قالت.. لم تعد تغريني كلماتكَ، وتنطق عيناها أن اشتقت حروفكَ تلمس أوتار قلبي؛ لتبدأ أوركسترا عشقكَ الخالد العزف من جديد، فتملأ كوني بألحان هواكَ..
قالت.. لم يعد يغريني همسكَ، فقد تملكَت روحي، سكَنتَ بربوعها، تتردد بها كذبدبات تهيم في كوني الممتلئ بكَ إلى مالا نهاية، فأظل أتسمعُها تعويذةً تُتَمتم بها شفتاكَ..
قالت لم يعد يُغريني عطركَ، فكل العطور امتزجت برائحتكَ التي تغويني، تطغى على العطور الباريسية، حتى لتطغى على عبق التاريخ لتجعله جزءًا من أريج تنثره أينما حَلت خطاكَ..
قالت.. لم تعد تغريني أغنيات العاشقين، لم تعد تستهويني كلماتهم التي تصحبهم في ليل الحنين، لم يعد يبكيني أنين الهجر في لحن المخذولين، فقد أمسيت أنتَ أغنيةً كلماتها قدري، أظل أرددها تؤنسني بليالي جفاك..
قالت.. لم تعد تغريني باقات الورد المحمولة على أكُف مستجدي الود، خذلتني أشواك تستتر في طيات نعومته، تدمي يدي الممتدة له بالسلام، فزرعت عمري أفدنة من الياسمين المختلطة رائحته بأنفاسكَ العاشقة، لتنثرها على روحي بيمناكَ..
قالت.. لم تعد تغريني بهرجة اللحظات، فكل ما عداكَ بالكون فقد بريقه، فقدت كرات الزينة بريقها تحت ندفات الثلوج، تخلت أضواء الميلاد عن لمعتها، وتخلت الأعياد عن زينتها، وانصهرت في بوتقه الشمس المشرقة على الكون حين لقاك..
أصدقك قولًا.. لم يعد يستهويني في الكون كله سواكَ..