عندما يكون الدواء مصرحا استخدامه لعلاج مرض ما فذلك لا يعني أمانه في علاج مرض آخر حتى و إن كان المفعول الدوائي لهذا الدواء قادراً على علاج هذا المرض."رجاء الانتباه عند اعطاء ادوية البرد لاطفالنا قد تحتوي على مواد تؤذيهم و القاعدة الذهبية الواجب تطبيقها Risk/Benefit!"

تحذير أصدرته أكاديمية طب الأطفال الأميركية (AAP American Academy of Pediatrics) يوضح عدم أمان استخدام الأدوية التي تحتوي على مضادات الهيستامين من الجيل الأول والموجودة في العديد من أدوية البرد والكحة ( كونجيستال ، كولد أند فلو ، …) وفي الفئة العمرية دون سن الأربع سنوات و تُوصي باستخدام هذه المضادات للهيستامين في هذه الفئة العمرية بحذر عند الاضطرار لاستخدامها لعلاج الحساسية، اي ان هذه المضادات للهيستامين يُنصح بعدم استخدامها في علاج البرد و الكحة و التهاب الأذن الوسطى الحاد بينما يصرح بإستخدامها فقط في علاج الحساسية الجلدية المزمنة مثل في هذه الفئة العمرية.. 

ليست فقط الAAP هي الجهة التي أصدرت هذه التحذيرات بل منظمات طبية اخرى مثل منظمة نيوزيلاندا للدواء (Medsafe) التي أوصت بعدم استخدام مضادات الهيستامين من الجيل الاول والمسببة للنعاس (sedating antihistamines) في الأطفال تحت 6 سنوات.

و السبب وراء هذه التوصيات هو تطبيق القاعدة الذهبية “Risk benefit ratio” اي ان الدواء يستخدم فقط عندما تكون الفائدة التي سيتم الحصول عليها من الدواء أكبر من ضرر الدواء في احداث أعراض جانبية ، وغير مسموح اطلاقاً استخدام الدواء في الحالات المرضية التي يكون فيها فائدة الدواء في علاج المرض اقل من ضرر هذا الدواء و خاصة في حال وجود بدائل أكثر فائدة بالإضافة لعدم تحقيق مضادات الهيستامين فائدة قوية في الحالات المرضية السابق ذكرها.

وبتطبيق هذه القاعدة الذهبية نجد أن الفائدة المرجوة من مضادات الهيستامين في حال علاج حساسية الجلد ( الارتيكاريا ) أكبر من ضررها بينما لا ينطبق هذا في حال استخدام هذه الادوية في علاج الكحة والبرد وتكون الفائدة المرجوة منها اقل بكثير من ضررها ، كما توجد ادوية اكثر أماناً في علاج حالات البرد و الكحة ولا تحتوي على مضادات الهيستامين!!

- ما هي الأعراض المحتمل حدوثها من هذه الادوية في الأطفال دون سن الرابعة؟

- ١- ريادة خطر التشنّجات (النوبات) عند الأطفال الأكثر عرضى لذلك مثل مرضى الصرع ، التشنجات الحرارية او يتناولون ادوية اخرى تزيد من خطر التشنجات مثل بعض المضادات الحيوية وموسعات الشعب الهوائية المعروفة بالtheophylline ( والموجودة أيضاً في بعض ادوية الكحة). 

- ٢- الاستخدام المتكرر لهذه الادوية قد تؤثر على بعض المهارات العقلية والقدرة على التركيز.

- ٣- نظرا لان مضادات الهيستامين من الجيل الأول لها تأثير مشابه للأتروبين فينتج عنها أعراض جفاف الحلق ، إمساك ، زيادة ضربات القلب و غيرها. لذلك ينصح ايضا بعدم اعطاء مضادات الهيستامين من الجيل الاول مع ادوية أخرى تتشابه في مفعولها مع الأتروبين ( مثل مضادات تقلصات البطن / فسيرالجين ، بسكوبان ) وذلك لكون الأطفال صغار السن عرضى لحدوث أعراض جانبية شديدة من متشابهات الأتروبين ( مثل atropine fever وغيرها)