كيان مجهول الكم ليكون بخفة ريشة
وثقل الرواسي الشامخات.
تصمت معه الكلمات لتنطق الأفكار صارخة..
تتشتت حروف القواميس في عبثية مرهقة..
تستميت لتهرب من أسر الجُمل شعرًا ونثرًا وثرثرةً..
تتطلع أن تغدو حرة منفردة بذاتها
لا يقرأها إلا من علم بسر الحروف والجنون..
أرشق الجدران بنظرات لا تحمل من المعاني إلا الخواء
بعد أن تخلت عن كل مدلول قد تحمله لمن لم ينال حظًا في فهم لغة العيون.
قررت أن أتبنى الجهل دثارًا أواري به سوءة التطلعات والأمنيات التي سقطت يائسةً
بعد أن استنزفها الطرق على أبوابٍ من صخر لا يلين.
تتثاقل أنفاسي..
تتمنى أن يكون لها إرادتها الخاصة فلا تبرح صدري
ولا تختلط بهواء أرض تتنفس الخذلان..
أدفعها عنوة لتخرج علها تحمل بعضًا من سأم قلب أرهقه الحنين.
أبحث عن عصًا كانت متكئي
كم هششت بها على روحي لترضي ببعض من فتات كل شيء!
فلطالما رضيت بالفتات..
فلا حب روى الروح
ولا بر بقى لتستظل به
ولا أمنيات أصبحت أملك الرغبة للنضال من أجلها..
ليمر العمر ولم تشبع روحي
ولم تجد إلا بعض من فضول العابرين
لا يسمن ولا يغني من جوع يندى لهوله الجبين.
لم تحصد ما أفنيت العمر أزرعه في أرض لا يحمل رحمها إلا النكران جنين..
لحظة من تمرد تتخطفني من بين براثن القنوط
أضرب على أوراقي بقبضة من كبرياء
ألملم شتات حروفي
أعيد نظمها فألبسها حُلة اللامبالاة
أزينها بألوان الربيع
وأغض طرفي عن الخريف المبتسم من خلفها متحديًا ضعفي الذي ظننت أنني أخفيه
أرسم على شفتي المرهقتين بسمة من غرور
أنادي نفسي أن أفيقي.. فلا وقت للسقوط.
حتى السقوط بات دربًا من الرفاهية المستحيلة!
أعيد ترتيب حروفي القانطة من جديد
أحفرها على جدران العناد..
أقف شامخةً..
وإذا سألني أحدهم عن زمزمي التي تفيض خلف ستار الخيلاء
لأقسمت له أنه نبع تفيض لأروي بها بذور الغد
عساه يصدق كذبي..
ولعلي أغسل بها أوهام قلبي المسكين..