ببعض الأحيان يباغتنا الواقع بما يفوق الخيال ويتجاوزه...
القصة التي ستقرأونها لاحقًا حدثت بالفعل منذ وقت قريب.
ــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
ملهمة إبليس {2}
الجزء الأخير
ـــــــــــــــــــــ
لم يصدق خالد نفسه وهو يرى رسالة حسناء على هاتفه، حاول جاهدًا إنتقاء عبارته الأولى للرد عليها، مر الوقت ثقيلًا عليه قبل أن يكتب لها بعفوية بجد أنا مش مصدق نفسي هو دا حقيقي؟ يعني احنا بنتكلم مع بعض فعلًا؟ أكيد دا يوم حظي لو الرسالة دي ليا أنا.
أتاه الرد سريعًا عبارة عن إيموشن ضاحك أتبعته بضحكات مكتوبة {هههههههه} لتكتب بعدها بدلال مش يمكن أنا اللي محظوظه بيك وبعدين أنا إخترتك إنت بالذات علشان طبيعي ومش متصنع وباين عليك ابن بلد وعلى طبيعتك.
لتتوالى بعد ذلك بينهما المحادثات اليومية بشكل متكرر وبأوقات محددة حسب ظروفها الخاصة ومواعيد غياب زوجها عن المنزل أو أثناء نومه، أصبح خالد يدمن الحديث معها وحدها دون غيرها، أقسمت له أنها لا تفعل ذلك مع سواه وأنها فقط تحتاج لقلب حنون يتسع لمشاعرها وصديق وفي تبثه همومها.
لم يمر وقت طويل على تعارفهما حتى باح لها بحبه وتعلقه الشديد بها ورغبته الجامحة باللقاء ليطفئ حريق قلبه ومشاعره التي تأججت على يديها، ظلت تماطله وتنتقي الحجج والأعذار لتأخير اللقاء خلال ذلك كانت تغدق عليه الكثير من الصور الخاصة والتي كانت تنتقيها من بعض الجروبات الإباحية مع حجب الوجه بحجة خوفها من ضياع هاتفه وتسريب الصور، كذلك تعددت بينهما المحادثات الهاتفية على ماسينجر والتي حرصت من خلالها على إثارته بجميع الطرق لتضمن خضوعه الكامل لها.
حتى جاء اليوم الذي أصر فيه خالد على اللقاء بأي مكان تحدده هى فكان هذا الحديث الذي دار بينهما بينهما.
أنا مستعد أجيلك بأي مكان بس إنتي توافقي.
وأنا كمان هتجنن وأشوفك ونفسي دا يحصل النهاردة قبل بكرا.
طيب وإيه المانع؟
بصراحة وعلشان أكون واضحه معاك وعلشان ميكنش بينا أي أسرار أنا أنا.
إنتي إيه ؟ قلقتيني
أنا هعترفلك بكل حاجه.
يا ستي قولي أعصابي تعبت.
أنا أنا متزوجه.
بتقولي إيه؟ متزوجه!! طيب مقلتيش ليه من الأول؟
إستنى وبلاش تتسرع ف الحكم عليا وخليني أكمل كلامي كله وهتفهم كل حاجه.
هو لسه في كلام وأسرار تانية؟
صمتت قليلًا وتصنعت الحزن والألم وهى تبكي وتطلق العديد من الآهات مما جعله يقول لها في غضب واضح بنبرة صوته ياريت تهدي وتفهميني بتبكي ليه؟
تنهدت وكأنها تحاول جمع شتات نفسها لتقول بحسم وكأنها تطلق قنبله موقوته ستنفجر بوجهه أنا كنت مضطره للقبول بالزواج منه لأنه...... من ثم تعود للصمت من جديد، ليحثها على الحديث متعجلًا ومتلهفًا لسماع بقية حديثها.
مرة أخرى جمعت شتات نفسها لتقول في حزن وكأنها تستعيد ذكريات مؤلمة لأنه قام بإغتصابي وأسرتي أجبرته على الزواج مني ولم يكن بيدي أي شئ سوى القبول بهذا الزواج منعًا للفضيحة لي ولأهلي.
ساد بينهما صمت طويل لم يقطعه سوى قولها وأنا لا أطيقه خاصة بعد أن تعارفنا وأحببتك بكل مشاعري.
