عندما كنا صغارًا قرأنا عن الشهداء، سمعنا الكثير عن الموت في سبيل الله، عرفنا منزلة الشهداء ولكننا أبدًا لم نراهم، أحببنا شهداء بدر، تأثرنا بشهداء أحد، عشقنا شهداء حطين واليرموك وكل الشهداء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن السلف الصالح، ولكننا لم نراهم، حتى شهداء الحروب العربية، حرب 48و 67و73 لم نراهم فقط سمعنا عنهم، عندما كبرنا لم نرى سوى شهداء من نوع آخر، فالغريق شهيد والحريق شهيد والمبطون شهيد ومن مات دون عرضه وماله فهو شهيد.
الآن والآن فقط يحق لنا أن نحكي لأولادنا وأحفادنا أننا رأينا بأم أعيننا شهداء في سبيل الله، شهداء من نوع أخر يشبهون شهداء الصحابة، شهداء نعرفهم رأيناهم رؤية العين سمعنا منهم وتحدثنا معهم عن أحلامهم وأمانيهم، رأينا أطفالهم الذين نالوا الشهادة مثلهم {ذرية بعضها من بعض}.
رأينا غزة وما يحدث على أرضها الطاهرة المخضبة بدماء الشهداء وكأنها تذكرنا بقول الله تعالى {إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ (10) هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا} (11) - الأحزاب.
رأينا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ليذكروننا بقوله تعالى {وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا (22) مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا} (23) - الأحزاب.
لا شك أن غزة بجميع أطيافها رجال ونساء وأطفال شيب وشباب تدفع ثمنًا كبيرًا جدًا ليس فقط لتحرير الأرض والقدس والأقصى ولكن لتعيد لنا حب الفريضة الغائبة وهى فريضة الجهاد في سبيل الله ولتعيد لنا وتذكرنا بمنزلة الشهداء عند الله فهنيئًا لكم أهل غزة هذا الشرف العظيم.
سَلَامٌ عَلَىَ غَـزَةَ ، بِمَاَ فِيِهَاَ ، بِمَن فِيِهَاَ ، بِكُلِّ مَاَ فِيِهَاَ.❤️،عاشت فلسطين حرة اللهم احفظهم بحفظك 🇵🇸
اللهم إنا نستودعك فلسطين شعبها وأهلها ، أمنها وأمانها ليلها ونهارها أرضها وسماءها رجالها ونساءها شيوخها وأطفالها وشبابها..
اللهم فاحفظهم من كل شر اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وامددهم بجنود من عندك يا ناصر المستضعفين.
{السيد مارك تهديدكم لم ولن يقيد أيدينا، لن يقصف أقلامنا، إحذفوا ما شئتم واحجبوا ما شئتم ولكن إعلم أننا لن نتوقف عن قول كلمة الحق، وهل شرف الإنسان إلا كلمة بها نحيا وعليها نموت.