آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مني أمين
  5. يوميات عشره جنيه مصريه
(يوميات جنيه مصرى)
كتبت تباعا بين 16/10/2010 , و حتي 26/12/2011


كانت فكره لبرنامج إذاعى كان يقدم فى الإذاعه فى رمضان منذ زمن فات وكانت تحكى عن يوميات لجنيه مصرى يتنقل كل يوم بين الأشخاص ، يوم فى جيب سروال موظف ويوم فى محفظه صغيره لربة منزل ويوم مع فنانه ويوم فى درج مكتب فى محل بقاله وهكذا ، وكل مكان يدخله يروى قصة أصحاب المكان فى شكل كوميدى أحيانا وتراجيدى أحيانا أخرى
أعجبتنى الفكره وقررت أنفذها هنا فى المملكه ولكن ....
البرنامج كان يحكى قصة جينيه أيام أن كان كيلو اللحمه ب2 جنيه والطماطم ..هاه معايا ..أيام الكيلو منها ما كان بقرش صاغ واحد ، وكان كسره عداد التاكسى بتلات تعريفه .
أما الآن فلا يكفى لأن تحلم بأنك تحلم بربع كيلو لحمه :D ولا يكفى لأن تنظر لقفص الطماطم وتقول الله يرحم زمن التقليه ،ولايكفى لأن توقف سواق التاكسى أبو 2 جنيه ونصف وتقوله بعد ما يقف لك (أنا بس بأصبح عليك :D ) ... لذلك قررت أن نرفع الموضوع شويه كنوع لمواكبة الظروف المحيطه بنا وجعلتها


يوميات عشره جنيه مصريه :)

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فاكرينى ؟ أنا العشره جينيه أكيد وحشتكم :D:D:D، أنا راجعه علشان أكملكم حكايتى .
طبعا إنتم عارفين إن آخر حاجه كنتم تعرفوها عنى إنى كنت فى شنطة مدام جيهان ولما رجعتنى تانى للشنطه كانت طبعا تنتظرنى نظرات الشماته طبعا من الست عشرين ولكنى أقولكم الحق أنا ما أهتمتش إنما اللى خوفنى وجعلنى أرتعش لما نمرى كانت خلاص هتقع منى نمره نمره لما طلت على المتين جنيه من الجيب اللى متربعه فيه وعينيها بتطق شرار وقالتى فى صوت نشف الحبرعلى أكتر ما هو ناشف : إنتى إزاى يا عشره يا حقيره إنتى تطلعيلى لسانك إنتى نسيتى نفسك دا إنتى حتى ما بتكمليش تمن عشوه إنتى فاكره نفسك حاجه
بينى وبينكم كان هيغمى على منها وعلشان كده قلتلها : سامحينى أنا آسفه أنا ما كنتش أقصدك إنتى هو العين تعلى على الحاجب برضه وبعدين هى مدام جيهان لما سحبتنى مره واحده كده من الخضه لسانى إدلدل واحده :D
زمجرت وقالتلى أنا مش بسامح وأمرت الكاتب القرفصاء اللى فى ظهرى لكى يكتب قرار بإعدامك لتجرؤك علينا 

ركعت على ركبى أطلب العفو السماح لكن من غير فايده ، وتوجهت إلى الله وقلت يارب أنقذنى من جبروتهم وأنا ضعيفه وسطهم وماليش غيرك وإذا بالشنطه تفتح وتمتد يد مدام جيهان وتخرجنى وهى تقول للبقال عايزه كيس عدس وكدت أن أطلع لسانى لهم للمره التانيه لكن دخلته على طول وقلت فى نفسى أحسن يكون كيس العدس الأصفر بقى بعشرين جينيه تبقى مصيبه ،
لكن الحمدلله ربنا ستر ولقيت نفسى فى درج البقال وعلشان أنا كنت من الصابرين ، فربنا نجانى وكمان خلانى فى درج مفتوح علشان أشوف وأسمع اللى بيدور حواليا
مشت مدام جيهان وجه ناس ومشوا ناس اللى عايز جبنه واللى عايز حلاوه طحينيه واللى واللى ... عادى
لغاية ما جه شاب وطلب من البقال فكة خمسين جينيه ، طبعا بكده إنتقلت من عند البقال للشاب وحطنى فى المحفظه وحط المحفظه فى جيبه ....ياه ضلمه تاااااانى ... مش مهم على الأقل أنا وسط أربع عشرات زيى يعنى مفيش حد هيتعالى على حد وركب الشاب ميكروباص وبعد شويه سمعته بيتكلم مع واحد صاحبه بعد ما نزل من الميكروباص كان صاحبه بيقوله : إنت فين ياعم طارق ما حدش شايفك يعنى من مده نسيتنا ونسيت الشله
ويظهر والله أعلم إن طارق دا ماكانش مبسوط من المقابله دى علشان قاله من غير نفس كده :أهلا محمود أنا بس مشغول شويه.
محمود : طيب يا عم رب صدفه خير من ألف ميعاد ، إيه رأيك ما تيجى نسهر مع الشله النهارده هعملك دماغ نار ، هظبطك
وهنا لقيت طارق كأنه لدغته عقربه وقال : إستغفر الله العظيم لا يا سيدى لا عايزك تظبطنى ولا ترتبنى ربنا يكفينا شر شياطين الإنس والجن .
راح محمود متريق عليه وقاله : نعم ! من أمتى ؟! إنت هتعملهم على دا أنت يا ابنى الشيطان نفسه – من إمتى التقوى والصلاح دول
رد طارق وقاله : لما ربنا أذن أنا معاك أنا كنت شيطان وماخلتش معصيه إلا وعملتها لغايه ما جه يوم إتقابلت أنا وواحد صاحبى وكنا بنخطط إزاى هنقضى السهره يومها وقاعدين نعدد فى المعاصى اللى هنعملها وكنا ماشيين أنا وهو فى الشارع تحت عماره بتتبنى وفى وسط صاحبى ما بيحكيلى على ألوان المعصيه اللى هنعملها ، إنفلت عرق خشب وهوى فوق رأس صديقى وموته فى الحال ووقفت ساعتها مذهول وأنا بأقول فى نفسى هو دا صاحبى اللى كان من لحظه بيخطط ويدبر بقى فين دلوقت مات ، هو الموت قريب كده .. هو الحياه تافهه أوى كده ، وسألت نفسى لو العرق نزل على راسى أنا كنت زمانى بين إيدين ربنا كنت هقوله إيه ؟ .. كنت هقوله أنا كنت رايح أعصيك وأموت على معصيه ومين كان هينقذنى من عذاب ربنا وأنا فى القبر وحدى أنا وعملى السئ
ساعتها أعلنت توبتى إلى الله وقررت ألا أعود والحمدلله ، بس ربنا يتقبل منى ويثبتنى .
وياريت إنت كمان يامحمود تفوق ، الدنيا مهما طالت قصيره والسفر طويل والقبر لامفر منه فأغتنم الحسنات تسلم يوم الممات
وباين كده إن محمود كان ربنا هيهديه لأنى سمعته بيقول ورنة الإستخاف كانت ضاعت من كلامه وقال : طيب وأنت إزاى قادر تعيش وأنت محروم من الملذات
راح طارق قايله : مين قالك إن حياة الطاعه فيها حرمان ، دا اللى ماشى فى طاعة الله ملك الدنيا بحالها ونور فى الوقت نفسه طريقه للآخره ، كفايه إنك تنام الليل وإنت سعيد إنك راضى ربك ولو جاللك الموت ما تخافش ,,,
وفجأه سكتم هم الإتنين وبعدين سمعت محمود بيقوله رايح على فين
رد طارق : ما قلتلك على البلد روح يا محمود طريقك غير طريقى إنت رايح تعصى ربنا وأنا عايز أروح البلد
علشان ألحق درس القرآن اللى بعد العشا
محمود : خدنى معاك يا طارق أتوب وأستغفر يمكن ربنا يقبلنى
وسمعت صوت طارق وهو هيطير من الفرح : إنت بتتكلم بجد
محمود : والله العظيم بتكلم بجد ، بس ياريت تدفعلى إنت تذكرة القطر
طارق : ليه ما كانش معاك فلوس
وسمعت محمود بيقول : لا معايا .. شايف أد إيه حوالى ألفين حنيه ، بس ماتنفعش أصلها كلها مال حرام كسبتها من القمار إمبارح وما ينفعش أروح لربنا بفلوس حرام إدفعلى إنت من فلوسك الحلال
وهنا كدت أقفز فرحا وأملأ الدنيا مرحا وسعاده :p:p:p أنا فلوس حلال ..أنا فلوس حلال ، وأخرجنى طارق من المحفظه أنا وزملائى وطلب تذكرتين المنصوره ، وإنتقلت إقامتى إلى شباك التذاكر الذى لم تتطول إقامتى به ، فقد رحت كبقيه لفلوس لآنسه فى العشرينات عرفت بعد كده إن إسمها ساره من الشرقيه



