لا تيأسوا رفاقي هي ساقية
بقدر ما تدور تعطينا الشجن
لم البكاء وهي لا تزال
دنيا الجميع ضحكٌ ومحن
خذوها لعبة يحطمها الصغار
لا تعبدوها خضراء الدِمَن
رخيصة جميلة ساحرة الجفون
كل ما فيها يبث الفتن
....
لكن الاماني تهدينا الحياة
ولنقف فوق فوهة الالم
لا نجري ونلهث عمرنا
ونمسك بالقضاء تراب الرِمم
ويطوينا وجودٌ بناه القدر
ونكبر الهُوَينا حثيثا للعدم
كتابنا فيه ريشةٌ وممحاةٌ
حياةٌ وفناءٌ هكذا من القِدَم
.....
هي حبٌ وحنينٌ ومداعبةٌ
وزهرةً وبرعما نرويهما معا
خيرٌ من ندبنا حظ الحياةِ
والبكاء وتسيلُ منا ادمعا
هي صلاةٌ وركوعٌ وسجودٌ
تصلح فينا خائفا جائعا
وتحليقٌ في الافق العالية
كي نحفظَ عمرا تركناه ضائعا
...
فبراير ١٩٦٦