في الخامسة من عمري أويت كلبا صغيرا لا يكاد يبصر تائها عن أمه
....ومن الباب الخلفي لبيتنا وضعته في غرفة علف الحيوان
وأشار عليَّ اخي الاكبر أن ارضعه الحليب واضع له اللبن الرايب خلسة من وراء ظهر أمي أو حتي اختي الكبري التي لديها تفويض من أمي
....وكبر الكلب واصبح له صوت وفجأة علا نباحه واستغربت أمي وصار هرج ومرج في البيت
....من؟..وكيف؟...ومتي ؟
وصدر الامر من ابي بتربيته
...
كان الكلب يأكل مما نأكل في مواعيد الافطار والغداء والعشاء ...حيث يجلس مادَّا ذراعيه بعيدا بقدر مترين وله وجبة في وعاء خاص به
...
وطالت سيقانه وصار فردا من الاسرة يذهب الي الحقل ويحرس البيت ويعلو نباحه عند قدوم الغرباء دون ان يمسهم بسوء
...
وفي دراستي بالمرحلة الثانوية كنت اغيب عن البيت اياما وحتي في المرحلة الجامعية كنت اغيب لشهور وعند العودة في كليهما كان الكلب يستقبلني مادا ذراعيه حول رقبتي كانه يعانقني
....
وبعد عشرين عاما مرض هذا الكلب (بداء الكلِب) وهو السعار بسبب فيروس يصيب الجهاز العصبي مباشرة مما جعله خطرا علي الناس وقررنا التخلص منه واراد اخي ان يقتله بعصا غليظة علي حين غفلة منه...لكن الكلب احتضن ساقي اخي وقدميه فتراجع وسبقه الكلب الي داخل البيت وكنا جلوس ورقد بيننا ومدد ذراعيه وقدميه ومات فبكيناه وتصادف جلوس احد اقاربي بيننا فنظر الينا قائلا
ناس مهابيل صحيح
....
ودفناه في فناء نمتلكه امام بيتنا ...ولحسن الحظ لم يصل خبره الي اطفال قريتنا وقد شاركت اطفال قريتي في جر موتي الكلاب والقطط وحتي الحمير في موكب صاخب يستمر لساعات كي نلقيها في بحر شبين التي تجلس عليه قريتي كفر الحصة
.....
وفيروس السعار يصيب الجهاز العصبي المركزي للانسان ومن اعراضه اذا هبت علي المريض رياح مفاجئة او حتي نفخت في وجهه يصاب بالهلع واذا صببت الماء امامه تنخلع مفاصله من شدة التشنج ...ويصاب بالشلل ...ثم يموت
....
لذا يتحتم علينا التطعيم فورا من عضة الكلب او القطط حتي لو كانت سليمة
.....
...والقراَن الكريم ذكر الكلب في عدة مواضع في ثلاث سور
....ذكر الكلب بصحبة المؤمنين
.....وذكر الكلب في صفات المرتدين عن الايمان بالله
....وذكر الكلب لمساعدة الانسان في عمليات الصيد
....
ففي سورة الكهف كان الكلب مرافقا لفتية اَمنوا بالله لكنهم فروا بدينهم من حاكم البلاد الكافر وشاء الله ان يرقدوا في الكهف ٣٠٩ سنة مثل الاموات وكلبهم باسط ذراعيه عند باب الكهف
.(وتحسبهم ايقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا) ١٨ الكهف
...
وفي سورة الاعراف
نجد ان مولانا يأمر حبيبه محمد صلي الله عليه وسلم بأن يخبرنا بقصة رجل من بني اسرائيل اَمن بتعاليم المسيح عليه السلام حيث دعوته الي وحدانية الله والتعليمات السمحة التي وردت بالتوراة والانجيل ....لكن هذا الرجل تراجع عن الايمان ....والواقع ان هذا الرجل لم يكن من الحواريين اتباع عيسي ولا حتي من انصاره واشاع بأن المسيح اله او ابن الله ...واخترع تقديس الصليب
(واتل عليهم نبأ الذي اَتيناه اَياتنا فانسلخ منها) ١٧٥ الاعراف
ولانه لم يعد منه فائدة في كل حالاته ...مثل الكلب الذي يفتح فمه باستمرار ويلهث عند الحر فليس لديه غدد تفرز العرق لترطيب جسمه ويلهث عند التعب وعند التوتر وعند الجري وعند الوقوف ...يعني الكلب دائم في كونه يلهث ...وهذا الضال صار مثله
( فمثله مثل الكلب ان تحمل عله يلهث او تتركه يلهث) ١٧٦ الاعراف
....
وفي سورة المائدة
تذكرنا بهواية البعض بالصيد بالسهام اوببنادق الصيد للطيور والحيوانات للمأكل وتدريب الصيادين للحيونات الجوارح مثل الكلاب والفهود والصقور ذوات الانياب والمخالب وتعليمهم علي احضار الفريسة التي تم قنصها وفي نفس الوقت نذكر اسم الله حتي تكون حلالا بامر الله
....وعملية قبض الكلب علي الفريسة تسمي تكليب
(وما علّمتم من الجوارح مكلّبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه ) ١٤ المائدة
....
سبحان مولانا العلي العظيم