ويلا بأه يا أحلى ساره تابعى

------------

يادوب ممكن تمشى الحال وتنفع ...
يعنى ممكن تاخد ربع كيلو عضم :p أو كيس مكرونه وكيسين صلصه والتاكسى ممكن يطلعك على ناصية الشارع ، والأهم إن يمكن يكون فيها نفس تحكى .
وستقص علينا العشرة جنيهات قصتها من لحظة ميلادها من ماكينة البنك مرورا بكل شخصيه تقع فى حوزتها تلك العشرة جنيهات بطلة قصتنا وستكون الشخصيات هى أعضاء مملكتنا الموقرين ، بمعنى فى كل حلقه سيتقمص العضو شخصية العشرة جنيهات وتبدأ فى قص حكايتها معه علينا من خلال موقف درامى من تأليف العضو ، وفى كل مره تنتهى القصه بأنتقالها ليد عضو آخر يكون من إختيار العضو السابق (تدبيسه ) وتكون الحكايات من واقع حياتنا ومشاكلنا اليوميه .
وغرضى من هذا الموضوع :
أولا – إكتشاف المواهب التى أثق بأن مملكتنا تزدهر بها .
ثانيا – أن نتعلم فى كل مره من الحكايات المختلفه أشياء جديده مثال المواقف الإنسانيه والدينيه والمشاكل اليوميه التى سيقصها لنا العضو على لسان العشره جنيه من خلال المنزل الذى ستدخله وتعاشر أهله ولو حتى ليوم واحد .
أرجو أن تكون فكرتى وصلت إليكم ولتكن بوابة فضفضه لكل واحد منا بطريقته وأسلوبه الذى سيلقى كل الإحترام والتقدير أيا كان لأن كل ما يهمنى هو الشكل الإنسانى للموضوع
أرجو أن تتحمسوا معى للموضوع وأن يلقى إستحسان منكم إخوتى وأخواتى ولكم منى كل التقدير والإحترام .

منى أمين
 
-------
 
تانى رجعت لريحة الجبنه والحلاوه والزيتون
(لو سمحت عندك موبايل) صوت واحده بتقول للبقال ورد عليها وقالها : إتفضلى
وقفت على جنب علشان ما حدش يسمعها ودا كان من حسن حظى علشان أسمع كويس لأنها قربت منى
ألو .. كنت عارفه إنك مش عايزه تردى على تليفونى .. وعلشان كده قلت أكلمك من نمره غريبه .. عموما المهم إنى إطمنت عليكى ... المهم إنك كويسه دا اللى يهمنى .. مش عايزه تردى على .. طيب أنا عايزه أسألك أنا غلطت فى حاجه أنا زعلتك فى حاجه وأنا مش عارفه .. برضو مش عايزه تردى .. براحتك أنا مش عايزه أتطفل عليكى أو أضايقك أكتر من كده .. وإذا كنت زعلتك أو غلطت فى حاجه سامحينى .. أنا كنت عايزه أقف جانبك وأساعدك .. كنت نفسى ربنا يجعلنى سبب فى راحتك .. لكن واضح إنك مش عايزه حد .. وعامة الحمدلله إنك مش زعلانه منى لأنك لو زعلانه كنتى قفلتى السكه أول ما سمعتى صوتى .. واضح إنك زعلانه من الدنيا بحالها ومن الناس اللى ظلمتك وشربوكى مرارة الوحده والحرمان لما بقيتى مش عايزه حد .. أنا مش هتقل عليكى ..
إنت معاكى نمرة تليفونى وأى وقت تحسى إنك محتجالى فيه إتصلى وأنا أجيلك .. هدعيلك دايما إن ربنا يخفف عنك ويريح قلبك ...
وربنا يصبرنى على بعدك علشان ما أعرفش هتصدقينى ولا لأ .. أنا محتاجلك أكتر منك لكن برضو مش هفرض نفسى عليكى هافضل مستنيه مكالمتك .. برضو مش عايزه تردى .. براحتك حبيبتى ........سلام
زعلت أوى على الإتنين ياترى حكايتهم إيه .....همف ياساتر ... هو ما فيش حكايه كامله أبدا 
معاك فكة عشرين عشرتين (دا صوت راجل )
راح البقال ساحبنى أنا وواحده زميلتى وعطانا للراجل اللى إدى زميلتى لواحد تانى ولقيت نفسى فى محفظة الراجل اللى عرفت من بطاقته إن إسمه مهندس نبيل محمدى ....
-----
 
