجد فيها ملاذ له .
توالت مشاراكاتي وتوالى تشجيع الأعضاء لي ويوم بعد يوم أصبحت أشعر وكأن المملكة أصبحت أهم شيء في حياتي بل هي حياتي نفسها ، أخذت وسام التشجيع فالعضو المتميز فالكاتب المتميز ففتحت مدونة ، وبعدها سافرت إلى المصيف وكنت من شدة تعلقي بالمملكة أترك التنزه والاستمتاع بالمصيف بالذهاب إلى السايبر للدخول إلى عالمي ووطني الحبيب ، وحتى عندما عدت لمنزلي وكانت مواكبة لدخول شهر رمضان الكريم كنت أفرغ من إفطاري وصلاة التراويح وأهرول مسرعة إلى المملكة لأتجول في رحاب المملكة أتنسم عبير حب جميل بين أعضاء المملكة ... أيام جميلة وذكريات رائعة تجعل الابتسامة تعلو وجهي كلما تذكرتها ، مناقشات ومداولات ومواضيع وصد ورد وشد وجذب ... كل شيء جميل حتى الاختلاف جميل أيضا ومما زاد هذه الأيام روعة وجود الاستضافة الخاصة بي في تلك الأثناء والتي أتاحت لي الفضفضة لأول مرة في حياتي ، وأثمرت تلك الاستضافة عن شخصيات كان لها تأثير كبير في حياتي فيما بعد على سبيل المثال لا الحصر سارة سعيد أو صدفة سعيدة كما يهوى قلبي أن يناديها .. إقتربت أكثر منها وصارت بيننا علاقة من نوع خاص كنت أشعر في محبتها لي وخوفها علي بحنان الابنة التي تأتي إلى جوار والدتها في رقة ونعومة إذا وجدتها متعبة وربتت عليها في طفولة حنونة تشعرني بالدفء الحقيقي ، منحتني شعور شقيقتي الصغيرة التي كنت أتمناها عمري ... ، ثم أجريت جراحة في العين وتبعا لدستور المملكة وتقديرا وإحتراما لمملكتي ووطني الذي عشقته تقدمت بطلب إجازة لمدة إسبوع _كان إجراء عاديا جدا بالنسبة لي_ لم أكن أتصور أن هذا الإجراء سيثمر عن عاصفة الحب والمودة تلك التي تلقيتها من أعضاء المملكة والتي أودعت في قلبي إمتنانا شديدا للملكة بدءا من رئيسها وحتى أحدث عضو فيها وأثمرت عن علاقة حميمة نشأت وازدهرت يوما بعد يوم مع بعض أعضاء المملكة مثال .. سلوى أو سما نفر وجدت فيها الأخت التي اخترتها بنفسي بغض النظر عن شهادة الميلاد أثرتي بحنانها وأمومتها الفطرية بالرغم من أنني أكبرها في السن
سوعة بطيبتها وأصالة البنت الصعيدية (الجدعة) التي تجدها بصدق وقت الشدة
دكتورة فكرة بحكمتها وعقلانيتها التي أحتاج إليها وألجأ لها لتتزن الأمور في رأسي
وراسلني على الخاص الأستاذ أحمد الكاتب المتألق الذي اختفى بدوره منذ فترة
كما أثمرت عن علاقة صداقة حميمة بيني وبين هبة أو (sail )، فقد وجدت فيها الصديقة المخلصة التي تفدي صديقتها بروحها وعن طيب خاطر لو لزم الأمر وقد أثبتت ذلك بجدارة في وعكتي الصحية الأخيرة ، فقد كانت أكثر من توقعاتي ، حقيقة لا أجد من الكلام ما يوافيها حقها
_وعلى ذكر الوعكة الصحية_ أتقدم بخالص شكري وامتناني للأستاذة سيلنت التي كانت تتابعني لحظة بلحظة ، والباشمهندس محمد وهذا ليس بغريب عليه والأستاذة مسلمة والدكتورة فكرة وكل من سأل عني سواء عبر الهاتف أو عبر أي وسيلة أخرى أشكركم جميعا من كل قلبي
أعود مرة أخرى لموضوعي واعذروني لعدم التسلسل فإنها في النهاية فضفضة ، بمعني أن ما يخطر ببالي أبوح به دون ترتيب فهو بالفعل حديث من القلب
المهم أن أجواء المملكة كانت مليئة بالمحبة والألفة
دكتورة فاطمة بحضورها الرائع ومواضيعها الخفيفة
جيهان عفيفي بأكلاتها المتنوعة التي تفوح بها أرجاء المملكة
نبيل محمدي بأبوته الحانية التي يشمل بها كل أعضاء المملكة
خشوع بأدبها الجم وموضوعاتها الدينية وموسوعتها عن الأعلام الدينية
زياد بردوده الرائعة المحورية التي كانت بمثابة البهارات في كل موضوع تمنحه مذاقا خاصا رائعا
نادين بموضوعاتها التأملية الصافية التي تكشف عن روح خاصة مميزة ومنها سأنتظر يارب الذي لا ينسى
الدكتورة نهلة التي مهما غابت إلا أنها حينما تعود ولو ليوم واحد فإنها تملأ المملكة بعبير رائع من كلماتها الفواحة
سيلنت بردودها الشيك وموضوعاتها الرقيقة التي تنفذ إلى القلب دون استئذان
أستاذ أحمد بكتاباته العبقرية ورؤيته المتميزة التي لاأنكر أنني تعلمت منها
زعيم الأسكندرية وبرغم اختلافي معه إلا أنني كنت قارئة لمشاركاته وأرائه
بسملة ، كومبلكس مان ، موفاسا ، أحمس ، نور الصباح ، مواطن ،......،.....،.......
