عزيزي:
صوت بكاء حروفك يخبرني بما ألت إليه بكنفك، جففت حبرها، منعتها التنفس، سلبتها الحياة، تحتضر ومن بين أنفاسها الأخيرة تشكوك لي، وتخبرني عن أخر ما خطت يدك، أثم أنت بحقها، ناكر لجميلها، ناقما على صنيعها، أما كانت تبعث فيك الحياة من فم الأمل!؟، أما كانت وما زالت مؤنستك ومتنفسك وكهفك الأمن!؟، كيف استطعت قتلها ومحوها من حياتك البائسة؟.
سيد الصباحات الصامتة.
لطالما ابتعدت عن أى شعور يؤول إليك، ظننت أني أستطيع بدونك، لكنى أثمة في حقي، تخيلت لقاء جمعنا في الطريق، رأيتك تمسك يدها وتشدد عليها، رأيتها أمنة مطمنة تسند رأسها على كتفك وتسير مغمضة العينين، حسدتها على تلك الطمأنينة، ناهيك عن وجودها بجوارك أمام العالم، نظرتك تشي بالاشتياق، وخطواتك المتثاقلة تخبرني بما لا ترتضي فعله في حقها.
الصباح صامت، الحروف ميتة، والروح تأن.
سيد المساحات الفارغة.
أشكو إليك نفسي، وأضعك حكم بيني وبينها، رغبتها في البوح لك، الجري إليك،
والحنين يقتلها، تدهس كرامتي لأجلك، هل ترتضيها لي، أنا التي روضت وحشيتك وأستأنست روحك، أضع كرامتي على عتبة قلبك الأن، هل يجوز عن كل العناقات المؤجلة، المسافات الشاسعة، المواقف الخاذلة، يد الحرب القاتلة، هل يجوز أن أقول لك لا تبحث عن العودة،
أم أقول لك كما اعتدت مني:
أشتقت لك، فارغة إلا منك.