شربت الخمر ...قبل الثلاثين من عمري
نعم شربت الخمر !
وكنت ايامها طبيب تحت التمرين (طبيب امتياز)
...
ولم اسع اليها ولكنها سيقت اليّ
عمدا بفعل احد زملائي وبمشاركة جمعٌ منهم
....فعندما دخلت سكن الاطباء وجدتهم في انتظاري والبسمة تعلو وجوههم ....واعطاني احدهم قطعة حلوي ملفوفة بغلاف فضي براق وارد من لبنان ....واخبرني بانها من نصيبي لعودتهم من مناسبة سعيدة ...وصدّقته
....
والتهمتها فقد كنت جائعا ...واحسست بمذاق حمضي وامتلأ فمي ببخار يخرج من انفي وفمي وضحكوا ...وكان مزاحا شبابيا عاتبتهم عليه
....
كلمة خَمَرَ....تعني غطّي الشيئ وحجبه
فعند شرب الخمر تشعر كأن ادراكك للامور قد اختلف ولم تعد تعي ما يدور حولك ...لأن الخمر غطت وابطلت مراكز الادراك والوعي في المخ
فلم تعد تسيطر علي جسمك وانفعالاتك
...وكم رأينا سكاري يترنحون في الشوارع
...
وكلمة خَمَرَ ....تعني غطي مثلما يغطي الخمار رأس المرأة (وليس وجهها) ويأمرنا مولانا بأن تجلب النساء بعضا من خمار الرأس (يُدْنينَ) لتغطية الصدر والنهدين (من باب اولي)
....بدلا من تعمد بعضهن ابرازهن بلا غطاء !!
...
وقد خُلقت لارضاع الطفل
...
تأمل كم طفل رضع من بضاعة مكشوفة للذباب ومنهوشة بعيون الذئاب!!!
(وليضرِبْنَ بخُمُرهِن علي جيوبهن) ٣١ النور
الجيوب منطقة الصدر وما تحوي
...
اكتشف الانسان ان الخمر تحجب الألم فاستغلها في التخدير
( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثمٌ كبير ومنافع للناس واثمهما اكبرُ من نفعهما )٢١٩ البقرة
....
ودائما الممنوع مرغوب والبعض يتلذذ بشرب الخمر !
ولأن مولانا ادري بنفسية مخلوقاته من البشر وعدنا بخمرٍ لا تذهب العقول ورائعة الطعم بشرط ان نعبده الهٌ واحد فقط ونستجيب لتعليماته (وانهارٍ من خمرٍ لذة للشاربين)١٥ محمد
....
واليوم ٢٨ ابريل ٢٠٢٥ أبهرني أبو مكة محمد صلاح لما رأيته يسجد لله بعد تسجيله هدفا في شباك غريمه وفرحه مع فريقه ليفربول لتحقيق بطولة الدوري الانجليزى مبكرا يوم امس ٢٧
....
وقد حاول زميله ان يسقيه الخمر كما تعودوا في بلادهم وامتنع الرجل المسلم بل وقذفوه بمياه الخمر وفرح ورقص بين زملائه
...لكنه سجد لله شكرا علي توفيقه له ....فهل يشرب الخمر بعدما سجد لله؟!
كم انت رائع يا محمد صلاح ....فقد قلت ما لم يقله مليون داعية مسلم في دقائق معدودة في ارجاء الدنيا
....
رزقك الله بقدميك ....لسجودك برأسك ويديك وركبتيك !!
....
اللهم احفظه ببركة المعوذتين