حالة من الحزن والانتقاد سيطرت على الجمهور المصرى فور خسارة منتخب اليد مباراة دور الثمانية فى بطولة كأس العالم أمام منتخب السويد ، صاحب الأرض ووصيف بطل كأس العالم نسخة ٢٠٢١ وبالأمس تعثر المنتخب مجدداً أمام منتخب ألمانيا فى مباريات تحديد المركزين الخامس والسادس ..
ابتعد المنتخب الألمانى بالنتيجة بفارق ٧ أو ٨ أهداف ، لكن عوداً حميداً لمنتخبنا كان كله قوة وتميز ، عادت المباراة ، انتهت بالتعادل ، وحسمت بعد شوطين إضافيين بفارق هدف للمنتخب الألمانى .
وهنا بدأت سهام النقد تلاحق الجميع ، بداية من المدير الفنى الإسبانى باروندو إلى حراسة المرمى ، وغياب الحضور المميز لبعض المحترفين .
وأمام موجة الحزن والغضب من الجمهور بدا ضيق لاعبى كرة اليد ومدربيها ومن هم أكثر تخصصاً واعتبروا تلك الانتقادات من غير ممارسى الرياضة ، وأن دخول منتخب اليد ضمن الثمانية الكبار على مستوى العالم هو فى حد ذاته إنجاز ، بينما استاء البعض من الحديث المستمر عن حراسة المرمى وإسناد أى هزيمة إلى الحارس فى المقام الأول متناسين دور حراسة المرمى فى تجاوز السويد وألمانيا فى أولمبياد طوكيو والتى أحرز فيها منتخبنا المركز الرابع .
ولا شك أن النقد المستمر من غير المتخصصين غير مفيد ، لكن الاهتمام بمنتخب اليد ونتائجه والإشادة به أو توجيه اللوم يعكس حب المصريين لمنتخب اليد ، ذلك المنتخب الذى حمل آمالنا منذ نهاية تسعينيات القرن الماضى حينما نُظمت بطولة العالم فى القاهرة ١٩٩٩
إلى أن تمكن من تحقيق إنجاز بتحقيق المركز الرابع فى بطولة العالم لكرة اليد عام ٢٠٠١ وكان للمصريين من الذكريات ما يطويه الدهر ..
افتخر الجميع واعتز بإنجازهم وفى كل بطولة عالم تراودنا الأحلام هل يتمكن منتخبنا من الصمود والمضى قدماً نحو المراكز المتقدمة ؟
لقد فشلت الألعاب الجماعية عالمياً بلا استثناء ولم يبق لنا إلا كرة اليد ، فأصبحت الكلمات والتوجهات والجزم بفشلهم مستندة على ماضى مجيد ٢٠٠١ ، طوكيو٢٠٢٠ ، وآمال معقودة عليهم لتحقيق ما لم يحققه الآخرون .
وقد زاد من تلك الأحلام والطموح نحو مركز أفضل احتراف عدد من لاعبى منتخب مصر فى الدوريات الأوربية ، فالكابتن سند أفضل جناح أيمن فى الدورى الفرنسى والكابتن أحمد هشام محترف معه فى نفس الفريق نيم الفرنسى ، وزامل الكابتن على. زين الكابتن محمد ممدوح هاشم فى دينامو بوخارست ، إضافة إلى احتراف كابتن يحيى الدرع رفقة الكابتن يحيى خالد فى ڤيزبريم المجرى .. كما انضم كابتن سيف الدرع إلى ليموج الفرنسى وكابتن محمد على إلى سينفين الإسبانى .. وهكذا استند الكثيرون إلى أن فرص المنتخب ستكون أفضل وأقوى طالما أن لاعبى المنتخب يشاركون فى الدوريات الأوربية الأكثر قوة وشراسة ، وتناسى الكثيرون أن غياب كابتن يحيى خالد ثالث أفضل ظهير أيمن عالمياً للإصابة سيؤثر بشكل أو آخر على المنتخب .
وسبق أن أوضحنا أن توغل وتغول مواقع وصفحات التواصل الاجتماعى فى الرياضة أدى إلى مزيد من التعصب ، و إلى نشر وجهات نظر شخصية والحديث فى أمور فنية لغير الرياضيين وبالأخص ممارسى اللعبة ذاتها ، وزاد على ذلك أن يُحتفى بالفائزين والجهاز الفنى وقت الفوز ، وفى أول خسارة يتبدل الحال ، فيصبح المدير الفنى غير جدير بمنصبه واللاعبين الذين كانوا على قدر كبير من المسئولية والعزيمة ، إنهم الآن بلا إصرار و كلهم تراخى ..إلخ
ووجب الإنتباه إلى أن عدد من تلك الصفحات بدأت بذر التقسيم ، وتوجيه اللوم إلى لاعبين بأعينهم لانتمائهم إلى الفريق المنافس ، رغم أنه حال لعب المنتخب تتلاشى ألوان الفرق ويبقى فقط لون العلم ، لا تفرق أيادينا حين تصفق ، هل هذا لاعب فريقى المفضل المبجل أم فريق المنافس أم محترف ؟
لم تفرق أعيينا حين ذرفنا الدموع فى ٢٠٢١ بين اللاعبين ... وبالمثل حينما ادخلوا الفرح إلى قلوبنا .. بعد الفوز على السويد وألمانيا .
البعض وجه سهام كلماته إلى منتخب اليد عن ضيق أو خيبة أمل ، و البعض وجه نقده لأنهم رفعوا سقف طموح المصريين وأحلامهم والبعض وجه سهام نقده إلى منظومة كرة اليد المصرية .. لكن الجميع بلا شك انتقدوا حباً واهتماماً .. يتأرجح حال المصريين معهم حزناً وفرحاً ، لكنهم على الدوام داعمين مساندين ، لن يقف بنا أو بهم قطار الأحلام على هزيمة أمس ، ولن يقف على نتيجة الغد ..
فهم بلا شك لديهم أهداف يسعون لتحقيقها و علينا دعمهم إلى ما لانهاية ..
خالص اعتزازنا بمنتخبنا الوطنى لكرة اليد وتمنياتنا له بالتوفيق والتألق فيم هو قادم بإذن الله .