غالبية الرسائل التي تصلني عبر الماسنجر، أو معظمها، لا تخرج عن كونها أدعية، أو تهنئة في المناسبات، أو طلبًا لاستشارة ونصيحة في أمر من أمور الكتابة. وغالبًا لا أرد سريعًا، ليس إهمالًا مني أو ترفعًا، ولكن لأنني لا أفعّل إشعارات الرسائل، وهاتفي دائمًا على وضع "صامت". وحين أفتح الرسائل أتعامل معها بحسب طبيعتها. إلى هنا يبدو كل شيء طبيعيًا، لا يثير ضيقًا. لكن ما يزعجني حقًا هو تلك الرسائل التي أسميها رسائل "اللهو الخفي".
أولًا ـ عندما أفتح رسالة فلا أجد فيها إلا تعليقًا على منشور كتبته على صفحتي العامة، فإذا بصاحبها يرسل رأيه في الخاص! ما كان علنًا فليُناقش في العلن، فما الحاجة إلى السرية؟ أليس من الأفضل أن يكون الحوار في النور كما كان الطرح في النور؟
ثانيًا ـ الاختلاف أمر طبيعي ونسبي بين البشر، بل هو من سنن الحياة. وما أكتبه يعبر عن قناعاتي الشخصية وأفكاري، لا أُلزم بها أحدًا غيري. أعلم أنني مثل غيري قد أصيب وقد أخطئ. وكما يقولون: الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. لكن هناك من يدخل الخاص فقط ليجادل من باب "خالف تُعرَف". ومَن يعرفني عن قرب يدرك أنني لا أحب الجدل العقيم، خصوصًا مع الذين يعتبرون أي نقاش معركة يجب أن يخرجوا منها منتصرين. مثل هؤلاء أمنحهم ما يريدونه بلا عناء: انتصار زائف لا يغيّر من قناعتي شيئًا، لكنه يريحني من إطالة الجدل.
ثالثًا ـ المتربصون المتصيّدون للأخطاء. هؤلاء لا يقرأون ما تكتب بقيمته، بل ينتظرون زلّة حرف ليقيموا الدنيا ولا يقعدوها. يتركون الجوهر ويتمسكون بالقشور. وهناك من يدخل الصفحات بصمت ويخرج بصمت، يقرأون ولا يتركون بصمة. والأعجب من أمرهم أنهم في الغالب لا يقرأون المنشور نفسه بل يتوجهون مباشرة إلى التعليقات، يبحثون فيها عن ما يمكن تصيّده.
وأتذكر واقعة طريفة حدثت منذ سنوات، حين تعرضت صفحتي لمحاولات متكررة للاختراق. كتبت عن ذلك واحتسبت الأمر عند الله، ولم يخطر ببالي سبب مقنع لما يحدث. بعدها وصلتني رسالة من مجهول يعرّف نفسه بأنه "هكر". قال إنه مكلَّف من شخص ما بتهكير الصفحة! سألته: مَن ولماذا؟ فأجاب بأنه لن يخبرني، لكنه برر الأمر بأن قائمتي تضم عددًا كبيرًا من السيدات اللواتي يعلقن عندي بلطف. ابتسمت وقلت مازحًا: لو كانت زوجتي من هكرت الصفحة لالتمست لها العذر! لكم أن تتخيلوا… هذا هو مبرر من أراد تهكير صفحتي. مع كامل احترامي وتقديري لجميع الأصدقاء رجالًا ونساءً، لهم عندي كل الود والاحترام، لكن للأسف هناك من لا يرى في الصداقة إلا مدخلًا للهوس والشكوك.
رابعًا ـ أصحاب الصفحات المغلقة. الذين يرسلون طلبات صداقة، وحين أحاول الدخول إلى صفحاتهم للتعرف على فكرهم أو اهتماماتهم، أجدها مغلقة بإحكام. وكأنهم يعرضون عليّ صداقة عمياء. كيف أقبل صداقة شخص لا أعرف عنه شيئًا؟ بل أحيانًا لا أعرف حتى اسمه الحقيقي! فأجده متخفيًا وراء أسماء من طراز: حارس المجرة، ديك البرابر، الفراشة الحزينة، زهرة الأقحوان! إن كنت لا تجرؤ على الظهور باسمك وصورتك وأفكارك، فلماذا تطرق باب الآخرين بطلب صداقة؟ كيف أبني جسرًا مع أشباح لا وجوه لها؟
هذه بعض، وليست كل، نماذج "اللهو الخفي". وجوه تتخفى خلف الشاشات كما تتخفى خلف الأقنعة في الحياة الواقعية. والدرس بسيط: التخلص منهم ليس خسارة، لكن وبالبلدي كدا… راحة بال وهدوان سر.
ياسر محمود سلمي
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر
د. راقية جلال محمد الدويك
د. سمر ابراهيم ابراهيم السيد
دينا سعيد عاصم
رهام يوسف معلا
ياره السيد محمود محمد الطنطاوي
فاطمة محمد البسريني
محمد محمد جاد محسن
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي
د. عبد الوهاب المتولي بدر
زينب حمدي
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
د. شيماء أحمد عمارة
د. نهى فؤاد محمد رشاد
فيروز أكرم القطلبي 




































