في تلك البقعة المنسية في ضمائرنا، ومع ازدياد الظلم والقهر تزداد دموع المقهورين، دموع ليست كغيرها من الدموع فهى تأبى السقوط على الأرض ولكنها ترتقي للسماء في عز وإباء، زادت الشدة، تأزمت الأمور، توحدت هذه الدموع ومع مرور الوقت تلاقت دموع الشيوخ مع النساء والأطفال، تكاثرت وكلما ارتفعت وارتقت نحو السماء حجبت ضوء الشمس، قبل الغروب كانت أقرب ما تكون للشمس الحارقة فتبخرت، ومن البخار المتصاعد تشكلت غيمة كبيرة حجبت ضوء القمر، ومن وقتها عم الظلام كل الأماكن، الجميع يشاهدون بأم أعينهم انتشار الظلام بينما عميت أعينهم عن رؤية دموع المظلومين.