آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ نفاق السراب
  • ق.ق.جدا/ غيبوبة
  • تغريد الكروان: رحمة تتنزل
  • التعامل مع ورق الشفااف
  • بأن تثق ..
  • لولا التأني ..
  • شتراوس بالزنجبيل احمدك يا رب - ابنك مجنون يا حاج - الحب هو الغاز الذى نشعل به البوتجاز -)
  •  قراءة نقدية في رواية "البتراء"
  • دنيا ومتلونة
  • خاتم ...
  • فيروز هي بلدي
  • ميشيل سافيني .. رمز الدبلوماسية الراقية
  • النتيجة سيخسرون
  • قلوب قاسية على الأرض
  • كأنني لم أكن... فقط ظلٌّ يمشي فوق الأرض.
  • بين الوطن والمنفى.. عامٌ من الغياب والبصيرة
  • ناجحوا التيك توك القدوة
  • تغريد الكروان: مرآتي
  •  عائلة يعقوب (بني يعقوب) سيئة السمعة
  • تغريد الكروان: اللامبالاة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة أمل منشاوي
  5. بعد منتصف الليل - الجزء الرابع

ما الذي يحدث لي؟ ولماذا أنا؟! هل المشكلة في هذه الشقة الملعونة أم أن خللا عقليا قد أصابني؟! 

أفكر جديا في مغادرتها ولكنني أشعر أن شيئا يربطني بها... شيء خفي يتغلغل في رأسي فيحكم سيطرته على عقلي... من هؤلاء الذين أراهم فيها؟ هذا الرجل الغريب يحيرني، يخيفني لكنني لا أبغضه، أفكر فيه ليل نهار كأنما استولى على روحي وعقلي، يتلبسني كشيطان أو كثعبان يلتف حول فريسته ليلتهمها، وأنا مستسلم له، أتبعه كالمسحور ولا أجد رغبة في مقاومته، كنت أسير بغير هدى بعدما خرجت من المقهى، رحت أمشط الشوارع كمن يبحث عن شيء فقده، لم أشعر بالوقت ولم أنتبه للأماكن، نظرت حولي فإذا الليل قد جَنّ وكسى الشوارع بظلمته الكئيبة، حملتني قدماي إلى مكان بعيد، لا أعرف كيف وصلت إليه سيرا، لم أشعر بآلام السير ولكنني شعرت بغربة المكان، غربة ممزوجة بخوف ورهبة، وجدتني أقف على طريق سريع والظلام من حولي لا يقطعه إلا مصابيح السيارات التي تمر بين حين وآخر بسرعة كبيرة في كلا الاتجاهين. رأيت بعض الأبنية المتناثرة هنا وهناك، لمحت على امتداد بصري مبنى كبيرا و كئيبا، تنبعث منه بعض أضواء صادرة من كشافات كبيرة مثبتة على السور العلوي له، لم أتبين بالضبط عدد طوابقه، ثلاثة أو أربعة طوابق على الأكثر، سرت نحوه بثبات كأنما أعرف وجهتي، المبنى محاط بسور مرتفع، مررت من البوابة الحديدية الكبيرة التي ظننتها مغلقة حين اقتربت منها ولكنها انفتحت بيسر وسهولة عندما دفعتها، سرت بخطوات أقل ثباتا على الممر المرصوف... أعرف هذا الممر، وقع خطواتي عليه يشعل في ذاكرتي وميضا لصور مخيفة تبرق أمامي مع كل خطوة أخطوها وسرعان ما تختفي لتبرق أخرى، صورة رجل هزيل بين رجلين ضخمي الجثة يجرانه جرا، صورة آخر معصوب العينين، وآخر مغطى الرأس بكيس من قماش أسود ومقيدا بالسلاسل، يسوقه إثنان نحو مكان ما، يقبض كل واحد منهما على ذراع وهو بينهما كدمية مسلوبة الإرادة، أسمع صوت احتكاك حذائه بالأرض ممزوجا بنقرات حذائي آسريه، نقرات خشنة... غليظة ومتعجلة كوقع سنابك الخيل على أرض صخرية. 

سرت خلفهم أو معهم... لا أدري، ولكن ما كنت أدريه حقا هو أنني أرى وأسمع كل شيء. 

صعدت سبع درجات ثم سرت خمس خطوات قبل أن أصل إلى باب زجاجي انفتح بمجرد أن وقفت أمامه، الباب يفضي إلى ممر طويل و مبلط ببلاط أسمنتي كئيب، حجرات كثيرة عن اليمين واليسار تفتح أبوابها في الممر، لكن جميع الابواب كانت مغلقة ومعلق على كل واحد منها لافتة صغيرة، أعلم وجهتي جيدا... إنها الحجرة القابعة في نهاية الممر... في المواجهة، انفتح الباب فرأيت الرجلين الضخمين واقفين كتمثالين وبينهما الأسير المقنع، أمامهم مكتب فخم عريض يجلس خلفه رجل ببزة سوداء أنيقة... تحتها قميص أبيض ورابطة عنق سوداء، جلس على كرسي دوار مسندا ذراعية على مسنديه وشبك بين أصابعه وراح يتأرجح بهدوء يمينا ويسارا، كان ينظر نحو الرجل المقنّع بتشف واحتقار، أمعنت النظر في وجهه، كنت أعرفه... إنه... إنه... إنه الشاب الثلاثيني، ذلك الشاب الوسيم الذي تشاجر معه جاري الغامض، لكنه الآن لم يكن وسيما... كان مخيفا! لا يتكلم.... كلامه مجرد إشارات للرجلين وهما ينفذان، أشار لأحدهما أن ينزع الغطاء عن رأس الأسير فنزعه... شهق الاسير شهقة عميقة كأنما قد أوشك على الاختناق ثم نجا، كان معصوب العينين... أصابني الذهول عندما نظرت في وجه الأسير، كان هو... جاري الغريب... لكنه... لم يكن مشوه الوجه. 

