هاتفتني صديقة تشكو ضياع وجهتها في الحياة وفقدان المعنى وحتى الهوية، قالت ما فائدة ما أفعل أصلا؟
وجدتني أحدثها عن الخبيزة، الغريب في الأمر ، أنها فهمت نظريتي وأقتنعت بأن الإنسان يشبه الخبيزة. والخبيزة لمن لا يعرف نبات ورقي يشبه السبانخ والملوخية نفس العائلة.
نقطف اوراق النبات، نغسله جيدا بالماء والخل لإزالة الشوائب وبيض الديدان، نضعه في طنجرة مليئة بالمرق وحبة من البصل، الثوم، الطماطم والفلفل، أعواد كسبرة خضراء، وبالنهاية نضيف الفريك، وعندما ينضج نستعمل المفراك اليدوي. كانت جدتي رحمها الله تمتلك طريقتها الخاصة في عمل الخبيزة، أمي تقول السر في النفس، ظننت أن جدتي تتنفس في الطنجرة، لذلك لا مثيل لطبختها.
شرحت لصديقتي، أن الإنسان يشبه الخبيزة تلك، إن لم يعتني بها الفلاح في التربة لن تكبر بذورها، وان لم نغسلها بالخل، لن ننقي أوراقها، وعندما نريد طبخها لابد من الاضافات وبعدها يأتي عمل المفراك الذي يمزجها بالمكونات ويهرس الباقي من أوراقها، واليد التى تطبخها لابد أن تحمل ذرات حبها إلى الطنجرة، هكذا شرحت لصديقتي، وفهمت هي الباقي
وحينما ودعتني قالت" كرهت الخبيزة وكرهت الطبيخ أنا غلطانة إني كلمتك أصلا، كرهتيني في نعمة ربنا"