أما قبل
وددت مشاركتك كل ما يعتمل بصدري، ومن قبلها وددت عناقك عناقا طويلا يعصر الحزن من كل خلاياي.
أشكو إليك نفسي، وأضعك حكم بيني وبيني، أرتضيت جنونها، تمردها، غوايتها، رغبتها المسعورة، و شطحاتها الكثيرة، أما هي لم تشبع يوما ما، لم يملأ جوفها أى شئ، لا لذة تزورها ولا قوة لي عليها، تحرمني اللذات طوال عقودي الثلاثة، تضع أقفال موصدة أمام كل باب يوصلني للذة، حتى الكلام أنت تعرف أن للكلام شهوة، نشعر بها مع من نحب، يوصد ذلك الباب أمامي دائما. كم من المؤسف أن يكون الإنسان عدو نفسه!، عدو يعرفك جيداً، كل صغيرة وكبيرة، يعرف كيف يضربك في مقتل؟، وما الذي يؤلمك أكثر،
أعرف أني خاسرة في هذه الحرب، لذلك أردت انتزاع رائها.
كلما زرعت بذور الصلح بيني وبينها تقتلعها وتبيدها تماما.
أردت أن أجيئك عامرة، أنزع عنك ثوب يواري حقيقتك أمام الناس، أردت أن أكون ثوبك الذي يتسربل منه عطرك.
تقول لي مرارا"هلا تركت شوقي ينبت أشجارا في أرضك"
اجيبك بحمرة تعتلي وجهي وشفاهي
عن كل العناقات المؤجلة، المسافات الشاسعة، المواقف الخاذلة، يد الأقارب المسمومة، الليل الطويل بدونك.
عنهم جميعا أحكي بعد حكمك، واستعد لأقول "أما بعد"
أشتقت لك، فارغة إلا منك.