أن ترحل بجسدك بينما روحك باقية، حتمًا ليس بالأمر الهين.. فالياسمين يموت عندما يبتعد عن ترابه، عندما تتوارى الشمس عنه وتغيب.. ولكنني رحلت! نعم، رحلت بإرادتي الحرة! فهل تعلمون كيف ولمَ رحلت؟
لقد غادرت بجسدي فقط، أما روحي فقد ظلت حائرة، أو ربما تائهة، ومن المؤكد أنها ظلت عالقة، وكأنها تأبى الرحيل، فلا هي غادرت إلى حيث تنتمي، ولا ذهبت إلى حيث تمنت.
ما أسوأ أن تظل عالقًا بالمنتصف غير قادر على العودة إلى الخلف، عاجزًا عن التقدم إلى الأمام كلاجئ بلا وطن لا يمتلك تأشيرة مرور.
البعض يبحثون عن السلام من أجل الحياة، بينما أولئك العالقون بالمنتصف، فهم يبحثون عن الموت، عساهم يجدون السلام، فهل تساءلتم يومًا عن ماهية ذلك الشعور؟ إنه أمر لو تدرون عظيم، وربما إن صدقتكم القول، وأنصفتم.. فهو أمر حقًّا مميت!