وحشتونى ....
فاكرينى ؟ أنا العشره جنيه ، آخر مره شفتونى كانت فى مقلة لب وقعدت هناك يومين لغاية ما جه واحد ومراته وإشتروا كيس فول سودانى وراحوا نا حية الكورنيش والهوا يومها كان رائع وجميل :p..... أكيد هتسألوا إزاى شميت الهوا وأنا فى محفظة الراجل 
الرد بسيط الراجل ما كانش عنده محفظه أساسا وكان حاططنى فى جيب بنطلونه الدايب اللى فيه خمسين خرم  وكانت مراته بتعاتبه وتقوله : هى دى عزومة العشا بتاعتك ، بس عمال تقوللى أعزمك على العشا أعزمك على العشا على النيل وأخيرا طلعت عزومتك دى كيس فول وقعده على الرصيف ، يا ما جاب الغراب ...
راح الراجل قايلها : يا وليه إنتى ما فيش حاجه ماليه عينك ، مش جبتلك ترمس كمان
قالتله : بزمتك مش مكسوف من نفسك ، فول وترمس إيه ؟! طيب حتى هاتلنا طبق كشرى ناكله يسد الجوع بدل ما احنا مقضيينها أزأزه كده ، ياراجل دا أنا بطنى لزقت فى ضهرى من الجوع .
إنطلق الرجل يهزى فى ذهول وقد زاغت عيناه : كشرى ...كشرى 
الزوجه وهى تقلده : أيوه كشرى ومالك هيغمى عليك كده ليه ، أمال لو قلتلك سنتدويتش كبده كان زمانهم واخدينك على العنايه المركزه .
الرجل : إنتى عارفه طبقين كشرى دلوقتى بكام ب14 جينيه وهما اللى هيبقوا حيلتى من هنا لبكره ونقدر نجيب بيهم 2 كيلو هياكل على شويه مكرونه على طماطميتين ونبقى كلنا زفر إحنا والعيال 
الكشرى دا للناس البشوات مش لينا ..
الزوجه : إنت اللى بخيل وجلده وأكيد معاك فلوس فى جيبك تانى .
وهنا راح مادد إيده فى جيبه وماسكنى من رقبتى أنا وإخواتى الجنيهات وهو يصرخ ويقول : أهم ياستى اللى حيلتى وراح خابطنا فى الأرض فصرخت وقلت : آه طيب وأنا مالى ياعم تيجى خناقتك إنت ومراتك على دماغى ، لكن مين يسمع آهات عشره جينيه مسكينه زيى ...المهم ... باين الست صعب عليها جوزها أو خافت يرجع فى كلامه فى أكلة الزفر بتاعة تانى يوم فتناولتنى من على الأرض وقعدت تنفخ التراب من علينا وراحت تتطايب خاطر جوزها وتهديه :D.
وفى الصباح لبس بنطلون تانى خرومه أقل شويه وقال لمراته وهوخارج فى لهجة من خارج يشترى خروف أنا رايح أجيبلك الفراخ يلا جهزى نفسك .
قالته : طيب هنعمل إيه لما نصرف القرشين اللى حيلتنا ، وبينى وبينكم زعلت على نفسى إنى بقيت قرشين فى الزمن دا
قالها جوزها : يا ستى خلى العيال ياكلوا وبعدين إصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب ، ثم تمتم فى نفسه : ولو إنها بتقلب معايا دايما إصرف ما فى الجيب إشحت مش عيب .
وهنا إنتهى بى المفام عند الفرارجى
وبعد شويه سمعت جرس التليفون والراجل الفرارجى بيقول : أيوه يا مدام ... حاضر ..حاضر .. خدمه تانيه ... وحط السماعه ونادى على الواد الصنايعى وقاله : جهز عشر ة إجواز حمام وبطتين وديك رومى و4 كيلو بانيه ووديهم لمدام أمانى وخد الفكه دى معاك علشان لما تحاسبها .
وهنا إنتقلت لبيت مدام أمانى
وللحديث بقيه ....
 
