ببعض الأحيان يباغتنا الواقع بما يفوق الخيال جموحًا حتى أنه وبلا مبالغة قد يتجاوزه...
القصة التي ستقرأونها لاحقًا حدثت بالفعل منذ وقت قريب.
ــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
ملهمة إبليس
ـــــــــــــــــــــ
المكان عروس البحر الأبيض المتوسط { الإسكندرية} حيث جلست حسناء بجوار النافذة تقلب محتويات هاتفها المحمول في ملل وتجهم، يسيطر عليها الحنق والغضب فهى لا تستسيغ حياتها الزوجية، تشعر بأنها تستحق من هو أفضل من زوجها والذي كانت حسب وجهة نظرها مضطرة للقبول به هربًا من جحيم أسرتها، كانت ترى أنها كالمستجير من الرمضاء بالنار.
لم يكن يسيطر عليها شئ سوى هدف واحد وهو كيفية الخلاص أو النجاة من هذا الواقع الأليم.
فجأة لمعت عينيها في خبث لتبتسم إبتسامة واسعة وهى تحدث نفسها قائلة بحماس وجدتها وجدتها.
بمكان أخر وفي محافظة أخرى
{ الجيزة } جلس خالد يشكو حاله وواقعه لصديقه وائل وهو يلعن الظروف الراهنة حيث لا يجد عملًا دائمًا أو دخل ثابت يعينه على الحياة، كان يتحدث بغضب قبل أن يتوقف فجأة وهو يتأمل صورة رائعة لفتاة فائقة الحسن والجمال والأناقة حيث كان يلهو بهاتفه وهو يتجول بين صفحات الفيس بوك مما جعل وائل يردد عبارته أكثر من مرة مخاطبًا خالد بلهجة عامية ساخرة رحت فين يا عم؟ ليقول خالد في ذهول وهو يعرض الصورة على صديقه هو في كدا يا جدع ؟ وما أن رأى وائل الصورة حتى صفر بفمه وهو يقول إيه الحلاوة دي كلها هى صديقه عندك؟ تجاهل خالد السؤال وهو يكتب رسالته الأولى لصاحبة الصفحة مبديًا إعجابه الشديد بها ممنيًا النفس بقبوله صديقًا لها.
قامت حسناء بجمع الكثير من الصور من إحدى الصفحات على مواقع التواصل لفتاة غاية في الروعة والجمال لتبدو وكأنها مودلز من شدة أناقتها من ثم قامت بعمل بلوك لصاحبة الصفحة، أنهت حسناء الرتوش الأخيرة في إنشاء صفحتها الجديدة والتي وضعت فيها الكثير من الصور الملفتة للنظر مع نشر البوستات الرومانسية والعاطفية لتبدو لمتابعيها كفتاة حالمة تبحث عن فارس أحلامها، كما لم تنسى عمل حظر لزوجها من صفحتها الجديدة كذلك بلوك للأقارب من الطرفين ومن يعرفونها معرفة شخصية لتبدأ خطوتها التالية في تنفيذ مخططها الخبيث لإصتياد فريستها والتي يجب أن تتوفر بها جميع المواصفات والشروط المطلوبة لتحقيق هدفها المنشود.
خالد شاب من تلك النوعية التي تنقل حياتها الخاصة على مواقع التواصل فهو يكتب جميع تفاصيل حياته كروتين يومي فهو يكتب عن أحزانه وأحلامه ألامه وأماله كيف يعيش وكيف يتعامل حتى أصبح بالنسبة للجميع كتاب مفتوح يمكن التنبوء بأفعاله.
ما أن أنهت حسناء ترتيب صفحتها حتى قامت بفتح بريد الرسائل والذي كان يحمل المئات من رسائل التعارف وباقات الورود وبعض الكلمات المقتضبه من نوعية هاي وممكن نتعرف، كما لم يخلو الأمر من بعض الرسائل والعبارات الإباحية، تجاهلت الكثير من الرسائل في طريقها للبحث عن شاب بمواصفات خاصة رسمتها بمخيلتها أولًا ليخدم خطتها الشيطانية فهو يجب أن يكون شاب بسيط بمنتصف عقده الثاني كما يجب ألا يكون متزوجًا أو صاحب وظيفة مرموقة أو حتى صاحب مهنة ثابتة، كانت تبحث عن شخص يصلح ليكون كدمية بين يديها تحركها كيفما تشاء.
بعد ساعات من فحص ملفات أصحاب الرسائل وجدت أن معظم الشروط تتوفر بخالد، تبسمت وهى تطالع نفسها بالمرآة في دلال وغنج من ثم قامت بإرسال رسالتها الأولى لخالد وكانت رسالة مقتضبة مصحوبة بالكثير من القلوب الحمراء تقول فيها أنا قمر 27 سنة وأنت؟
يتبع