آخر الموثقات

  • الألباني ولينه ..والقذافي
  • قدرة التعود
  • يا حنضلة
  • بين الحبر والهوى
  • أهل الفاشر يهربون من الموت إلى الموت 
  • إحترام الوقت والإلتزام بالمواعيد
  • منطقة مقفولة
  • خذلان الإدارة وضعف إدارة الدولة 
  • الخمسون.. ليست نهاية الطريق 
  • اللواء حسن رشاد - كل رجال المملكة - ديك الحبش - قدرة قادر - مصر التي 
  • الأولى
  • الورقةُ اللّعينة 
  • سليم
  • باب الخلاص
  • قل لي بربك
  • حنين إلى الماضي
  • تغريد الكروان: تجمل بالسكوت
  • وقت حظك
  • لابد مما ليس منه بد
  • فإنَّ ما ودِّع عند اللَّه لا يضيع
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايمن موسى
  5. لص ولكن

ألقى نظرةً جانبيةً على غرفة طفله الصغير، كانت ملامح الطفل تُوحي بمرضه الشديد، إذ بدا الاصفرار ينتشر على بشرته البيضاء، بينما جسده الصغير يرتعش في صمت، كانت تجلس بجواره أمه ممسكةً بإحدى يديها يده الصغيرة، بينما بالأخرى تحرِّك الضُّمادة على جبهته ورقبته، كان في طريقه ليغادر إلى الخارج، وبينما هو بقرب الباب إذ لحقت به زوجته، أمسكت بيده ثم نظرت بعينيه التي اغرورقت بالدموع، استحلفته بكل غالٍ لديه، توسَّلته بدموعها، أشارت نحو الطفل قائلة:

- من أجله هو لا تفعل.

أردفت قائلة: حذَّرتك كثيرًا من مغبة المال الحرام، لكنك لم تستجِب لي، عِدني أنك لن تأتي له بالعلاج من مال حرام، يمكنك أن تبيع ما تبقى من أثاث البيت، يمكنك أن تستدين مرة أخرى، يمكنك أن تتسوَّل إن شئت، لكن عِدني أنك لن تسرق مرة أخرى.

نظر بعينيها مباشرةً في ضعف وانكسار، ثم غادر لا يلوي على شيء.

وقف على محطة الحافلة ومع أول حافلة قادمة ركب دون أن يدري من أين إلى أين سيذهب، جلس بمقعده مهمومًا، كان يفكر كيف يمكنه الحصول على المال لعلاج طفله دون أن يسرق، هو لا يعرف شيئًا ولا يجيد شيئًا أكثر من السرقة، هكذا كانت طفولته بسبب نشأته في أسرة مفكَّكة، لا يدري كم عدد السرقات التي نفَّذها، ربما المئات أو آلاف المرات دون أن يكشفه أحد أو يتعرَّض للسجن مرة واحدة.

بعد عدة محطات ازدحمت الحافلة بالركاب، صعدت امرأة عجوز ما إن رآها حتى ترك مقعده لتجلس بدلًا منه، بينما هو واقف صعد أحدهم ليقف أمامه مباشرةً، كانت حافظة نقوده تبرز من جيب بنطاله، بحركة لا إرادية تحركت يده وفي خفة ومهارة يُحسَد عليها كانت حافظة النقود بين يديه، همَّ بالنزول، تذكَّر دموع زوجته وانتفاضة جسد طفله، سالت دموعه، سقطت حافظة النقود من يده، لكز الرجل الواقف أمامه، وما إن التفت إليه حتى أشار نحو الأرض قائلًا له: انتبه، لقد وقعت حافظة نقودك.

شكره الرجل في حرارة، ومع أول توقف للحافلة نزل منه.

كانت الشمس حارقةً والعرق يتصبَّب من وجهه في غزارة، وبينما يسير مهمومًا لا يلوي على شيء سمع وقع أقدام من خلفه مع أصوات وهمهمات مرتفعة لم يميِّز منها إلا كلمة لص، كان صراخ المارة يتزايد:

- أمسكوا به.. إنه لص.