--------------
 
جلست فى الدرج متكوره على نفسى حزينه لخيبة الأمل اللى صابتنى لما ما قدرتش أطول أى حاجه من الأكل ، وواضح كده والله أعلم إن شكلى كان كئيب وحزين لأن فجأه فزعنى صوت الست خمسين وهى تكشر عن أنيابها وبتقولى : ما تفردى وشك .. مش ناقصه كآبه ..
و إفتكرت اللى حصلى فى شنطة مدام جيهان وقلت لنفسى : يابت لمى نفسك أحسن يستفردوا بيكى ورسمت على وشى إبتسامه وأثرت السلامه .
(لو سمحت عايز شيبسى و2 مولتو وكانز سفن وهات باقى خمسين جنيه) وبسرعه لقيت نفسى فى جيب الشاب اللى إشترى الطلبات دى ، وشاور لتاكسى وقال : محطة القطر لو سمحت ...
ووصلنا لمحطة القطر وهناك قابل شاب وأول ما شافه قاله فى فرح : دكتور كريم .... فينك يا راجل .
سلم عليه دكتور كريم وقاله : إزيك يا أحمد واحشنى كتير
قاله أحمد : ما إنت يا سيدى اللى مختفى .
كريم : والله من ساعة ما إستلمت الشغل فى وحدة نجع حمادى وأنا مشغول على طول ..
أحمد : وإيه يابنى اللى رماك على الصعيد جوه كده .
كريم : أنا بحب الصعيد الجوانى علشان كل أصحابى من الصعيد .
أحمد : ومبسوط هناك .
كريم : جدا فوق ما تتخيل وخاصة من نوعيات الناس وطيبتهم الفطريه اللى هناك ..
توت ..توت توت ...تووووووووووت
وكنت على وشك أفط وأنط من جيب دكتور كريم من الصوت دا ، لولا دكتور كريم قاله القطر وصل إنت مسافر القاهره
قاله أحمد : أيوه وإنت مش برضو رايح القاهره
كريم وهو بينط فى القطر : لا أنا رايح إسكندريه أروق نفسى يومين وأرجع على شغلى تانى وعموما كويس تسلينى لغاية القاهره أحسن أنا بزهق من طول ساعات السفر .
شويه كده بعد ما قعدوا والقطر إبتدى يتحرك ..سمعت منهم حكايات كتير ، كل واحد منهم بيحكى عن حياته وشغله .. لكن اللى كانت حكاياته مسليه ومؤثره فى نفس الوقت دكتور كريم ، ربما لأن مهنته الإنسانيه بتصادف حالات إنسانيه أكثر وخاصة إن الوحده الصحيه اللى بيشتغل فيها تابعه لبلد صغيره وفقيره فى نفس الوقت وحيثما تجد الفقر تجد الروائع من القصص الثريه الواقعيه التى تثير الشجون (إيه الكلام الكبير اللى أنا بقوله دا ، إيه يا عشوره هتتفلسفى ....المهم نكمل ) ..
حكى دكتور كريم حكايات كتير .. كتير توضح قد إيه فيه ناس كتيره ضعيفه فقيره وبالتالى منسيه وساقطه سهوا من حسابات الإنسانيه ، بالرغم من إن متطلباتها مش كتير ، يادوب لقمه طريه وهدمه نظيفه والحمدلله ، فى حين ممكن تكون ناس متطلباتها تنهب الدنيا بحالها وبتنول طلبها وبرضو مش كفايه ، لكن هنقول إيه ؟ دايما أبسط الأحلام أصعبها (إيه ده رجعنا للفلسفه تانى ....يظهر حزنى على فراق بيت مدام أمانى مأثر فيا لغاية دلوقت ...المهم ...) وأثناء حكايات دكتور كريم وصديقه ، إلا وإنطلقت صرخه من مجموعه من السيدات والأطفال وكله فط ونط وإتربع على الكراسى وهو بيقولوا :فاااااااااااااااااااااار ، فار فى القطر
وهنا ضحك دكتور كريم وقال لصديقه : وأدى يا عم مظهر تانى من مظاهر الإهمال وتجاهل وضياع حق الناس الغلابه اللى مش على الخريطه ومنهم أهل الصعيد ...
وساد الهرج والمرج فى القطر والتوتر وربما التحفز من بعض السيدات والأطفال حتى نزل أحمد فى محطة رمسيس تاركا خلفه الدكتور كريم الذى واصل رحلته إلى الإسكندريه ،
وصل الدكتور لمحطة سيدى جابر وأشار للتاكسى قائلا : لوران لو سمحت .
وركب التاكسى ووصل لوران ونزل من التاكسى وأعطانى على سبيل الأجره لسواق التاكسى ورمانى السواق على التابلوه فى عدم إهتمام وسمعت واحد بيقول : محطة الرمل يا أسطى ، ووقف سواق التاكسى وركب الشاب اللى كان بيتكلم فى التليفون وبيقول : ألو ... أيوه معاك مهندس محمد عبدالوهاب ...أهلا بيك
إن شاء الله هقابل حضرتك فى الميعاد اللى تحدده ..أوكى ..أوكى ..خلاص إتفقنا
ووصل محطة الرمل وناوله المهندس محمد خمسين جنيه وكنت أنا طبعا ضمن الباقى
وبكده إنتقلت لحوزة مهندس محمد عبدالوهاب
.
.
. وهلم يا ريسنا الهمام إستلم الرايه وأكمل
:):):)
تحياتى
 
