ارتجف قلبها مع دقة الهاتف معلنا عن قدوم رسالة منه على المسينجر، هرعت إليه تفتحها، تعلم أنها منه، ساعات الانتظار الطويلة التي قضتها منذ الصباح وحتى هذا الوقت المتأخر من الليل ومع وابل الرسائل الذي لا ينقطع من أصدقائها المقربين جعلها تكتم صوت الإشعارات القادم من محادثات الجميع إلا صوت إشعارات محادثته هو.
_وحشتيني.
طبعت حروف هذه الكلمة قبلة على قلبها المشتعل فأطفأته، ابتسمت رغما عنها، اسرعت تكتب الرد
(انت اكتر) ... ارتعد قلبها، سيعرف انها قلقت على غيابه، تراجعت ... حذفتها، كتبت ( اين كنت) .. ومالي أنا؟ انّبت نفسها، حذفتها، كتبت ( قلقت عليك)، يال غبائي ..نهرت نفسها بعنف ثم حذفتها، كتبت ( كدت أجن في غيابك) سيفضح شوقها ما حرصت على إخفائه عنه طيلة أعوام مضت جمعت صداقتهما، حذفتها ... كتبت ( أحبك ) ترقرقت دمعة من بين جفنيها المتلهفين، حذفتها ... كتبت ( لا تفعلها ثانية) ... حذفتها .. كتبت ... حذفت ... بعد يأس ... وضعت علامة إعجاب على رسالته ثم أغلقت الهاتف وأخلدت للنوم.