وماذا بعد؟ كيف الوصال ما بين جسد يخطو خطوات واسعة وكأنه يسابق الريح وقلب يحبو الهوينى كطفل رضيع؟ ما بين صدر يحوي جدران صلبة وقيود حديدية وروح ترنو إلى الحرية وتهوى الترحال؟ ما بين واقع يهوي بنا ويأخذنا للأسفل وخيال لا تحكمه قوانين الجاذبية فلا يحده مكان أو زمان!! ما بين عقل مغلول تقيده الأنظمة وأفكار حرة طليقة تسابق العصافير بلا أجنحة، وما بين هذا وذاك حطام شوهته الأيام ومزقته أحلام اليقظة، ركام غير قابل للإصلاح أو التجميل، ضمير غافي كلما استيقظ أماتته نظريات الإنهزام والإستسلام، إبتسامة باهتة تخفي وجع مكتوم خلف غيوم الصبر الشاحبة، دموع متحجرة تنزف آهات حائرة تنعي أمنيات موؤدة، وما زلت أقف خلف النافذة أراقب الفجر البعيد بينما يغزل خيوط الشمس الذهبية المستترة وراء السحب المحملة بالضباب متأملًا ولادة شعاع من نور في ولادة متعثرة متسائلًا في شك وريبة هل يمحو النور الوليد ذلك الظلام العتيد؟