إستأنفت العشره جنيه حديثها قائله :
عوده مره أخرى لدرج البقال ، وأنا مش عارفه إيه حكايتى مع البقالين أبدأ منهم وأعود إليهم وجلست فى صمت وسكون لأستمتع بنسيم البحر العليل ، لا أريد أن أفكر فى شئ أو أشغل نفسى بمغامرات مع أقرانى من النقود .
وبينما أنا أعيش الإستمتاع إذا بأصوات هرج ومرج يأتى من حولى وسمعت البقال يقول : خير..خير يا جماعه فيه إيه ؟!!!
رد صوت يقول : البت دى حراميه ولازم نسلمها للقسم دلوقت .
البقال : ليه سرقت إيه ؟؟
الصوت : سرقت ساعه وبتقول إنها بتاعتها وعايزه تبيعها .
أتى صوت ناعم رقيق حزين مهزوم يقول من خلال دموعه : والله يا جماعه أنا ما حراميه ودى ساعتى ، أنا مش كده أنا بنت ناس ، إنتم ليه مش عايزين تصدقونى .
الصوت : إسكتى يا بت ، إخرسى خالص .. لما تروحى القسم وتضربى علقه سخنه هتعترفى ..
صرخت البنت فى صوت ينفطر له القلب : لا أرجوك أنا مش وش بهدله .
البقال ويبدو أنه تأثر لكلامها : إنتى إيه حكايتك يا بنتى .
البنت : والله يا عم أنا بنت ناس ودى ساعتى ، أنا ضمن الناس اللى وقعت عمارتهم أول إمبارح وكنت فى مشوار ولما رجعت لقيت العماره كوم تراب على ماما وبابا وإخواتى وإحنا مالناش حد لأن بابا كان عليه تار فى الصعيد من زمان وهرب وساب البلد وسافرنا بره مصر ورجعنا يا دوب من كام شهر وإشترى الشقه فى العماره الجديده دى بتحويشة وأنا ما أعرفشى أهلى وكنت هبيع الساعه علشان أسافر الأقصر أدور عليهم ، أنا بقالى يومين فى الشارع شفت فيهم بهدله وعذاب ألوان ، هى ليه الناس مش بتصدق ، هى ليه الناس مش بترحم ، مش ممكن أى حد فجأه يحصله اللى حصللى هو خلاص ماحدش بيحس بحد ، حرام عليكم .....حرام حرام حرام ......
رد الصوت : إخرسى يانصابه ، أكلتينا يا بت بالكلمتين دول ...أنا هخدك على القسم .
البقال متأثرا : مش يمكن صادقه وتكون ظالمها ...يا سيدى ربنا يكفينا شر الظلم ودى بنت زى بناتنا .
الصوت : لا يا عم أنا عارف الأشكال دى كويس ولازم تروح القسم .
تعلقت البنت بذراع البقال تستعطفه فى صوت يقطر مذله : أرجوك يا عم صدقنى الراجل دا كان عايز ياخدنى معاه ولما رفضت هددنى يا إما أروح معاه يا إما يحبسنى ، إسترنى ربنا يسترلك بناتك ..أبوس إيدك ...
هم الصوت بأن يسبها لولا أن البقال نهره وقال : سيبها .. أنا كفيل بها وإياكم أى حد يتعرضلها .
الصوت : إنت هتتستر عليها ، أنا مصمم أسلمها للقسم .
البقال : إسكت أحسنلك وإلا والله العظيم هتقول إنك جيت تسرقنى والبنت ظبطتك وعندى ألف شاهد يشهد ويبقى هى اللى حبستك مش إنت ..
تتم صاحب الصوت بكلمات غير مفهومه وتركهم وإنصرف .
قالت البنت : أنا مش عارفه أشكرك إزاى ، ربنا يكرمك ويسترك زى ما سترتنى .
البقال : تعالى إستريحى يا بنتى ...قوليلى إيه حكايتك .
البنت : والدى سافر للخارج هربا من التار وكنا أنا وإخواتى لسه صغيرين ورجعنا يا دوب من كام شهر وإشترى شقه فى عماره جديده ، لكن للأسف المقاول كان حرامى وغش فى مواد البناء وإنهارت العماره ولسوء مش ممكن يكون حسن حظى كنت فى مشوار وقت وقوع العماره ورجعت لقيت العماره منهاره وتحتها عيلتى ، ولقيت نفسى فى الشارع وبرغم إن كل اللى كانوا واقفين ومتأكدين من حكايتى إلا إن ما حدش جات له الشهامه يقوللى تعالى عندنا ولقيت نفسى وحدى فى الشارع ومش معايا فلوس رحت قعدت شويه فى الجوامع وشويه فى الترب وشويه على الأرصفه وقضيت ليلتين أتوارى فيها من ذئاب البشر وأنا بأدعى ربنا اللى ماليش غيره إنه يحصنى بستر من عنده ويستر عرضى .....
ثم جمعت مرارة الدنيا ومزجتها بكلامها وهى تقول : أصلك ما تعرفش يعنى إيه بنت وحيده تبات فى الشارع ولا حول ولاقوة لها ...عمرى ماكنت أتخيل إن ييجى على يوم أشوف اللى شفته ، صحيح دنيا مالهاش أمان ...وواصلت بكاءها الذى تنفطر له القلوب .
وأكملت كلامها قائله : وبعدين قلت أسافر أدور على أهلى فى الأقصر وأقعد فى حماهم وما كانشى معايا غير الساعه فقلت أبيعها وأسافر وعرضتها على الراجل دا لكنه ما عندوش ضمير وكان عايز ياخدنى معاه ولما رفضت هددنى وزى ما حضرتك شفت كده .
البقال : طيب يا بنتى وها تعملى إيه ؟
البنت فى إستحياء : ياريت تتم جميلك معايا وتشترى الساعه علشان أقدر أسافر وربنا يجعله فى ميزان حسناتك والله دى ساعه كويسه خالص وغاليه ، ثم عاودها حزن عميق وهى تقول : كان إشتراها لى بابا لما إتخرجت وكنت مش ناويه أفرط فيها أبدا لأنها اللى باقيلى منه ، لكن يا إما أفرط فيها يا فى نفسى ما فيش بديل ..
البقال : لا يا بنتى أنا ما قدرش أشتريها .
البنت : ليه ياحاج .. طيب سلفنى ثمن التذكره أو حتى إشتريها لى وأنا لما أروح لأهلى هبعتلك الفلوس .