ومعهم أفراد عائلتي ....
أغلب هذه الشخصيات تركت المملكة أحدهم تلو الآخر وتركوا وراءهم فراغا كبيييييييييييييرا وتركوا في النفس شعورا بغيضا بالوحشة والحزن
إنني أدخل المنتدى الآن لا أشعر سوى بالبرودة والسقيع والصفرة تلون كل شيء فيها ، لماذا حدث هذا وما السبب ومن السبب؟
من المؤسف أن تشعر بالوحدة والغربة في وطنك الذي ولدت ونشأت به
ومن المؤسف والمحزن والمقبض أكثر وأكثر أن ينتابك هذا الشعور من وطنك الذي اخترته بنفسك وأحببته ووجدت نفسك الضائعة به
إنني أحلم بيوم يعود كل من هاجروا وطني إليه
أحلم بيوم يعود لقلبي دفئه واطمئنانه
لقد فكرت كثيرا أنا وصديقتي الرائعة هبة أن نعيد مرة أخرى موضوع المحاكمات العلنية ، ولكننا سنعيدها لمن؟! لقد كنا في كل مرة نغير هيئة التحكيم ، فأين هم هؤلاء الأعضاء الذين سننتدبهم أساسا ، لقد كانت أحلامي كبيرة وكثيرة في هذا المنتدى وقد وئدت كلها للأسف
باشمهندس محمد .. لقد جعلك الله سبحانه وتعالى سببا في أشياء جميلة جدا حدثت لي بدءا من كل هذا الكم من الأصدقاء الذي أصبحت تزدهر بهم حياتي وحتى تحسني بعض الشئ في الأخطاء الإملائية بفضل صديقتي أستاذة اللغة العربية هبة ، ولذلك أرجوك وبصفتك رب لهذه الأسرة التي كانت كشجرة كبيرة تظلل بأوراقها في حنو على ربوع المملكة وللأسف تساقطت تلك الأوراق فى هبة ريح خريفية فتساقطت الورقة تلو الورقة
لقد فكرت كثيرا في هجر المملكة مع من هجروها حتى تظل بقايا صورتها الجميلة في قلبي ولكن القرار بالنسبة لي صعب جدا أن أترك وطن أحببته
أرى تعيينات رئاسية ووزارية جديدة أعضاء تقال وأعضاء تأتي ولا أدري مثلا أين هي الأعضاء التي أنا وزيرة عليهم وأين هم الأعضاء التي نصنع لهم دستورا ونجري تعديلات رئاسية لهم ، أصبحنا مثل الطالب الوحيد في الفصل وبالتالي هو الأول دائما
سيدي الفاضل .. لعلك ترى بنفسك شريط المشاركات يظل بالأسبوع كما هو لاجديد ، بينما من قبل كنت أفتح المملكة نهارا فأرى موضوع وأقول في نفسي ساقرأه عندما أتفرغ ليلا وعندما أفتح ليلا أجد الشريط كلية قد تغير، لا يوجد شئ في الدنيا بلا سبب ، حتى خلق الكون والإنسان هناك غاية وسبب من ورائه وهو عبادة الله وعمارة الأرض
سيدي الرئيس ... بصفتك ربا لهذه الأسرة إبحث عن السبب ونحن معك نبحث عنه ، لقد كنا قد اقترحنا أنا وهبة أن ندعو أصدقاءنا ومعارفنا سواء في الحياة أو على الفيس بوك للملكة لتعود لتزدهر ثانية ولكن قبل ذلك لابد أن نعرف لماذا يفر منها المبدعون أولا ؟؟؟؟؟