مازلت أقف خلف نافذة الروح متأملًا زخم الحياة وضجيجها.
أراقبها وهى تموج بالكثير من التناقضات والمنحنيات وكأنها لوحة سريالية ذات خطوط عشوائية أو هكذا تبدو للوهلة الأولى بينما هى ليست سوى نظام دقيق كميكنة ضخمة تحتوي على مئات التروس وكل منها يؤثر فيمن حوله.
كثيرة هى محطات الحياة والتي تمضي بنا بلا توقف ولو لثواني معدودة لإلتقاط الأنفاس فتأخذنا مرغمين من ألم إلى أمل ومن محنة إلى منحة يصادفنا الفرح ويزورنا الحزن نزهو بالنجاح ويكسرنا الفشل تصيبنا الخيبة ويقتلنا الحنين يحرقنا الإنتظار وتنهشنا الذكريات نلتقي بأرواح شبيهة وأخرى لا تشبهنا أبدًا.
يغادرنا بعضهم ونفارق البعض وكلما ظننا أنها النهاية أدركنا أنها ليست سوى البداية وأن الطريق ما زال طويلًا.
وما بين كيف ومتى ولماذا الكثير والكثير من علامات الإستفهام والأسئلة الحائرة والتي تظل غالبًا بلا إجابات.
وبينما نحن بداخل هذه الفوضى الخلاقة الشبيهة بتعاقب الفصول وما يصاحبها من تغيرات مناخية علينا فقط التوقف لوهلة والخروج من هذا الإطار لندرك أننا لسنا إلا تروس صغيرة بميكنة كبيرة وأن الإختبار مازال قائمًا.
وهكذا كانت وستكون.
وتستمر الحياة حتى إشعار أخر.