إبتسم البقال برغم المراره : يابنتى أنا أقصد إنى مقدرش آخد منك اللى باقيلك من ذكرى والدك أنا هديلك اللى إنتى عايزاه وهروح معاكى أحجزلك ، مش علشان أنا مش واثق فيكى ولكن علشان أطمن عليكى أنا عندى اللى زيك ربنا يستر عرضكم جميعا .
يبدو أن البنت أرادت أن تقبل يديه لأنه إنتفض وهو يقول : إستغفر الله العظيم .. ليه كده يا بنتى ..الدنيا لسه بخير ....
إقعدى شويه لغاية إبنى ما ييجى علشان يقعد مكانى وأنا أروح معاكى المحطه ونشوف القطر .
صمتت البنت ثم قالت فى صوت خفيض : طيب ممكن طلب تانى ؟
قالها : قولى يابنتى .....خير .
قالت : جعانه ما أكلتش من يومين ..آخر مره فطرت أنا ووالدتى أصلها كانت تحب تاكل معايا وبعدها نزلت ورجعت لقيت .....
البقال : إهدى يا بنتى ربنا يرحم والديك ويصبر قلبك ويعوضك خير إنشاءالله ، وأعذرينى إنى نسيت موضوع الأكل دا ، معلش اللى حصل دا كله لخبطنى ، لحظه هابعت أجبلك أكل من المطعم اللى جنبنا .
قالت فى سرعه : لا يا حاج كتر خيرك كفايه ساندوتش جبنه من عندك ويبقى كتر خيرك .
ضحك البقال فى طيبه وقال : ساندويتش جبنة إيه اللى هتاكليه بعد جوع يومين أنا هجيب غدا ليا وليكى وأهو يبقى عيش وملح ....
أكلت البنت وشكرته ودعت له بإمتنان وعندما جاء ولده فتح الدرج وتناولن أنا ومجموعه من أقرانى النقود وقال لإبنه : أسيبك دلوقت وهاروح مشوار وأرجعلك .
وصلوا محطة القطار وحجز لها وحمدت ربنا إنى لم أكن ضمن ثمن التذكره حتى أعرف بقية الحكايه ....
قال للبنت : أنا حجزت لك فى القطار اللى طالع بعد ساعتين ، حظك حلو عمرها ما تحصل دى
ضحكت فى تهكم : حظى حلو ....
البقال : يا بنتى حاولى تنسى اللى فات وخللى دايما عندك أمل فى ربنا ورحمته ..ماشى يا ...إيه دا أنا لغاية دلوقت ما أعرفش إسمك ..
قالت : إسمى أمل ..وكان بابا ينادينى بأمل حياتى...
البقال : الله ...إسمك جميل ربنا يسترك يا بنتى ويسعد أيامك ويعوضك خير .
أمل : ربنا يبارك فيك يا عمى ...
مد يده فى جيبه وتناولنى أنا وبعض النقود وقال لها : خدى دى الميتين جنيه دى خليها معاكى محدش عارف الظروف إيه ولو ما ما لاقتيش أهلك دى ورقه فيها إسمى وعنوان البيت والسوبرماركت ورقم التليفون إحجزى وتعاليلى واللى يريد بيه ربنا يكون ولو وصلتى لأهلك طمنينى عليكى .
همت بالشكر أو بالإعتراض إلا إنه قال : يابنتى ما حدش عارف ظروفك هتبقى شكاها إيه وعلشان لو ما عرفتيش توصليلهم تبقى معاكى فلوس تعرفى ترجعى ...ودى ساندويتشات وعصير علشان السكه ، ربنا يا بنتى يستر طريقك وأنا هفضل معاكى لغاية القطر ما يطلع
أمل : ربنا يقدرنى أرد جمايلك دى فى يوم من الأيام .
البقال : أنا لا أنتظر الجزاء منك ولك من اللى عملت كده علشان طالب رضاه وثوابه ربى وربك اللى أرحم وألطف منى بيكى .
ركبت القطار وتركته وهى تلوح له وعيناها مليئه بدموع الشكر والإمتنان ....والحيره واليتم والوحشه فى نفس الوقت .
ذهبت لتجلس على كرسيها وبدأ القطار فى التحرك ونظرت إلى خارج النافذه وهى ساهمه شارده تفكر فيما مضى وتتوجس مما هو آت وإنحدرت العبرات من مقلتيها وتمنيت أن لو الله عز وجل قد خلقنى منديل لأسمح دموع تلك الفتاه الحزينه المكلومه ، أو ليته خلقنى يد كى أربت على خديها وكتفيها لأخفف عنها أو ليتنى كنت حضن كبير فأحتويها وأوهبها الراحه والأمان ....
ولكن ليت نيل المطالب بالتمنى وقلت فى نفسى : يا شيخه إتلهى دا إنت يا دوب تقدرى تجيبلها باكوين بسكويت يشبعوها لمدة ربع ساعه ...
آهه ..المهم أسندت رأسها للخلف ويبدو الليلتين الماضتين والتعب الذى كابدته جعلها تروح على الفور فى سبات عميق ..وحمدت الله أن جعلها تنام لتستريح وأيضا حتى لا تستمع للأحاديث التى تدور حولها (من العالم الرايقه) سبحان الله ...حقا سبحان الله....إثنين متجاوران على نفس المقعد ولكنهم لا يحملان نفس مابين الضلوع ، فهى تحمل حزن يتدفق من الوريد للوريد والآخر يحمل أفراحا وزغاريد فهو فى طريقه لنزهه فى الأقصر بعض الأيام وسيعود بالباخره على القاهره كنوع من الإستجمام ووسيله ينفق فيه ماله الذى لا يعد ولا يحصى وإحتمال لو طلبت هى منه أى مساعده أودعها السجن وخاصة إنه لم يكف عن الكلام عن مشاريعه وكيف أنه قضى على هذا فى السوق وخرب بيت هذا الذى تجرأ ليقف فى وجهه فى يوم من الأيام .... فلا أعتقد من يحمل مثل هذا القلب الغليظ لا يفكر يوما فى مساعدة الغير ...
وصلنا إلى الأقصر ونزلت المحطه وللأسف الشديد ودعتها مع أول تاكسى فى هذه البلد الساحره ...
وكالعاده من سواق التاكسى ليد فتاه تدعى سعاد الشهيره ب (سوعه) ....
وهلمى سوعه الجميله واصلى
وياريت ما تتخلصيش منها بسرعه
تحياتى
 
