أولًا أحب مشاركة إخوتي وأصدقائي من جميع ربوع سورية الحبيبة فرحتهم الكبيرة والتي تأخرت كثيرًا في الخلاص من أسوأ أسرة حاكمة مرت على البشرية "أسرة الأسد".
ثانيًا
ـــــــــــــ
أشارك إخوتي في سورية مخاوفهم وقلقهم المشروع والمبرر مما تحمله الأيام القادمة من تحديات وصعوبات يفرضها الواقع الجغرافي ومن سوء النوايا الخبيثة لمن يتحكمون في أوراق اللعب بالشرق الأوسط.
ثالثًا
ـــــــــــــــــــ
سألني أحدهم في خبث لمَ سقطت سورية الأن بالتحديد وليس سابقًا؟
لن أفلسف إجابتي ولكني سأجيب من وجهة نظري الشخصية كمتابع للشأن العربي والسوري وهى إجابة تحتمل الخطأ والصواب.
تحررت سورية ولم تسقط الأن وفي هذا الوقت بالذات لأن المعطيات والظروف الراهنة مهدت للتحرير بسبب إنشغال روسيا في مستنقع أوكرانيا والذي تم استدراجها إليه بتخطيط من الغرب ولأن روسيا لم تعد قادرة على الصراع في أكثر من جبهة في نفس الوقت، كما أن ما وصل إليه حزب الله من ضعف في الشهور الأخيرة وهو اليد الطولى لإيران في المنطقة العربية ساهم في سقوط نظام الأسد وانتصار المعارضة، ولولا مساندة روسيا وإيران للأسد طوال السنوات الفائتة لسقط هذا النظام الهش والفاقد للشرعية منذ زمن بعيد ولكن وكلما ترنح النظام أتته قبلة الحياة من إيران أو روسيا وقد حدث هذا مرارًا وتكرارًا منذ 2011 حتى وقتنا هذا مما يعني أن النظام كان ميتًا إكلينيكيًا موصول بأنابيب الأكسجين الروسي والإيراني.
رابعًا
ـــــــــــــــ
اللي ميتسموش "اس را ئيل" ودورها فيما حدث ويحدث، هل ما حدث هو تخطيط "ص هي ون ي" للإيقاع بسورية؟ لماذا استغل "نتن يا هو" ما يحدث وهاجم في هذا التوقيت بالذات؟
للإجابة عن هذه التساؤلات يجب التحلي بالهدوء وإعمال العقل لأن ما حدث ليس وليد اللحظة الراهنة إنما نتيجة ولادة متعثرة تعرضت للإجهاض عشرات بل ومئات المرات منذ حكم الأسد الأب حتى حكم الأسد الإبن، حتى أن معظم الدول العربية أصبحت لديها مخاوفها من تبعية النظام السوري الموالي لإيران أما الغرب فوجدها فرصة سانحة أولًا للكيد في روسيا من ثم النكاية لإيران كذلك للترويج لحقوق الإنسان والتي ينادي بها في أماكن دون أخرى وحسب الاهواء.
أما سبب مهاجمة النتن هضبة الجولان والإستيلاء على المنطقة العازلة وقصف أماكن الأسلحة والذخيرة خاصة الكيماوي منها فهو لا يخفى عن أحد مهتم أو حتى متابع من بعيد للشأن السوري الداخلي، كما أنه لا يدين أحرار سورية إنما هو شهادة لهم على خيانة وعمالة بشار للكيان، بشار بالنسبة للي "ميتسموش" كان مصدر أمن وأمان ولا يخشون منه غدرًا على الإطلاق فهو لا يملك سوى حنجرة قوية تجيد الجعجعة دون إحداث خسائر، كما أن بشار وجه كل قوته الغاشمة نحو شعبه الأعزل لذلك فهو لا يعد مصدر قلق أو إزعاج أما القادة الجدد فلا يجب أن يمتلكوا من القوة ما يهدد وجود الكيان الغاصب والغاشم لذا وجب عليهم تأمين أنفسهم وعدم المغامرة في إنتظار ما تحمله الأيام القادمة وهى حبلى بالكثير من الأحداث.
حدث ما حدث بدعم تركي وغض بصر غربي وأمريكي ومباركة سعودية وصمت الجامعة العربية مع تباين المواقف لبعض الدول العربية.
أخيرًا
أثناء تواجدي بالخارج مغتربًا زاملت وصادقت الكثيرون من سورية سواء من الشام "دمشق" وحلب ودرعا ودير الزور واللاذقية وغيرها من محافظات سورية، أكلت معهم عيش وملح سمعت منهم وعنهم، عرفت مرارة ما يعانونه من بطش وجبروت وستظل حماة شاهدة على ما حدث بالماضي على يد الأب المجرم وستبقى حلب وسائر ربوع سورية شاهدة على ما فعله الإبن السفاح، لذا لا يسعني رغم مخاوفي المشروعة والمبررة إلا مشاركة أحبتي وأصدقائي هذه الفرحة والدعاء لله من كل قلبي أن تظل سورية واحة أمن وأمان لجميع الطوائف وأن تظل موحدة دون انقسام أو انفصال تحت مظلة الإنسانية التي يمكن للجميع أن يستظل بها.
حفظ الله سورية وأهلها من كل شر وسوء.
ملاحظة:
ــــــــــــــــــــــ
في روايتي " شام لاجئة استوطنت قلبي" والتي نُشرت منذ أربعة أعوام وفيها حوار بين باسل ومازن وكلاهما سوري أحدهما مع والأخر ضد ونقلت من خلال الحوار بينهما صورة صغيرة لما يحدث الأن بالضبط وكأن الرواية كُتبت بعد الحدث وليس قبله.