                ................................... 

انتفضت و صورة جاري الجديدة عالقة في رأسي، كان شابا وسيما، يبدو عليه الوقار والجدية، بشرته عادية غير مشوهة. جلست على السرير أتلفّت حولي، وجدتني في حجرة نومي... رحت أفرك عيني وأضرب وجنتي وجبهتي لأتأكد أنني يقظ ولا أحلم، فحياتي أصبحت أحلاما سخيفة متصلة، لا أكاد أفيق من أحدها لأجد نفسي غارقا في الآخر. 

نهضت عن الفراش واتجهت إلى المطبخ، صنعت فنجانا من القهوة الدوبل لأفيق، تناولتها مع سيجارتين شعرت بعدها بالنشاط يدب في جسدي، قررت نسيان كل تلك السخافات التي مررت بها في الأيام الماضية وعزمت أن أنفض عن رأسي كل تلك الافكار التي بلا معنى وأمارس حياتي كما كانت من قبل... ولكن... كيف كانت حياتي من قبل، سؤال طرق رأسي بعنف ثم توالت بعده الأسئلة... لماذا لا أذهب إلى عملي؟ ... وما هو عملي أصلا؟! طاردتني الأفكار الغريبة من جديد... شعرت بدوار ولكنني تماسكت، لابد ألا أستسلم لخيالي المريض

 فكرت أن أزور طبيبا نفسيا؛ فلعل ظروف انفصالي عن زوجتي أثرت على قواي العقلية، فركت رأسي محاولا الخروج مما أصابني، دخلت الحمام لأستحم، الماء الدافئ في حوض الاستحمام أنعش جسدي، كنت مستلقيا على ظهري تاركا الماء يحملني فشعرت أنني خفيفا جدا و بلا وزن، الماء يدغدغ أطرافي، ورائحة الياسمين المنبعثة من صابون الاستحمام عبقت المكان حولي وملأت صدري، انتهيت من الاغتسال ونهضت لأتجفف، انزلقت قدمي فسقطت في الماء من جديد، لكنه كان سقوطا مروعا، غمرني الماء وكدت اختنق، رحت أصارع الموت كأنني في وسط المحيط وأصارع أمواجا عاتية، أحاول أن أخرج رأسي من الماء لكن شيئا يضغطها إلى الأسفل، كأنها يد قوية تضغط عليها، أصارع من جديد وأخرج رأسي من الماء فتلتقط عيناي صورا قاتمة... حجرة مطلية بالأسمنت، يتدلى في منتصف سقفها مصباح صغير ضوءه أصفر، أسفله مباشرة يقف رجل ضخم مفتول العضلات ممسكا برجل هزيل عاري الجسد و مكبل اليدين، يدفع رأسه في حوض كبير فيه ماء ساخن تتصاعد منه ألأبخرة، وكلما دفع رأسه في الماء أجدني أغرق من جديد في حوض الاستحمام، أضرب الماء بيدي وقدمي وأحاول التشبث بأي شيء لأنجو، لحظات أصارع فيها الموت أنتصر عليه بعدها وأخرج رأسي فأرى الرجل الضخم قد أخرج رأس الأسير والأخير يلتقط أنفاسه بصعوبة، يعاود الضخم الكرة فأنزلق من جديد في الحوض، الموت محيط بي من كل مكان... يصارعني وأصارعه لكنني في كل مرة أنتصر عليه، في المرة الأخيرة خارت قواي... كدت أستسلم له... طال مكوثي تحت الماء و هدأت حركة أطرافي التي كانت تتحرك بعصبية من قبل، لكنني تشبثت بآخر أمل لي، بحثت بقدمي الخائرتين عن سدادة الحوض ونزعتها، بدأ الماء ينحسر عن رأسي وجسدي وانحسرت معها عن عيني صورة الحجرة القاتمة، راحت تندحر شيئا فشيئا وتحل محلها صورة حمام شقتي، قبل أن تتلاشى الصورة تماما لمحت وجه الأسير الذي بدا منهكا مثلي من شدة الإعياء، نظر نحوي بامتنان وابتسم ابتسامة شاكرة ثم اختفى المشهد، لم يبق منه غير جسدي العاري مستلقيا على ظهره في حوض الاستحمام والماء ينحسر عنه شيئا فسيئا... ووجه الأسير الذي علق بعيني ولم يغادرهما... كان الأسير هو ذاته... جاري.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↑3الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
10↓-1الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑13الكاتبمدونة طه عبد الوهاب186
2↑11الكاتبمدونة نجلاء البحيري69
3↑9الكاتبمدونة داليا فاروق68
4↑8الكاتبمدونة حسين درمشاكي41
5↑8الكاتبمدونة حنان الهواري108
6↑7الكاتبمدونة غازي جابر24
7↑6الكاتبمدونة أسماء نور الدين65
8↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد58
9↑5الكاتبمدونة عبير محمد97
10↑5الكاتبمدونة عطا الله عبد160
11↑5الكاتبمدونة رهام معلا173
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1089
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني429
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب338880
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196093
3الكاتبمدونة ياسر سلمي184921
4الكاتبمدونة زينب حمدي170714
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133698
6الكاتبمدونة مني امين117530
7الكاتبمدونة سمير حماد 109747
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99648
9الكاتبمدونة مني العقدة96377
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95614

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

2731 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع