لو كنت بشار يومًا طبيبًا، فقد خنت هذا القسم، قتلت الشيخ والطفل زرعت في القلوب الألم، رسمت على الشفاه صرخة، والدمع على العيون ارتسم، بمشرط حاد تذبحنا، كما لو كنا خراف أوغنم، فما ارتويت من الدماء ساعة، أم تراه يروقك هذا الدم، شربت من الدماء حتى الثمالة، بعد الثمالة هل يمكنك أن تنم؟ في قلاع الظلم أطفال صغار وحرائر أصابها من جندك خزي وسقم، هم قرابينك ودمهم مباح، لا نصير لهم فالضمائر عدم، لم تخشى دعوات من ظُلموا، مضيت في طريقك لا يعتريك ندم، ما بين قتل وتدمير حرق وتهجير، ضمائر عفنة وأبواق يحملها رمم، إن قلت أنك رسول مرسل، سيردد المضللون خلفك نعم، ألم يقسموا برأس أبيك يومًا؟ وطافوا حول صورتك كما الحرم! ألست من أخرس في شامنا المآذن؟ وأنت للمساجد من هدم، فإن كان هلك بالأمس صنم، هيهات فقد ولد له بيننا صنم، ولكن يا بشار لا تنسى، قد جفت الصحف ورُفع القلم، لكل طاغية ذات يوم نهاية، والنار هى المأوى لمن ظلم.