ليقول لها بضيق وما الحل؟ هل تبددت كل الأحلام دفعة واحدة؟
هنا أخبرته بخطتها المضمونة للخلاص منه لتصبح له وحده وملكًا له ولتتحقق كل الأحلام.
بشغف سألها ولكن كيف ذلك؟ أخبريني بما يدور في رأسك.
هنا تبارت في شرح خطتها حيث قامت بتحديد موعد التنفيذ أولًا وذلك بحضوره من الجيزة إلى الإسكندرية والجلوس بمقهى مقابل لمنزلها وبعد منتصف الليل سترسل له قريبتها بمفتاح شقتها وسكينًا لتنفيذ الجريمة وقتل زوجها وذلك بعد أن يقوم بتقييدها بالحبال ليبدو الأمر وكأنه حادث سرقة أو إنتقام من الزوج.
لم يتردد خالد للحظة واحدة في قبول الأمر أو مراجعتها أو حتى إبداء الخوف فهو يجب أن يكبر بعينيها وينقذها من ذلك الذئب من ثم تصبح هى جائزته الكبرى نظير شجاعته وبطولته.
كل ما خططت له حسناء تم تنفيذه بالحرف ليسافر خالد ويجلس بالمقهى المقابل لمنزل الزوجية وما أن هدأت حركة الشارع حتى نزلت له حسناء لتعرفه بنفسها على أنها قريبة حبيبته من ثم تعطيه السكين والمفتاح وتخبره بموعد التنفيذ قبل صلاة الفجر مباشرة،
بالفعل وما أن أوشك الفجر على الأذان حتى غادر خالد المقهى متشحًا بالظلام ليتسلل إلى المنزل ويتوجه مباشرة للشقة، قام بفتح الباب بحذر ليجد حسناء تنتظره بردهة شقتها تحت الضوء الخافت لإخفاء ملامحها عنه، أشارت له أن يقيدها بالحبال وما أن فعل ذلك حتى أشارت له حيث يغط زوجها في نوم عميق ليقوم بطعن الزوج عدة طعنات مباشرة كانت كفيله بقتله وموته على فراشه،
غادر خالد الشقة في الحال عائدًا إلى بيته بالجيزة.
أمام النيابة تمت المواجهة الأولى بينهما وكم كانت صدمة خالد كبيرة وربما أكبر من ندمه على جريمته النكراء، لم تكن صدمته المريرة سوى في حبيبته الحسناء والتي إكتشف بعد رؤيتها بالمرة الأولى أمام النيابة أنها مختلفة كل الإختلاف عن تلك الصور التي كانت تضعها على صفحتها أو ترسلها له على الخاص.
تحدث وكيل النيابة في هدوء وهو يقول موجهًا حديثه لحسناء هل ظننت أن جريمتك كاملة؟ وأنك ستفلتين من العقاب؟ أردف قائلًا الحمد لله أن العدالة قد تجلت بالدنيا وبالأخرة جهنم وبئس المصير.
إستطرد يقول بالبداية حاولت جاهدة الإنكار وتوجيه الأنظار بعيدًا عنك ولكن بفحص هاتفك وجدنا صور شريكك بالجريمة وهى نفس الصور التي فرغناها من كاميرات المراقبة أمام المنزل والتي بينت خروج القاتل مرتبكًا بنفس توقيت حدوث الجريمة وهنا إتضح لنا كل شئ.
وجه وكيل النيابة نظره نحو خالد لبطالعه بإحتقار وهو يقول وأنت أين عقلك؟ هل أنت ساذج لهذه الدرجة لتنفذ جريمة قتل دون حتى أن ترى من حرضتك عليها؟
نظر نحوهما بإزدراء وهو يقول لقد خسرتم دنياكم وأخراكم لقد خسرتما كل شئ..
بعد عدة جلسات ومحاكمة ناجزة لجريمة ظن أعوان الشيطان أنها مكتملة الأركان خططت لها الزوجة بمكر ودهاء ربما فاق خبث ودهاء إبليس نفسه ونفذها شاب حركته غرائزه ليأتي الحكم العادل بإحالة أوراقهما لفضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي بإعدامهما...
تمت