ألم تخبرني يومـًا يا أبتِ
أن الإنسان سيظل هو الإنسان
وأن الظلم كالليل وإن طال
يليه الفجر دومًا بلا استئذان
وأن العدل سيتحقق حتمًا
وأننا سواسية بتلك الأوطان
ألم تخبرني يومها يا أبتِ
أن الفكرة لا يأسرها سجان
أن النخيل يموت واقفًا
وأن الياسمين أبدًا لا يُهان
فلمَ يبدو الليل يا أبتِ طويلًا
والفجر يختبئ خلف القضبان
والظلم يا أبـتِ راسخًا
له سيف ودرع له صولجان
حتى الفراشات يا أبتِ
تحترق أجنحتها بلا نيران
والنخيل يموت بأوطاننا عاريًا
الياسمين أمسى حبيس القضبان
أتراكَ كذبت حينها يا أبتِ؟
أو كان ذاك يـقين حقًا وإيمان
لو كنت هنا يا أبتِ لأخبرتك
أن الإنسان لم يعد هو الإنسان