لم أمتلك يوما رفاهية الأختيار، عقدة قديمة متغلغلة في نفسي، في الطفولة كانت امي تختار عني كل شيء، الملبس، الطعام، وحتى أصدقاء الفصل، لأني لم امتلك يوما صديقة مقربة، كبرت والاختيار حلم يراودني كظلي، حاولت التمرد واختيار صديقة في فترة الجامعة خارج حدود القرية، بعيدا عن يد أمي، لكني وجدت أني فقدت القدرة على التواصل الاجتماعي، وحتى الطاقة المطلوبة لهذا الهدف أصبحت صفرا.
حينما وجدتك، كنت على مقاس حزني، حربي، حرفي، و شغفي.
وحيدين يفهمان وحدهما بلاغة الصمت، ينصتان جيدا للترددات الأقل من المسموعة، عالمان متشابهان، يعرفان جيدا تفاهة الأشياء، وأن الأمر لا يستحق كل هذا العناء والجهد،
التشابه الكبير،
جعلنا لا نستطيع التخلي، جئتني بعد بضع خيبات وحب، وجدتك بعد معركتي الكبيرة بيني وبيني.
السر الكبير في النضج، كل ما مر علينا، وأثقل كاهلنا زرع داخلنا الصبر وبعد النظر، وفتح طريق الحكمة، كل ما ظنناه شر، انطوى على خير، الأن نحن معا نسير في طريق واحد جنبا إلى جنب، أيهون الطريق بخطواتنا معا؟، لا يهم الوصول، بقدر أهمية الصحبة.
قرأت عبارة تقول:
"اختر من تزرعهم في أرض قلبك بدقة، لأن اختيار البذور أسهل من اقتلاع الأشجار "
وأنت اختياري الوحيد، يا سيد المجاز والانجاز.