---------------------
 
(الحساب لو سمحت).........
نطق بها أحد الجالسين بالمطعم ، وطبعا كنت أنا من ضمن الباقى ، وكانوا رفقاء الطريق المره دى ست وجوزها اللى قاللها : يلا بينا علشان يا دوب نلحق نسافر الطريق لسه طويل .
قالتله متذمره : وهو إنت مستعجل كده ليه ؟ المفروض إن إحنا فى شهر عسل .. مش كفايه قصيته من شهر لتلات أيام علشان خاطر الست والدتك ، مستكتر عليا كمان نقعد شويه فى المطعم دا ونستمتع ولو شويه ؟!!!
قالها : وبعدين يا حبيبتى بأه ما قلتلك هاعوضهالك ، يعنى ينفع أسيب ماما وهى تعبانه ؟
- يا سيدى الست والدتك أول ما تشوفنا مع بعض بتتعب ، يا سيدى دا تمثيل
- وبعدين معاكى ما أحبش تتكلمى على والدتى بالشكل دا .
- يعنى أنا بأفترى عليها ، مش فاكر فى فترة الخطوبه كانت بتعمل إيه ؟ حد فى الدنيا ينزل يقابل خطيبته وساحب أمه معاه .
- ما إنتى كنتى بتجيبى أخوكى ، قلتلك حاجه؟
- ما إنت عارف بابا ما كانش بيرضى يخلينى أقابلك لوحدى وبعدين أخويا دا سنه 11 سنه وكنا بنوزعه ونديله فلوس يروح يشترى شيبسى ومصاصه ، أمك بأه كنا هنخليها تجيب مصاصه إزاى ؟
- مش هنخلص من الموال دا ..
- موال .. أخرتها بقيت بقول مواويل ...
- يا حبيبتى ما إنتى اللى بتدورى على أى حاجه تنكد عليكى ، وقلتلك مليون مره إن أمى إترملت عليا وأنا سنى تلات سنين وما إتجوزتش علشان تربينى ، يعنى مالهاش فى الدنيا غيرى ومعذوره فى اللى بتعمله .
- وأنا ذنبى إيه ؟ هو أنا اللى رملت أمك ، والمصيبه الكبيره إننا هنعيش معاها يعنى هتبقى خنقه وحرقة دم 24 ساعه .
- يعنى كنت هتخللى عنها وهى فى السن دا ، علشان خاطرى خليكى لطيفه معاها وإعتبريها زى والدتك وهى بتحبك والله .. علشان خاطرى .. إنتى ما يرضيكيش إنى أكون إبن عاق ، علشان ربنا يباركلنا فى حياتنا وفى ولادنا اللى هنجيبهم إن شاءالله ، ولما نبر والدينا أولادنا يبرونا .. ولا إيه ؟
- حاضر علشان خاطرك أنا هعمل بأصلى وها أراعى ربنا فيها ، المهم إن هى تراعى ربنا فيا .
- وعلشان خاطرك أنا عامللك مفاجأه ، هنسافر القاهره بالطياره ، مش كان نفسك تركبى طياره .. أنا حبيت أحقق لك الأمنيه دى ..
- وأنا هبله بأه وهاصدق إنك هتركبنى طياره علشانى مش علشان تروح بسرعه للست والدتك .
- وبعدين ...
- خلاص .. خلاص ، هأعمل نفسى مصدقه يلا بينا أحسن نتأخر ..
طول السكه صمت قاتل بينهم وكل واحد منهما متوجس من التانى وكأنهما داخلين على حرب وبينى وبينكم إتمنيت إنى ما أكملش معاهم لأنها مش ناقصه خنقه ، ويظهر كده والله أعلم إن ربنا سبحانه وتعالى إستجاب لى لإننى إنتقلت إلى سواق التاكسى اللى نقلنى فورا ليد سيده شابه وسوف أحكيلكم حكايتى معاها المره اللى جايه .....................سلام

رحبوا معى بالأستاذه سيلنت موشن لتتابع مع العشره جنيه
 
--------------------------
 
عودة أخرى للعشرة جنيه التي واصلت سردها لحكاياتها مع البشر قائلة :
جلست في محفظة السواق منكمشة على أرقامي وأنا ما زلت حزينة ومكتئبة لما سمعت ورأيت والأعجب أن السائق قد عاد أدراجه بالسيارة وكأن شئ ما كان ، كانت سعادته بالإستيلاء على العربية أكبر من أي شئ وكأن مخدومه آخد الشر وراح ، ثم توجه إلى محطة البنزين ليفول العربية ويتفسح بيها قبل ما يدخل في معمعة التحقيقات ، وبكده إنتهى بي المقام في محطة البنزين ، إلى أن جاء سواق تاكسي وكنت ضمن باقي الفلوس .
وبدأت رحلتي معه ..........
جلست على تابلوه العربية وكانت لحظات جميلة لأنني كنت في حالة نفسية تعبانة بعد الأحداث الغريبة التي مررت بها وكنت في حاجة لتغيير جو وكنت أنظر من الزجاج الأمامي للسيارة وأتفرج على الدنيا والشوارع والناس إلى أن شاور للتاكسي رجل في العقد الخامس من العمر وقال : سيدنا الحسين لو سمحت ...........
ركب الرجل وبعدها رن المحمول الذي يملكه وتحث إلى محدثه في الطرف الآخر قائلا : أيوه يا أم محمد ........... حاضر أنا قلتلك سيبي لي الموضوع دا وأنا هحله بمعرفتي ........... ياستي ما هي بنتي زي ما هي بنتك ومش هيبقى قلبك عليها أكتر مني .......... الموضوع دا عايز المسايسه ، العصبية مش هتفيد ، بنتك متصورة إن الولد دا أحسن واحد في العالم ومش هتتنازل عنه وعلشان كده بقولك الموضوع دا عايز الحكمة علشان بنتنا ما تنجرحش وفي نفس الوقت ما تحسش إننا ضدها فتتبع معانا إسلوب العند ............... أأأمرها إيه ..........ما أنا عارف إني أبوها لكن مش دي الطريقة السليمة لحل الموضوع دا زمن مهبب مش زى زمان اللي كان الأب كلمته قانون واجب التنفيذ ............ برضو أنا السبب يعني عاوزاني أضربها يعني هي بنتك صغيرة ..لو سمحتي من فضلك سيبيلي الموضوع دا وأنا هخلصه بعد ما أرجع .......... فيه إيه يا أم محمد هو أنا رايح ألعب أنا رايح أرسم .......... مش شغلي اللي أنا بحبه إنتي حتى الحاجة اللي بحبها مش عايزاني أعملها .......... بقولك إيه سلام بأه دلوقت علشان مش عايزك تقلبي مزاجي ....سلام .......همف حاجة تطهق ، لاعيال تريح ولا زوجه تريح ...
(هي الحريم كلها كده يا هندسه ما يصدقوا يقعوا في دماغك ياكلوها ) بالطبع دا كان كلام السواق اللي دخل كده من غير إحم ولا دستور ، ويبدو كده إن الراجل ما عجبوش علشان ماردش عليه ولا كأنه بيتكلم .
إلا أن السواق لم يهتم وكمل كلامه وقال : ولو أنا مش معاك في موضوع بنتك
الرجل في إستنكار : نعم ؟!!!!!!!!!
السواق : أيو يا هندسه إكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين ، دا أنا لو مكانك كنت كسرت رقبتها واضح إنك ما تزعلش مني يعني .. ني شويتين في معاملتك مع بنتك .
الرجل وقد بدأ يتعصب : فيه إيه يا أسطى ، مالك ؟!!!!
السواق : مضايق عشانك ومنك يا هندسه هي الرجالة راحت فين .
الراجل شاط من الغضب وقاله : إنت إتجننت إنت إزاي بتكلمني كده نزلني هنا إركن على جنب ..
السواق : إنت زعلت يا هندسه أنا مش قصدي أزعلك انا بأواسيك ...خلاص خلاص حقك عليا هاوصلك وهسكت خالص .
الرجل : من غير ولا كلمه .
السواق : حاضر من غير ولا كلمه ............ بس قولي حضرتك رايح فين في الحسين .
الرجل بنفاذ صبر : مجموعة قلاوون .
السواق : مين قلاوون دا قريبك .
الرجل : آه قريبي من ناحية الأم ، يلزم خدمة .
السواق : أكيد رايح هناك تروق دماغك من وش البيت والمدام شوية مش كده .
الرجل : وبعدين ...
السواق : خلاص يا بيه ما يبقاش خلقك ضيق كده .
وإلتزم الصمت لغاية ما وصله وخيرا فعل لإني أنا عن نفسي ما كنتش طايقاه .
أعطاه عشرين جنيه وكنت أنا من ضمن الباقي ودي أحسن حاجة حصلت مش بس علشان إتخنقت من السواق الرغاي دا ولكن علشان أتفرج على مجموعة قلاوون دي اللي سمعت عنها كتير وما شفتهاش ، وبالفعل شفت أروع ما رأت عيني وخاصة التجديدات التي حدثت فيها ، شاهدت المدرسة والجامع و المستشفى بالفعل حصارة فخر لكل مصري ولكل مسلم وشاهت الحرفيين اللي بيرسموا على النحاس وصناعة الأرابيسك وإستمتعت أكثر عندما جلس الرجل يرسم بعد أن وضع لوحته على الحامل وبدأ الرسم في مهارة وجمال وعذرته عندما جاء إلى هذا المكان لينسى همومه .
وجاءت واحده عرفت فيما بعد إنها تدعى الدكتورة نهلة ووقفت تتحدث معه عن الفن والفنانين وكيف أن الفن لا يلقى الإهتمام الذي يستحقه ولكم أعجبت من إعتزاز الرجل بفنه وإيمانه به ودفاعه عنه وقامت بشراء بعض اللوحات ووجدت نفسي إنتقلت إلى حوزة الدكتوره نهلة وسأحكي لكم عن يوم من يومياتي معها

