كانت هذه كلمات الطبيب، التي ردَّدها على مسامع "مسك"، لتتجاوز صدمتها الأولى.
ما زالت مسك تشعر بالصدمة منذُ علمها بنتيجة التحاليل والأشِعَّة، ما زالت لم تتجاوز صدمتها الأولى حتى إنها لم تسمع أو تستوعب كلمات الطبيب، بينما كانت تنقل بصرها في حزنٍ وألم بينه وبين التقارير الطبية التي تحملها بين يديها، تسمَّرت قدماها بالأرض لا تقوى على الحراك.
ثلاث صور ظلَّت تتعاقب على ذاكرتها وتفكيرها دون انقطاع.
زوجها وولداها حيثُ عالمها الصغير والجميل، لم تكن تخشى المرض؛ فهو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، حتى الموت فهو قدر الجميع على الأرض، لكن أكثر ما كان يُخيفها هو الفراق، فراق مَن تحب وألمهم على فراقها، تلك الدموع التي ستذرفها أعين مَن لا تطيق لهم حزنًا أو وجعًا.