من منا لا يتذكر لوحة الطفل الباكى للفنان الإيطالى " جيوفاني " ، وربما مجموعاتها أيضا ، فهذه اللوحات أشهر من نار على علم ، وذلك بسبب انتشارها الكبير في فترة من الزمن ، وبسبب عمق معناها الدرامي والإنساني ، وهى تمثل أطفال يبكون بأشكال مختلفة .. وقصة اللعنة التى تصاحب اللوحة حقيقية .. من موت الفنان والطفل وحريق المرسم ، كذلك إنتشار الحرائق فى أوربا والمرتبطة بظهور اللوحة ، في 4 سبتمبر 1985 نشرت صحيفة الـ”صن” البريطانية عن رجل إطفاء من “يوركشاير” يدّعي أن نسخاً غير محترقة من لوحة “الطفل الباكي” كانت توجد في عدد كبير من البيوت المحترقة ، وفي الشهور اللاحقة قامت صحيفة الـ”صن” وعدد آخر من صحف بنشر سلسلة من التحقيقات حول أناس كان يمتلكون اللوحة وتعرضوا لاحتراق منازلهم.
ومن هذه المقدمة أشير إلى أهمية إختيار الأعمال الفنية واللوحات فى المنزل ، طاقة المكان حقيقة تعكسها الحسابات الدقيقة لخبير الطاقة ، ولكن هناك رمز ومعنى للطاقة الإيجابية والسلبية ، هذه الرموز يجب أن نفطن إليها ، مثلآ كيف نضع القمامة على باب منازلنا هذه رمز سلبى وهو عنوان المنزل ، كيف يكون عنوان المنزل هو القمامة !!
ومن أمثلة أخرى الزهور والنباتات المجففة ، والحيوانات المحنطة ، والنباتات البلاستيكية ، والعفش المكسور ، ولعب الأطفال المكسورة ، كلها طاقات سلبية من حولنا ، كيف يمكن أن نحيا وسط الموت ؟!
كذلك من الرموز والطاقات السلبية الأعمال الفنية التى تمثل الحزن والإكتئاب مثل لوحة الطفل الباكى .. كيف تترك فى منزلك طفل يبكى ليل نهار ، هذا المعنى سىء للغاية ، وملىء بالطاقات السلبية ، كذلك كل الأعمال على هذا النحو تمثل طاقة سلبية تؤثر على الإنسان .
وعلى المستوى الشخصى كانت هذه اللوحة من أسباب موت بعض من أعرفهم بشكل شخصى ، طبعآ الموت هو قدر من عند الله ، ولكن الله يسبب الأسباب ، وأمرنا أن نأخذ بها فى حياتنا ، وقصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب خير دليل على ذلك ، عندما كان يقصد بلاد الشام ووجد أن بها وباء الطاعون ، فأمر بالرجوع فقال أبوعبيدة "فنهرب من قدر الله" فرد عمر قائلآ "نهرب من قدر الله إلى قدر الله " .
لذلك أمرنا الله أن نأخذ بالأسباب .. اللوحة ليست هى ما يميت ولكن هى ممكن أن تكون سبب فى الوفاة ، فالطاقة السلبية فى المكان تؤثر على الإنسان لدرجة الوفاة ، والطاقة الإيجابية تؤثر على الإنسان لدرجة الحياة والولادة ، وليس كل الولادة خير ، وليس كل وفاة شر .
هذا يدعونا إلى التأمل من حولنا ، عن الأسباب التى أمرنا الله أن نأخذ بها ، نحن لم نخلق سدى ، ولكن فى خلقنا حكمة ، " ومن أوتى الحكمة فقد أوتى خيرآ كثيرآ " ، "وتفكرو ياأولى الألباب " ، يجب علينا أن ننظر من حولنا ونفكر ، ونسأل أنفسنا لماذا ، وكيف ؟
البيت هو كل حياتنا ، ويعكس كل طاقاتة الخيرة والسيئة علينا ، لذلك فكل مكان فى البيت يجب أن يوضع بحساب . ونفكر فى كل ما حولنا ، ونضع كل شىء يشير إلى السعادة ، والوفرة ، والخير .
د/ مها العطار
دكتوراة فى الحضارات القديمة وخبيرة طاقة المكان
مقالى فى أخبار اليوم السبت 30-1-2016