الحياة دائرة كبيرة ... ليس لها باب تدخل منه .. او اخر تخرج منه ... ؟؟؟؟ كيف هذا ؟؟ فالمعلوم ان الحياة تبدا من بكاء الوليد .. و تنتهى بالبكاء على الفقيد ... فتبدا بالبكاء .. و تنتهى بالبكاء ... و الدائرة التى اقصدها .. هى حياتنا التى نعيشها .. من ماضى .. وحاضر .. ومستقبل .. ندور فى رحاها .. و تعصف بنا الايام و السنون...و لا نعرف مداها ... نجدنا نكد فى عملنا .. نتقن اشغالنا .. نتقيد بقوانيننا .. الارضية و السماوية ... فتحدث الطامة الكبرى .. الا و هى الاخطاء .. بجميع انواعها .. مهنية / فنية / تقنية / سلوكية / مسلكية / و غيرها كثير .... بعد هذه الاستفاضة فى بيان العرض البسيط .. اعرض واقعة حقيقية عاشرتها ابان عملى .. ضابط صغير .. ما زال فى ابواب الحياة .. يطرقها لاول مرة عمليا .. تربى فى اسرته على احترام النفس .. و بالتالى احترام الغير .. تعين فى نقطة شرطة بالصعيد الجوانى .. باسيوط .. مازال يحمل نجمتين على كتفيه ..برتبه ملازم اول .. استقر عملة بالنقطة .. و تالف مع اهلها .. نشات بينهم علاقة الفة و موده .. فى افراحهم يدعونه .... و فى اتراحهم .. يواسيهم .. يطلبون منه الامن و الامان .. فيجدونه يلبى النداء .... اناء الليل .. و اطراف النهار ... يفض منازعاتهم بدون تحرير الاوراق .. و جعل النيابة العامة تفحص و تفصل فى المنازعات .. وثقوا فيه .. ووثق فيهم .... و تمر الايام .. بل الشهور .. ثم يظهر الفساد ( فى البر و البحر ) قيادة عقيمة ( الباشا مأمور المركز ) .. منقول للصعيد ... للتاديب و التهذيب و الاصلاح ؟؟؟؟ و لكن هيهات .. لانه غير قابل .. لا للتاديب ولا للتهذيب و لا حتى للاصلاح نهائيا .. و دار الحوار التالى بينهما .....
المأمور : ايه ياباشا سنه و شهرين و خمسه و عشرين محضر هوه فيه ايه بالضبط ؟؟
الضابط : ما فيش اى شيىء النزاع اللى ماقدرتش احله مع العمد و المشايخ عملت بيه محضر
المأمور : تحل ؟؟ تحل ؟؟ انت مالك مايولع زيد على عبيد .. هوه انت مستلم البلد و اهلها عهدة
الضابط : لا سيادتك لما باقدر احل احل .. و البلد و الناس مرتاحة للموضوع ده وربنا يديم المعروف .. و ده روح القانون اللى اتعلمناه فى الكلية ..
المأمور : روح القانون .. ؟؟ طيب ابقى خلى روح القانون تنفعك فى تقاريرك السرية ياخويا و اعمل فيها مسطبة و اقعد عليها و حل المشاكل و نقفل المركز و النقطة ..
الضابط : ايو ه حاتنفعنى .. لان ربنا سبحانه و تعالى عادل و ما بيحبش الظلم مش كده و الا ايه
المأمور : خلى ربنا ينفعك .... و ترك النقطة تعلو شفتاه ضحكات سخرية و مهانة .....
شهر تقريبا .. و يصدر قرار من المديرية بنقل الضابط الى ديوان المركز .. يعنى فى عرف الداخلية تكدير ( من رئيس نقطة لضابط منوب بالمركز ) .... و تمر الايام .. و الجميع يفاجاوا بخبر مقتل الرئيس الراحل / انور السادات .. يوم الاربعاء الموافق 6/10/1981 و تلتهب الاحداث ..........
و تفاجا مدينة اسيوط باحداث جسام صباح الجمعة 8/10/1981 عقب صلاة الفجر .. بالاعتداء على تشكيلات الامن المركزى بالمدينه و عددها 6 تشكيلات .. فى وقت واحد تماما ............ و يدخل المعتدون و يضربون النيران بالمركز .. و تحدث الواقعة الاليمة ... يقوم الضابط بحماية المأمور ( السابق ) الذى ظلمه من النيران .. يستشهد الضابط متماسكا .. و حاضنا للمأمور الفاسد اياه ... الذى لم يصب حتى فى اظفر اصبعه باى خدش ..... حالة من الفوضى و الوجوم و ايضا الذهول من المفاجاة .... انبلج فجر يوم جديد و مازال ( الباشا المأمور ) ممسكا بالشهيد .. دماؤه على ملابسه لم تجف ... مصاب بهذيان و ذهول عقلى و نفسى .... كيف يحدث هذا ؟؟؟؟ ااقوم بظلمه و نقله بمعرفتى و يفدينى بحياته ..... اه اه اه اه .... علمت يا مأمور اليوم ان المثل ( الحسنة تخص و السيئه تعم ) غير صحيح ؟؟؟؟ ..... ما زال لليوم بالرغم من مرور حوالى 30 عاما او تزيد .. المأمور بعد انهاء خدمته .. مريضا بمرض ذهنى و عقلى و نفسى .. منتظرا لاراده خالقه عز و جل .... شفاه الله و عافاه و كفانا نحن المسلمين شر التشفى او الشماتة ..... اطلت لكننى .. تذكرت .. و الذكرى علها تنفع الاخرين .....لانها ناقوس يدق فى عالم النسيان ........................
و خير الختام ذكر النبى الحبيب محمد عليه افضل الصلاة و اذكى السلام *********