والأن تتفضل الدكتورة نهلة بقص مغامرتها مع العشرة جنيه
 
--------------------
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أصدقائي وصديقاتي الأعزاء من جنس البني آدم .. وحشتوني جدا جدا .. بقالي كتييييييييير أوي ما حكيتش لكم عن يومياتي وذكرياتي مع البشر .. أصلي بصراحة كنت مشغولة بالأحداث اللي جارية وأقول يمكن ربنا يصلح الأحوال والجنية المصري يبقى له قيمة وبالتالي قيمتي أنا هتبقى في السما .. يعني كنت مشغولة أوي بمستقبلي ولما لقيت الموضوع طوّل ومش باين لها آخر , قلت أرجع تاني أحكي لغاية ربنا ما يصلح الأحوال وألاقيني في يوم من الأيام بأكفي وجبة محترمة لأسرة ...المهم أنا ما شفتكمش من يوم ما كنت في جيب الأستاذ محمود بأتنقل معاه بين المعامل والشركات ... أحب الأول أعرفكم مين محمود دا علشان أنا عاشرته كام يوم عرفته فيهم .. محمود حاصل على ليسانس آداب قسم الفلسفة وبيحضر دراسات عليا .. هتقولولي إيه علاقة الفلسفة بالمعامل أقولكم عادي جدا زي خريجة العلوم قسم كيمياء اللي بتشتغل بيبي سيتر .. وزي خريج العلوم قسم الحيوان اللي بيبيع تذاكر في جنينة الحيوانات (آل يعني قريب من تخصصه) ..ما علينا هوه كمان لقي نفسه شاب وعايز يعمل مستقبل والمستقبل الظاهر منه أسود في أسود .. فقال في نفسه أعمل أي حاجة , ما ينفعش أبقى زي الشحط وآخذ مصروفي من أهلي وكأنهم لا تعبوا ولا كبّروا ولا علموا .. حتى لو جاب مصاريفة الشخصية وكفى خيره شره .. المهم إنه كان يقضي وقت فراغه أمام الفيس بوك ليبث ما في نفسه من هم وغم لما آل إليه حال الوطن كان محمود بالرغم من ظروفه الصعبة ووصوله إلى المرحلة التي يفكر فيها كل شاب في نفسه لكنه كان مشغولا ببلده .. وفجأة وجد الغضب الشعبي يتزايد خاصة بعد مقتل أحد شباب التيار الإسلامي وهو سيد بلال خلال التحقيقات معه في أحداث كنيسة القديسين .. ووجد دعوة للخروج في مظاهرات سلمية في يوم الشرطة الثلاثاء 25 يناير للمطالبة بمحاسبة الضباط المسؤلين عن هذه الفجيعة .. فقرر أن يكون من المشاركين للتعبير عن رأيه .خرج محمود إلى عمله صباح يوم الثلاثاء وهو ينوي أن يستأذن لمدة ساعة للمشاركة في أقرب مظاهرة .. خرج من وسط البلد ليجد الشباب يتجمع منادين بهتافات سلمية سلمية .. خبز .. حرية .. كرامة وبعضهم ينادي حرية .. كرامة .. عدالة إجتماعية , وتصور أن الأمر سيكون بضع عشرات أو حتى مئات لكنه فوجئ بألاف المواطينين يتدفقون تواجههم عربات الأمن المركزي (ظنوا أنها ستمنعهم من المرور) لكنها أفسحت لهم حتى أحاطتهم ثم بدأوا بضربهم وأمسك أحدهم بمحمود من ياقة قميصه وضربه بعصاه حتى سقط على الأرض فأكمل بضربات متتابعة بقبضتيه وقدميه (ما أخبش عليكم حسيت برعب وخفت أوي على محمود واللي زيه يا ترى إيه اللي مستنيهم بكره )أشوفكم على خير
 
--------------
 
 
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334120
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190244
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181661
4الكاتبمدونة زينب حمدي169818
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131010
6الكاتبمدونة مني امين116811
7الكاتبمدونة سمير حماد 107916
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98012
9الكاتبمدونة مني العقدة95106
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91914

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1588 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع