تتشابه الحياة كثيرًا مع فصول العام الأربعة، فهى تشبه الصيف في حرارته المرتفعه ولهيبه المتقدم، تلفحنا حرارة الصيف بلا ملل تكوينا بل تحرقنا حتى نصبح وكأننا على صفيح ساخن، تزداد الصعوبة مع ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو لترتفع معها المعاناة تمامًا كما الحياة تزداد صعوبتها مع كل دخيل من عوامل الحياة المختلفة.
تشبه الخريف: في جفاءه وضبابيته، حيث الملل والرتابة هما ما يطغيان على اليوم الخريفي، وكما تتساقط أوراق الأشجار ورقة تلو الأخرى حتى يصبح الجذع عاريًا وجافًا بلا حياة هكذا تتساقط في الحياة أحلامنا وأمنياتنا واحدة تلو الأخرى، نعم كلاهما يتساقط
بنفس الروتين القاسي
حد الوجع.
تشبه الشتاء: في قسوته وجموده حتى تشعر وكأنك تريد ان تختبئ من كل شئ، تود لو كان في إمكانك الإختباء تحت جلدك لتلوذ بملاذ آمن، حيث يصبح الصمت والإنزواء والرحيل عن كل شئ هو كل ما تريده وتتمناه، ربما من داخلك تبحث عن وطن يحتويك دون أن يقهرك أو يؤذيك.
أحيانًا تشبه الربيع: أقول أحيانًا لأنها وذات يوم قد تنبت الأزهار وتنمو النباتات قد تزهر بعض الأحلام داخل براعم الأمل ربما نتنفس عبق النسيم فنشهد ولادة فجر جديد يحمل تباشير الحرية نسيمًا عطرًا فواحًا يملأ الكون بهجة وفرحة.
إلى هنا قد يظن الكثيرون أن الفصول أربعة وقد تنتهت، عفوًا فهى لم تنتهي بعد فهناك أحد الفصول والذي قد يبدو دخيلًا على تلك الفصول الأربعة وهو ما أسميه الفصل الخامس حيث تكون حياتك أو ربما حتى يومك الواحد بمثابة تلاقي كل الفصول في وقت واحد، سيمفونية من العبث اللا متناهي في دقة شديدة تشكل صورة سيريالية متداخلة الألوان متشابكة الخطوط تحمل بين طياتها من نجهله من معاني بعيدة المنال عن عقولنا وعمق إدراكنا، في هذا الفصل الدخيل تشعر بالصيف وبينما تنتظر الشمس تفاجئك الأمطار وكأنك داخل يوم شتوي، وقبل أن تدرك ما يحدث تضربك العواصف والرياح معلنة قدوم الخريف حيث يقطف كل زهور ورياحين الربيع ليلقيها خلف الضباب، ضباب يحجب عن الحياة مقومات الحياة، الرؤية معدومة والافكار مشوشة والارواح تائهة غير مهيأة لصناعة الأمل والقلوب غير صالحة لزراعة الأحلام.
أخيرًا وليس أخرًا رسالتي لأولئك الذين ينتظرون الفجر كل صباح .
سيظل موعدكم الفجر فهو لا يخلف موعده.