بيروت تنزف العيون بواكيا
والجرح غائر ليته متناهيا
ويسيل في أرجائها نهر الدما
وقد استباح الخوف منيّ حواسيا
القلب يرجف والعيون تراقب
ما قد ألمٍ بأهلنا بثوانيا
لحظات حالت كل أخضر زاهيا
حلو اليراع إلى حطام باليا
كل القصور تفتت وتدمرت
وترى الشواهق كالنثار تراميا
وصغير يجري قد أضاع يد الأب
والأم تصرخ، من يجير صغاريا
ودموع حسناء على حِبٍ قضى
كُتٍبَتْ لهم في الأرض ألّا تلاقيا
وعيون ترقب في الفضاء ملائكة
بسطت بأجنحة الفراق تناعيا
وعجوز دب الشيب في خصلاتها
ترقب بأعين باكيات حانية
تجثو على ما قد تبقى لولدها
من الرفات الواضحات الجالية
قد مذقته شظايا حقد قد نما
بين القلوب ولم يجد له ناهيا
بيروت دقت فيك أجراس الحَزَن
تنعي بهاءً كان يوما باديا
بيروت كم حلت عليك نوازل
وبقيت كالجبل الأشم العاليا
لا تخفضي للذل يوما جبهة
أو ترفعي فوق الرؤوس معادي