لا يمكن مساعدة من لا يرغب في المساعدة، ولا فائدة من تقديم الدعم إذا لم يكن الشخص مستعدًا لقبوله، وكذلك في عالم الدواء لا يمكن أن يساعد دواء شخصًا ما في الوقاية من مرض إذا لم يتخذ هذا الشخص خطوات موازية في مساعدة الدواء في أداء مفعوله.
مثالنا هو دواء الأسبرين:
- فلكي يقي هذا الدواء مرضى السكر من أمراض القلب يجب أن يساعد مريض السكر نفسه بخطوات موازية منها اختيار النوع الصحيح من الأسبرين بالجرعة الصحيحة في التوقيت الصحيح باتباع الإرشادات الطبية الصحيحة.
الأسبرين لكي يقي مرضى السكر من أمراض القلب يجب ان يساعد مريض السكر نفسه بخطوات موازية منها اختيار النوع الصحيح من الاسبرين بالجرعة الصحيحة في التوقيت الصحيح و باتباع الإرشادات الطبية الصحيحة !
الأسبرين عند استخدامه بجرعات قليلة ( low dose aspirin ) يعتبر من مضادات الصفائح الدموية ( anti platelets ) التي ينصح باستخدامه لبعض المرضى مثل مرضى السكر و ذلك لدوره في الوقاية من جلطات الدم سواء الثانوية ( لمن أصيب بجلطات الدم من قبل ) أو الأولية ( لمن لم يصب بجلطات دم و لكن لديه عوامل خطر مرتفعة high risk factors قد تؤدي إلى إصابته بالجلطات) .
و لكي يؤدي استخدام الأسبرين للنتائج المرجوة في الحماية من التجلط في مرضى السكر و حيث ان نشاط الصفائح الدموية يكون مرتفعا في هؤلاء ؛ فينصح مريض السكر الذي سيتناول الأسبرين (للحماية من الجلطات) باتباع بعض الإرشادات الطبية الخاصة بالاستخدام الفعال للأسبرين في مرضى السكر :
١- التحكم في مستوى السكر والدهون في الدم حيث أنه وجد أن مفعول الأسبرين كمضاد لحدوث تجلط في الدم يقل في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع سكر الدم او ارتفاع في دهون الدم ( hyperglycemia or hyperlipidemia) ووجد ان هذا الارتفاع في سكر او دهون الدم يسبب ما يعرف بالaspirin resistance أو المقاومة لمفعول الأسبرين . لذلك يجب أن يتناول مريض السكر الادوية الخافضة للسكر وكذلك الخافضة للدهون بالطريقة التي تمكن من ضبط مستوى سكر ودهون الدم لكي يتمكن الاسبرين من أداء دوره بكفاءة كمضاد لحدوث جلطات.
٢- تناول المريض للنوع السليم من الاسبرين يساعد على إعطاء المفعول السليم لان نوع الاسبرين المتناول قد يؤثر على امتصاص الأسبرين حيث وجد أن النوع المعروف بالأسبرين المغلف المعوي enteric coated aspirin امتصاصه أقل من النوع المعروف بالاسبرين العادي الplain aspirin و بالتالي يفضل استخدام النوع الأخير من الاسبرين خاصة في مرضى السكر الذين يعانون من عدم التحكم الجيد في مستوى سكر الدم.
٣- التوقيت السليم لتناول الأسبرين لوجود diurnal variation في نشاط الصفائح الدموية ( platelet reactivity ) حيث يزيد نشاطها (و
بالتالي تزيد فرص حدوث جلطات) في الوقت ما بين المساء إلى الصباح لذلك ينصح بتناول الاسبرين مساءا او تقسيم الجرعة اليومية نصفها في الصباح و نصفها في المساء.
٤- اذا كان مريض السكر يعاني من السمنة فعليه تقليل وزنه حيث انه وجد ان السمنة ايضا تقلل من مفعول الاسبرين ( نتيجة زيادة هرمون leptin في المرضى الذين يعانون من السمنة وهذا الهرمون يقلل مفعول الاسبرين عن طريق تنشيطه للصفائح الدموية. و قد يلزم الامر في بعض المرضى المصابين بالسمنة إلى زيادة الجرعة المستخدمة من الأسبرين ( استخدام جرعة ٣٢٥ مجم حتى يتم تعويض المقاومة لمفعوله).
٥- وجد ان تناول الأوميجا الomega 3 fatty acids يزيد من مفعول الاسبرين و يفضل استخدامه لتحسين مفعول الاسبرين في مرضى السكر( حيث يساعد الomega في تثبيط الانزيم المعروف بالcycloxygenase 1 الموجود في الصفائح الدموية و الذي يساعد على حدوث تجلط)
٦- أخيراً وليس آخرا تجنب التناول المتزامن للأدوية المعروفة بالNSAIDs مثل البروفين و الكتافاست مع الأسبرين حيث ان هذه الادوية تمنع الاسبرين من تأثيره المضاد للتجلط، و اذا كان المربض في حاجة لتناول هذه الادوية فيتناولها بعد مرور ساعتين على الاقل من تناول الأسبرين .
واخيراً على مريض السكر ان يساعد الاسبرين في أداء مهمته كي يتمكن الاسبرين من مساعدته في حمايته من التجلط.