وأتى الشتاء
ليُبعثرني كُل مساءِ لأجزاء
أُلملم ذاتي بذاتي
تُطاردني كل خيالاتي
حَنين يحتل مساماتي
تراودني أوهامي وحماقاتي
يآسرني الصمتِ بكل مساء
وأتى الشتاء
يريني الموت بلا رثاء
موت النبضُ بالقلبِ
رجفة الروح بلا سببِ
سكرة النفس بلا نخبِ
موت وإن تعددت الأسماء
وأتى الشتاء
يُعَريني فأتوارى بالخفاء
خريف جائعُ يلتهمُ أوراقي
دمعات يسرجن الوجع بأحداقي
موسومُ بالنفي قَد شُد وثاقِ
روحُ مبصرةُ والخلايا صماء
وأتى الشتاء
لأُبصر أن كل العيون عَمياء
فالحريةِ هنا همجية وغوغاء
والحبُ كما الحرب فكرة حمقاء
هُنا تَنتشر المُسوخ والكل سواء
وأن تبقى إنسانًا هو الاستثناء
وأن تبقى إنسانًا هو الاستثناء