قررت اول امس اترك سيارتى وانتهزت فرصة أن لدئ مشوار ضرورى بمنطقة محطة الرمل فقررت اتخذ من الترام وسيلة لتوصيلى حيث لم اتخذ تلك الوسيلة منذ مايقرب من أربعين عاما .. حبيت اشوف الدنيا فيها ايه .. العالم البعيد عن دائرتى .. وكان من ضمن الترتيب لتلك المغامرة اولا قبل نزولى تحديد ملابس معينة تتلائم مع تواجدى فى مواصلات .. فرحتى بالسير حوالى نصف ساعة ذهابا ومثلها فى العودة وصولا لأقرب محطة ترام بجانب بيتى ... استمعت من متخذى تلك الوسيلة غضبهم ومناقشاتهم الجماعية عن ارتفاع الأسعار وارتفاع أسعار المواصلات فى هذا اليوم وتعليقاتهم الفكاهية عن قرارات الحكومة ووووووووووو .... وصلت لهدفى وبعد انهائه كنت فى طريق عودتى بنفس المواصلة .. وكان الوقت تقريبا بعد صلاة الظهر فالشوارع بدأت تمتلأ بالبشر كنت سعيدة بمرورى على بعض المحال العتيقة بشارع سعد زغلول وصفية زغلول وهما من أقدم واهم الشوارع بهذا الحى ... واذا بى اصادف كم من المضايقات والمعاكسات المعلنة والصريحة دون أى حدود للاحترام أو الذوق فانقلب كيانى وتبدل مزاجى واذا بى أجرى مسرعة للدخول بأحد المحال الشهيرة تريانون وانا فى حالة عصبية وإذا بمدير المحل يتلقانى بهدوءه وشياكته التى اعتادتها من موظفى هذا المحل وعلم ماحدث وماكان منه إلا الاعتذار بالنيابة عن هؤلاء الوحوش الآدمية ... تجربة مريرة رغم احساسى بسعادة قبل تنفيذها ..
انوش