بدأ الظلام يتسلل إلى عقلها رويدًا رويدًا، وبدأت صورة فرح تغيب عن عينيها تدريجيًا وهى تحاول أن تقاوم ذلك الخدر الذي يجتاح كامل جسدها، ليبدأ من عقلها نزولًا لعينيها وصولًا لأطرافها التي لم تعد تتحكم بها،بدأ الظلام يتبدد قليلًا لترى أمامها شارعًا طويلًا يحيط به الظلام من كل جانب، وهى تسير وحيدة تتقدم بخطوات واثقة وكأنها تعرف إلى أين ستقودها خطواتها.
بنهاية ذلك الطريق ترآى لها سورًا طويلًا يحيط بڤيلا راقية تحيط به الأشجار بكثافة مع بعض الزهور المتناثرة هنا وهناك.
كان الطريق إلى الڤيلا خاليًا إلا منها، التفتت يمنة ويسرى لتتأكد أنه لا أحد يشاركها نفس الطريق ولكن بلا جدوى فلا أحد عدا تلك الڤيلا وذلك السور والليل الدامس هم فقط ما يحيطون بها ليشاركونها نفس المصير، دفعها الفضول لتتقدم أكثر نحو ذلك السور وتنظر من خلاله، كلما اقتربت أكثر إزدادت نبضات قلبها حدة وتصبب العرق على جببنها، ما إن اقتربت من السور حتى أصبحت على بعد خطوات منه وفي هذا الصمت المطبق والظلام الحالك وإذ فجأة ارتفع صوت نباح كلب ليشق سكون هذا الليل ويقطعه.
ارتجفت {حلم} وانتفض جسدها لتستدير مهرولة وهى تحاول الإفلات من ذلك الصوت والذي ظنت لوهلة أنه قريب منها للغاية، وكما بدأ صوت نباح الكلب فجأة صمت فجأة ليعم الهدوء والسكون المكان مرة أخرى، هنا وقفت حلم حائرة فهل تكمل طريقها لإستكشاف المكان؟ أم تعود أدراجها من حيث أتت؟
ومن بقعة مظلمة خلف الأشجار، ومن خلف السور لمحت ظلًا بلا ملامح، لتسمع صوتًا يأتي من نفس المكان يقول بصوت مرتجف :عودي لي لا تتركيني وحيدًا.. لا تتركيني... أنا هنا.
وبصرخة مدوية شقت ذلك السكون رددت {حلم} نفس الكلمة عدة مرات لا لا لا قبل أن تتهاوى وتفقد كامل وعيها وهى تراقب ذلك الظل يغادر عائدًا خلف الأشجار من حيث أتى.