تُعاتبنـا غزة وتنزف الألام
وهل بيننا يا غزة من يلام؟
وإن أتاكِ الموت فلا تُعاتبي
فإنا نبيع مع الموت الأوهام
هيا لملمي أشلاؤك الممزقة
فضمائـرنا ترثيكم ثـم تنـام
لا تصرخي بـالشرفِ فـينا
فما عاد بيننا للشرف مقام
أقبل الشتاء كالغيثِ ينهمر
فهل تقدر عليه تلك الخيام
ديار العز ديارنا قد تهدمت
حتى مآذننا أمست حطـام
تلك أعراضنا ملقاة بالعراء
حتى دمـاؤنا لم تعد حـرام
تمتموا الشفاه لتبكونا يومًا
أو بعض يـوم وربما لأيام
أطفالنا يموتون هنا جوعًا
والموت لأرواحهم سـلام
دماؤهم ستلعن عروبتكم
والخصام عند رب الأنام
يا غزة إنا موتى بلا موت
أوَ يُجدي مع الموتىَ كلام؟