كانت تجلس بين افراد عائلتها يتجاذبوا اطراف الحديث في ليلة شاتية حول الموقد حيث تحلو حكايات السمر .. وتطرق بينهم الحديث والتسلمر ليتحول إل جلسة ضاحكة ومسرحية هذلية كانت ي البطلة بلا منازع .. كل من كانوا يجاسومها يشهدون لها بخفة الظل وبأنها أعطت لليلة مذاق جميل أزالت من كل اكتافهم الهموم تعالت ضحكاتهم ردا على نكاتها وكانت هي اعلاهم ضحكا كانت ضحكاتها تجلجل المكان كطلقات الرصاص .. نعم كطلقات الرصاص وكأنها تزفر من قلبها مع كل ضحكة آه ألم كبيرة تترنح بين حنايا قلبها .. وبعد ان إنصرف الجميع شاكرين لها تلك الليلة الجميلة التي أسعدتهم وأثلجت صدورهم تحسست قلبها لتبحث عن تلك السعادة لم تجد إلا ألم رهيب وقلب يترنح ألما .. جلست على أقرب مقعد صادفها بجوار الموقد الذي مازالت النيران تتصارع داخله ولم تدري لما وجدت نفسها تدقق النظر في الموقد ونيرانه وكأنها ترى مرآة لقلبها .. في حركة لا ارادية عادت لتتحسس قلبها وشعرت بثمة كم من المشاعر يجتاح نفسها كجيش جرار قائده الوحيد الألم ووجدت نفسها تترنح وتهذي .. تهذي بهذيان قلب ذبيح .. قالت وكأنها تحدث قلبها " ماذا دهاك أيها القلب ألا تكف عن الأنين , ما تلك اليد الباردة التي تعتصرك بلا هوادة أو رحمة ما هي تلك اليد ما .. آه انا اعرفها إنها الوحدة .. تشعر انك وحيد .. وحيد جدا .. ولكن ما الجديد انت دائما وحيد" ثم اعتدلت كأنها تحادث شخصا آخر "نعم كنت وحيدة دائما حتى اعتدتها واعتادت علي ولكن ذقنا طعم اللفة , طعم الآمان , طعم أن يكون هناك من يهتم بك ويسأل عليك والآن وبعد استسلمت وشعرت بالأمان جذبتك يد قاسية وألقتك بكل قسوة للوحدة مرة أخرى .. أجرمت في حقك أي جرم .. لم تتركك تتنعم بالآمان وقذفتك في مفترق الطريق فلم تستطع العودة مرة أخرى"
وجدت قلبها وكأنه يقطر دما حتى إنها تشعر بطعم الدم في فمها .. " لا ليس طعم الدم بل طعم الغدر .. غدر مغلف بالطلم البين .. طلم من أقرب الناس غلى قلبك .. ظلم ممن كنت تشكو إليه ظلم الناس والأيام .. فلمن اشكوه الآن .. كنت كلما شكوت من فشل في شيء ما أو خذلان ما كانت كلمتك الدائمة الدنيا لا تعطي كل شيء ويكفيكي أنني معك .. والآن قد بدات الدنيا تعطيني ما كنت افشل فيه ولكن الدنيا وقبل حتى ان تعطيني أخذت مني ويا لهول ما أخذت .. اخذت من كان يجعل لكل شيء في حياتي معنى .. أخذت من بدونه ليس لما ستعطينيه أية معنى .. ايتها الدنيا البخيلة الحقيرة خذي ماتنوي إعطائي إياه وأعيدي لي ما سلبته مني فهو أغلى وأثمن من كل شيء في الحياة بل هو الحياة نفسها .. بدونه أشعر أنني أشلاء مهشمة .. كلمات مبعثرة .. أحاسيس اشبه بالهذيان .. أعيدي إلي ما سلبته مني حتى ألملم نفسي على نفسي مرة أخرى وإن كان مازال في عمري يوما أفضل ان أعيشه شحص مكتمل ولا أن أعيش بقية عمري التعيس بقلب يهذي"
نظرت إلى الموقد فوجدت نيرانه قد خمدت تقريبا بعد ان هدأت نيرانه ووجدت نفسها تصرخ بكل قوة
"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ليتني كنت مثل هذا الموقد