قرية بير شمس.. تلك القرية الضاربة باسمها وحضورها في أعماق التاريخ، مما يدل على أصالتها وقدم جذورها، إذ تعد إحدى القرى الشهيرة بمركز الباجور محافظة المنوفية، ذكرها علي مبارك في كتابه
"الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة" منذ العهد الخديوي، وهو الكتاب الذي يعد مرجعًا هامًا في وصف وحصر وتسجيل القرى والمدن المصرية في القرن التاسع عشر، ويشمل معلومات عن الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والاجتماع للعديد من المناطق.
ونتاجا للبحث والتدقيق حول أصولها ومبديها وجدت أنها
قرية قديمة اسمها الأصلي برشنس، من اعمال المنوفية كما ذكر في قوانين ابن مماتي، ووردت كذلك في تحفة الإرشاد برشنش وفي التحفة برسنس، وفي كتاب وقف السلطان الغوري المحرر في 911 هـ برشنس وهو اسمها الأصلي.
وردت كذلك بذات الاسم في دليل سنة 1224 هـ، وفي خريطة الحملة الفرنسية برشمس، وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي.
تتميز قرية بير شمس بموقعها الجغرافي في دلتا النيل، وتتبع الوحدة المحلية لقرية بهناي، ويحدها جنوبا قرية الكتامية، وشمالا قرية كفر محمود، وشرقًا نهر النيل فرع دمياط، وغربًا قرية كفر الغنامية وقرية كفر الخضرة، والتي يفصلها عنها الرياح المنوفي
مما يجعلها منطقة زراعية خصبة. يعتمد اقتصاد القرية بشكل رئيس على الزراعة، حيث تُزرع محاصيل مختلفة مثل القمح والقلقاس وقصب السكر، القمح، بالإضافة إلى الثروة الحيوانية.
ومن حيث معالمها التاريخية، ذكر علي مبارك في كتابه "الخطط التوفيقية"، وأشار إلى وجود مسجديْن وعدة أضرحة ومعمل زجاج وأبراج حمام وحلقة لبيع السمك، بالإضافة إلى مرسى نيلي يرسو فيه تجار من الصعيد لبيع البلاليص وتجارة الفخار، ويجاور القرية وابور لحلج القطن الموجود إلى الأن.
أما تجار الصعيد فلم يعد يأتي أحد، لأن المهارة الفنية المتطورة لدي أبناء القرية جعلتهم يصنعون من الفخار اشياء كثيرة، حتى أنه هناك طريق في البلد بإسم الفاخرة نسبة لوجود مكان التصنيع.
وفي القرن السابع الهجري، مرت الجيوش الإسلامية من قرى الدلتا، وقد تكون استقرت بالقرية لكن "لا يوجد مصدر مؤكد لهذا الحدث"
تمتاز القرية بالتعاون بين أهلها والتكافل الإجتماعي، شأنها شأن الطبيعة الريفية المحافظة في كل قرى الريف المصري، كما اهتم أهلها بتعليم أبناءهم، فصار منهم المعلم، الطبيب، المهندس، حافظ القرآن، والعامل الماهر، والفلاح الحصيف، ومازالت تخط طريقها نحو النور والرقي والتميز الحضاري والإنساني.
أما عن دور المرأة وحضورها المجتمعي في بير شمس فنعرضه في الحلقة القادمة بإذن الله.
--
المصادر
كتاب الخطط التوفيقية علي باشا مبارك
كتاب قوانين الدواوين ابن مماتي