دون أن يلتفت خلفه وفي عفوية أطلق ساقيه للريح وانطلق يجري بأقصى سرعة، كان يلهث بشدة، نبضات قلبه تدق بعنف، كادت قدماه تتورَّمان من سخونة الأرض بعد أن فقد حذاءه، وبينما هو يجري ووقع الأقدام من خلفه تذكَّر أنه لم يسرق شيئًا، نعم، هو لم يسرق فلمَ يهرب؟ وكما بدأ كل شيء فجأة انتهى فجأة، عندما توقَّف انحنى يلتقط أنفاسه المتقطعة، التفت جموع الناس من حوله، كانوا يعنِّفونه ويبصقون على وجهه ويضربونه، كان يصرخ في خوف لم أفعل شيئًا، لم أسرق أحدًا، اتركوني، ابني مريض، فتِّشوني ولن تجدوا شيئًا، تبرَّع أحدهم بالكلام قائلًا:

- لقد رأيتك بأم عيني وأنت تسرق حافظة النقود.

تبعه آخر يقول: لقد رأيتك تُلقي بها إلى شريكك في السرقة.

جاء الأمن ليقتادوه إلى مركز الشرطة وعمل محضر بالسرقة.

داخل أروقة المحكمة نادى الحاجب على قضيته متهمًا إيَّاه بالسرقة مندِّدًا بسلوكه الشاذ، سأله القاضي في احتقار:

- هل لديك ما تقوله؟ 

كانت عيناه تتجوَّلان داخل القاعة يبحث عن زوجته في لهفة، كرَّر القاضي سؤاله:

- هل لديك ما تقوله؟ 

كاد ينكر ارتكابه لهذه الجريمة، ودَّ لو يقسم أنه بريء، بطرف عينه لمح زوجته تدخل القاعة تحمل طفله الصغير، الذي بدا بصحة جيدة، اقتربت منه وقالت له بصوت خفيض:

- لقد سخَّر الله له أولاد الحلال.

كانت تنظر إليه نظراتٍ لائمة كأنها تعاتبه في صمت، هزَّ رأسه يُمنةً ويُسرى وسط دموعه، وبصوتٍ لم يغادر حنجرته قال:

- لم أفعلها.

علا صوت القاضي موجِّهًا حديثه إليه قائلًا:

- هل تقرُّ بجريمتك؟ هل أنت مذنب؟

نظر للقاضي مليًّا ثم قال في صوتٍ ممزوج بالألم:

- سيدي القاضي، من أجل طفلي هذا (ليشير نحو الطفل) قائلًا:

- لم أفعلها، لكنني مذنب، نعم سيدي القاضي، أنا مذنب وأستحق العقاب.

- تمت

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة غازي جابر
4↓الكاتبمدونة خالد العامري
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↓الكاتبمدونة خالد دومه
7↑4الكاتبمدونة آمال صالح
8↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
9↑3الكاتبمدونة ايمن موسي
10↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑64الكاتبمدونة سارة القصبي42
2↑32الكاتبمدونة ايمان قادري150
3↑32الكاتبمدونة إيناس عراقي190
4↑16الكاتبمدونة عبير مصطفى44
5↑15الكاتبمدونة ولاء عبد المنعم196
6↑13الكاتبمدونة رهام معلا127
7↑12الكاتبمدونة نجلاء البحيري39
8↑7الكاتبمدونة عبد الوهاب بدر23
9↑7الكاتبمدونة مني قابل77
10↑5الكاتبمدونة آيات القاضي115
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1110
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب713
4الكاتبمدونة ياسر سلمي677
5الكاتبمدونة اشرف الكرم604
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري513
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني436
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 410

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب362606
2الكاتبمدونة نهلة حمودة215472
3الكاتبمدونة ياسر سلمي198792
4الكاتبمدونة زينب حمدي178293
5الكاتبمدونة اشرف الكرم143855
6الكاتبمدونة مني امين120145
7الكاتبمدونة سمير حماد 116676
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي107684
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين107152
10الكاتبمدونة آيه الغمري102347

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة مريم فرج الله 2025-10-24
2الكاتبمدونة هاميس جمال2025-10-22
3الكاتبمدونة ايمان صلاح2025-10-18
4الكاتبمدونة خالد الخطيب2025-10-15
5الكاتبمدونة سلوى محمود2025-10-13
6الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
7الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
8الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
9الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
10الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24

المتواجدون حالياً

1617 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع